- كذلك الإمام الترمذي في تعقيباته التي يأتي بها أدبار الأحاديث التي أودعها في جامعه، فيها كلام جيدٌ مما يمكن أن يٌستل في أنواع علوم الحديث، لكن من أبرع ما هنالك ما يُسمى بكتاب العلل الصغير، الذي جعله خاتمة كتابه الجامع، والذي قام بشرحه الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في شرح العلل، وهو أروع ما كُتب في هذا الباب ومن أفيده لطلبة العلم، فأنصح بقراءته وأحث على ذلك.
- أول من عرفناه ألف استقلالا (في علوم الحديث) هو أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي القاضي المُتوفي في سنة ثلاثمائة وستين (360) في كتابه الرائع الفذ "المحدث الفاصل بين الراوي والواعي".
- جاء بعد الرامهرمزي أبو عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله صاحب كتاب المستدرك (405)، فألف كتابه الرائع "معرفة علوم الحديث".
- جاء بعد ذلك تلميذه أبو نعيم الأصفهاني (430) فألف مستخرجًا على كتاب أبي عبد الله الحاكم، ولكن هذا المستخرج لم يصل إلينا.
- إلى أن جاء الخطيب البغدادي رحمه الله المتوفى في سنة أربعمائة وثلاث وستين للهجرة (463)، فالخطيب البغدادي هو الذي فتق أنواع علوم الحديث، وكل من جاء بعد الخطيب البغدادي فهم عالة عليه في علوم الحديث.
- نرى أن الخطيب البغدادي عاصره الحافظ ابن عبد البر، والحافظ ابن عبد البر أيضًا تكلم في بعض علوم الحديث، إما في كتابه "جامع بيان العلم وفضله"، أو في المقدمة الرائعة التي أودعها كتابه "التمهيد"، مقدمة كتابه "التمهيد" مقدمة رائعة جدًا في أنواع علوم الحديث.
- كذلك الحافظ البيهقي في مقدمة معرفة السنن والآثار تكلم أيضًا عن بعض أنواع الحديث، ابن حزم رحمه الله في كتابه "إحكام الأحكام" أيضًا هذا الكتاب تضمن بعض أنواع علوم الحديث، وبالذات كلامه مهم في مبحث المتواتر والآحاد، أنصح بقراءته في كتاب "إحكام الأحكام" لابن حزم.
- جاء بعد ذلك أئمة آخرون، لكن من أهمهم الحافظ ابن الصلاح، فابن الصلاح هو الذي قَعَّدَ هذه المقدمة، فكتابه معروفٌ بأنه "معرفة علوم الحديث"، لكنه اشتهر بكتاب "مقدمة ابن الصلاح"، رتب علوم الحديث هذا الترتيب الذي تأثر به كل من جاء بعده ن لاشك أن المؤلفات تسلسلت بعد ذلك.
- بالنسبة لنزهة النظر نقول هذا عنوان الشرح الذي قام به الحافظ ابن حجر لكتابه نخبة الفكر، فالنخبة نخبة على اسمها، مختصرة، فشرحها في نزهة النظر، فشرحنا هذا يكون تكرارًا تقريبًا لكلام الحافظ ابن حجر في نزهة النظر، لكن يمكن تغيير العبارة وتنويع الأسلوب وضرب الأمثلة، وهكذا.
- هل جُمعت إجابات ابن معين أو مسلم حول موضوع المصطلح في كتابٍ محدد؟ كذلك علي ابن المديني؟
هذا السؤال في الحقيقة جاءني في الحقيقة بخاطرة، وهو أنه لو قام بعض طلبة العلم بجمع أقوال الأئمة، علي بن المديني، الإمام أحمد، يحيى بن معين، وقبلهم الشافعي، وبعدهم مسلم، البخاري، أبو حاتم الرازي، أبو زرعة، أبو داود، الترمذي، كل هؤلاء الأئمة، لو جمع ما وجد كلامهم فقط مجرد جمع وترتيب على أنواع علوم الحديث لكان كتابًا رائعًا يستفيد منه طلبة العلم، ويجعل طلبة العلم يعرفون أقوال الأئمة هؤلاء في هذه الأنواع من أنواع علوم الحديث، هذا في الحقيقة مشروع، ولو قام به أحد لكان مشروعًا رائعًا.
- السؤال عن كفارة المجلس، كلمة سبحانك اللهم وبحمدك بعد انتهاء مجلس العلم، هل يصح ما سمعنا من أنه يُختم على هذا المجلس بخاتم إلى يوم القيامة؟
هذا ورد في بعض طرق الحديث، ولكن الحديث برمته فيه كلام، ونحن نرجح إن شاء الله تعالى أنه يُعمل به، فإن شاء الله تعالى هو صحيح، لكن هذا الفضل وهو أنه يختم عليه بخاتم لا أعرف أنه صحيح في بعض الطرق.
ولكن نقول الذكر نفسه، سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.
انتهى الدرس الأول
يتبع ان شاء الله
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[21 - 12 - 10, 06:34 م]ـ
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته ..
حيّا اللهُ ذات الهمّة العالية، وبارك فيها على نقلِها لهذه المقتطفات الخيّرات النيّرات!
وأسألُ اللهَ أن يسدّدك وأن يُبلّغك كلَّ ما ترومينَ لنيله ..
ـ[ذات الهمة العالية]ــــــــ[24 - 12 - 10, 12:03 م]ـ
جزاكِ الله خيرا
الدرس الثاني
¥