ـ يذكر فيتزجيرالد في مقدمته نقلاً عن كتاب (جهار مقاله) ــ اربع مقالات للخواجة النظامي السمرقندي, الذي كان تلميذاً للخيام, انه كثيراً ما كان يناقش استاذه الخيام في أمور مختلفة, وسمعه في احدى المرات يقول: سيكون قبري في مكان تهب عليه النسائم الشمالية وينتشر فوقه الورد والزهر, وكان النظامي يستغرب ما قاله الخيام, ومرت سنوات طويلة, وسمع النظامي عن موت الخيام فعزم على زيارة قبره في نيسابور بعد ثلاثة عشر عاماً من موته, فوجد قبره إلى جانب سور حديقة مهجورة, فتدلت أغصان الاشجار فوق القبر ونثرت عليه من ثمارها وازهارها حتى غطت احجاره.
زار الخيام بلدة فسمع اهلها يشكون من كثرة اسراب الطيور التي تحوم فوقهم وتلقي ذرقها فوق رؤوسهم وثيابهم, فصنع الخيام لهم تمثالا من الطين لطائر كبير, ونصبه في مكان عال يطل على البلدة, فهاجرت اسراب الطوير خوفا من هذا الطائر الجارح.
بعد وفاة فيتزجيرالد بنحو عشر سنوات تأسس في لندن ناد يحمل اسم عمر الخيام, وكانت مهمته تنحصر في الدعوة الى المزيد من الاهتمام بأعمال الخيام ورباعياته, وزيارة قبر مترجمه ادوارد فيتزجيرالد, كما وجه رسالة الى الشاه يطلب فيها صيانة قبر الخيام في نيسابور وتجميل موقعه بزراعة انواع الزهور من حوله.
الخيام على الشاشة
قدمت هوليوود في عام 1941 فيلما روائيا طويلا بعنوان (عمر الخيام) , من اخراج البرت لويس, ولكن هذا الفيلم لم يستطع ان يرسم صورة حقيقية واضحة للخيام, ولكنه استلهم المرحلة التاريخية التي عاشها, فقيل انه فيلم مزدحم بالمغامرات والسيوف والرمال وشيء من الحب, واعتمد السيناريو على مصادر تاريخية شرقية وغربية عن حياة الخيام واحداث المرحلة التي عاشها, وكان من اهم المراجع ما كتبه مانويل كومورن, واصدره في كتاب ترجمه الى العربية بتصرف واسع عمر ابو النصر في بيروت عام 1970 بعنوان (قلعة الموت).
واذا كانت المراجع والدراسات عن عمر الخيام قليلة ومحدودة في اللغة العربية فانها ليست كذلك في اللغات الاجنبية الحية, ويعتبر كتاب هارولد لام (قصة حياة الخيام) من اهم المراجع الموثقة والشاملة حول حياة الخيام واعماله العلمية ورباعياته الحكيمة:
(فكم توالى الليل بعد النهار
وطال بالانجم هذا المدار
فامش الهوينى ان هذا الثرى
من اعين ساحرة الاحورار)
لها صلة
ـ[الأحمر]ــــــــ[24 - 11 - 2003, 08:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرباعيات في العربية
اذا كان الاوروبيون قد اكتشفوا رباعيات عمر الخيام في منتصف القرن التاسع عشر, فإن اكتشاف هذه الرباعيات عربيا تأخر الى بداية العقد الثاني من القرن العشرين, حينما نقلها الى العربية, بتصرف, وديع البستاني, على شكل سباعيات, من اللغة الانجليزية, عن فيتزجيرالد, وابتعد بها عن الاصل, ومنذ ذلك الحين شهدت الرباعيات عشر ترجمات الى اللغة العربية, منقولة عن اللغتين الانجليزية والفارسية, انجزها كل من:
محمد السباعي, محمد الهاشمي, احمد الصافي النجفي (ترجمة شعرية عن الفارسية) , احمد رامي (ترجمة شعرية عن الفارسية) , جميل صدقي الزهاوي (ترجمة نثرية عن الفارسية) , احمد الصراف (ترجمة نثرية) , عبدالحق فاضل (ترجمة شعرية) , د. احمد زكي ابو شادي (ترجمة شعرية عن الانجليزية) , د. محمد غنيمي هلال (ترجمة مختارات نثرية عن الفارسية) , الشاعر الاردني عرار (مصطفى وهبي التل).
واجمع النقاد والقراء على اهمية الترجمة الشعرية لأحمد الصافي النجفي, (عن الفارسية) , وترجمة احمد رامي (عن الفارسية) والتي انتشرت بشكل واسع بعد ان غنت ام كلثوم مختارات منها, من تلحين رياض السنباطي, وكان احمد رامي قد درس اللغة الفارسية في باريس في نهاية العشرينيات من القرن العشرين, ومع ان بعض النقاد الكلاسيكيين ذموا ترجمة احمد رامي, مثل روكس بن زايد العزيزي في مقدمته لترجمة ابي شادي للرباعيات, الا ان شاعرية ترجمة رامي وغنائيتها الفريدة ترتفع بها الى مستوى شعر الخيام وترجمة فيتزجيرالد.
¥