ولعلك ترى ياشيخنا ابن هشام كيف تقطعت تعليقاتك على عدد من الأبيات وعدت إلى تقريرات مليحة في هذه الأبيات التي ذكرتها أولاً، فلو جعلت عنوانًا واحدًا لنقداتك الممتعة، ورقَّمت كل مشاركة برقم لتمَّ لنا ـ نحن تلاميذك ـ أن نستفيد.
ـ[المهندس]ــــــــ[30 - 04 - 2005, 10:07 م]ـ
الأخ / السوسني
بالطبع لو بدأك أستاذنا ابن هشام بالجواب،
فلن يكون لمثلي بعده مقال
وسأجيبك بوجهة نظري،
حتى إذا ما أجاب أستاذنا أنظر أأصبت أم أخطأت
{ليت الذي خلق العيون السودا * خلق القلوب الخافقات حديدا
فهل يختلف شيء لو جعل مكان (خلق) الثانية (جعل) ... }
ج: أرى أن الاعتناء بالمعنى أهم من اللفظ وما أشرت إليه يعني خلق القلوب الخافقات لينة ثم قساها بعد ذلك، ولا أراه معنى جيدا، وحتى لو قلنا (فطر) وهي تعني الخلق من أول مرة أجد الوضع الأصلي ليس بمستنكر لأن الفعل لم يتكرر على نفس المفعول بل على غيره.
لكني لا أرى بأسا بأن تكون (خلق) الأولى (فطر)
{وهل الشاعر حال إلقائه لمثل هذا يتفطنُّ عادة لدقائق الفروق بين الألفاظ فيعتني بالاختيار}
ج: بالتأكيد تدور في رأسه عدة بدائل وينتقي أنسبها
{1 - مُنًى إن تكن حقًّا تكن أحسن المنى * وإلا فقد عشنا بها زمنًا رغدا
2 - منى إن تكن حقا تكن غاية المنى * وإلا فقد عشنا بها زمنا رغدا
3 - منى إن تكن يوما تكن أحسن المنى * والا فقد عشنا بها زمنا رغدا
4 - منى إن تكن حقاً أسعد بالمنى * وإلا فقد عشنا بها زمناً وغدا
أفيجوز في مذهب الشعر مثل هذه الروايات التي يظهر عليها أنها من عمل المتأخرين؟}
ج: ولم تنسبها للمتأخرين؟ من الجائز أن يكون الشاعر قالها عدة مرات وفي كل مرة اختلاف فنقلت عنه؟ أو خطأ ونسيان من الراوي فوضع مكانه لفظا يساويه في المعنى والوزن.
لكن كنت أتوقع منك أن تسأل عن المفاضلة بين الروايات المختلفة
وأقول:
أولا: الرواية الرابعة مكسورة الوزن فهي مستبعدة
ثانيا: (حقا) تفيد معنى تحقق الأماني صراحة أما (يوما) فهي ظرف زمان
فامفاضلة بين (تكن حقا) و (تكن يوما)، والأخيرة لا تفيد التحقق يقينا بل يحتمل معناها (إن تمنيتها يوما) أو (إن تحققت يوما)
وعليه نستبعد الرواية الثالثة لأن (حقا) أفضل من (يوما)
ثالثا: بقي المفاضلة بين (أحسن) و (غاية)، وأنا أفضل (أحسن) برغم أن (غاية) أقوى، لأن (غاية) لا تناسب أمرا دنيويا بل يجب أن تكون غاية المنى هي رضوان الله سبحانه، ولأن (أحسن المنى) تحتمل الكثرة فتكون أماني كثير في نفس المستوى من الحسن، أما (غاية المنى) فتدل على أمنية واحدة هي أعلاهن قدرا.
{أماني من سُعدى حسانٍ كأنما ... سقتك بها سُعدى على ظمإ بَردًا
لو أسقطنا (سُعدى) الثانية لاستقام الكلام، ويكون: أماني من سُعدى حسانٍ كأنما سقتك بها على ظمإ بَردًا،
ولعلك تلمح حلاوة تكرار اسم (سعدى) مع إمكانية الاستغناء عنه من جهة تمام المعنى لا من جهة تمام العروض، فالكلام صار على سبيل الإظهار في مقام الإضمار، فما رأيكم في هذا الذكر الثاني للفظ (سعدى) أهو في محله من جهة المعنى واللفظ، أم دعت إليه ضرورة الشعر، وكان مع ذلك مليح الموقع؟}
ج: هذا السؤال أرى أنك أجبت عنه فتكرار اسم الحبيبة ليس كتكرار أي كلمة
ولم يكن الشاعر سيعجزه أن يضع محلها كلمة أخرى مثل (صيفا) مثلا ليكون الظمأ أشد
ولكنه أحب تكراره
ـ[السوسني]ــــــــ[03 - 05 - 2005, 08:17 ص]ـ
الأخ المهندس
أشكر لك هندستك الكلامية , وتعليقاتك على الأبيات.
وأقول لك: إن تعدد الروايات التي ذكرتها لك ليست من المتقدمين، ولا من الشاعر، وقد تتبعت البيت قدر المستطاع، فما وجدت هذه التغييرات سوى عند المعاصرين خلال مقالاتٍ لهم.
ولا زلنا ننتظر شيخنا ابن هشام فقد تأخر في الجواب، ويبدو أنه قد حبسه حابسٌ قاهرٌ، فالسؤال مضى عليه ما مضى، حتى يكاد يندثر، ولمَّا يقع عليه منه ردٌّ.
ـ[ابن هشام]ــــــــ[15 - 05 - 2005, 08:58 ص]ـ
سلام الله عليكم أيها الأدباء سلاماً يبلغ مستقر الود في نفوسكم، والنبل في أخلاقكم.
ماذا سأقول بعد ما قاله الأساتذة النقاد؟!
¥