وكان خادمه مسرور وأقفاً أمامه فضحك، فقال له: ما يضحكك، استهزاء بي أم استخفافاً؟
فقال: والله ما فعلت ذلك عمداً ولكن خرجت بالأمس أتمشى بظاهر القصر إلى أن جئت إلى جانب الدجلة فوجدت الناس مجتمعين، فوقفت فرأيت رجلا وأقفاً يضحك الناس يقال له ابن المغازلي، فتفكرت الآن في شيء من حديثه وكلامه، فضحكت والعفو يا أمير المؤمنين.
فقال له الرشيد: ايتني الساعة به.
فخرج مسرور مسرعاً إلى أن جاء إلى ابن المغازلي فقال له أجب أمير المؤمنين، فقال سمعاً وطاعة، فقال له بشرط أنه إذا أنعم عليك بشيء يكون لك منه الربع والبقية لي.
فقال له: بل اجعل لي النصف ولك النصف، فأبى، فقال: الثلث لي ولك الثلثان، فأجابه إلى ذلك بعد جهد عظيم.
فلما دخل على الرشيد سلم، فأبلغ وترجم فأحسن، ووقف بين يديه.
فقال له أمير المؤمنين: إن أنت أضحكتني أعطيتك خمسمائة دينار وإن لم تضحكني أضربك بهذا الجراب ثلاث ضربات.
فقال ابن المغازلي في نفسه، وما عسى أن تكون ثلاث ضربات بهذا الجراب؟ وظن في نفسه أن الجراب فارغ.
فوقف يتكلم وفعل أفعالا عجيبة تضحك الجلمود، فلم يضحك الرشيد، ولم يتبسم، فتعجب ابن المغازلي وضجر وخاف.
فقال له الرشيد: الآن استحقيت الضرب.
ثم أنه أخذ الجراب ولفه وكان فيه أربع زلطات كل واحدة وزنها رطلان، فضربة ضربة، فلما وقعت الضربة في رقبته صرخ صرخة عظيمة وتذكرالشرط الذي شرطه عليه مسرور، فقال: العفو يا أمير المؤمنين اسمع مني كلمتين.
قال: قل ما بدا لك.
قال: إن مسروراً شرط علي شرطاً واتفقت أنا وإياه على مصلحة، وهو أن ما حصل لي من الصدقات يكون له فيه الثلثان ولي فيه الثلث وما أجابني إلى ذلك إلا بعد جهد عظيم.
وقد شرط علي أمير المؤمنين ثلاث ضربات فنصيبي منها واحدة ونصيبه اثنتان، وقد أخذت نصيبي وبقي نصيبه.
قال: فضحك الرشيد ودعا مسروراً، فضربه، فصاح، وقال: يا أمير المؤمنين قد وهبت له ما بقي. فضحك الرشيد وأمر لهما بألف دينار.
ـ[باوزير]ــــــــ[22 - 05 - 2005, 07:51 م]ـ
قال أبو العبر: قال لي أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب: الظبي معرفة أو نكرة؟
فقلت: إن كان مشوياً على المائدة فمعرفة، وإن كان في الصحراء فهو نكرة.
فقال: ما في الدنيا أعرف منك بالنحو.
،،،
مر عثمان بن حفص الثقفي بأبي نواس وقد خرج من علة وهو مصفر الوجه، وكان عثمان أقبح الناس وجهاً.
فقال له عثمان: ما لي أراك مصفراً؟
فقال أبو نواس: رأيتك فذكرت ذنوبي.
قال: وما ذكر ذنوبك عند رؤيتي؟
فقال: خفت أن يعقابني الله فيمسخني قرداً مثلك.
ـ[باوزير]ــــــــ[22 - 05 - 2005, 07:58 م]ـ
دخل رجل أكول على قوم، فأكل أكلاً ذريعاً.
فقال أحدهم: عجبت من أكله وسرطه.
وقال الآخر: وشقه دجاجة ببطة.
وقال آخر: وأكله دجاجة وبطة.
وقال آخر: كأن جالينوس تحت إبطه.
فقالوا له: أما الذي قلناه فمفهوم، فما معنى قولك: كأن جالينوس تحت إبطه؟
قال: لكي يناوله الجوارشن لئلا يتخم.
ـ[باوزير]ــــــــ[22 - 05 - 2005, 08:09 م]ـ
وقال بعض البخلاء لغلامه: هات الطعام وأغلق الباب.
فقال: يا مولاي؛ هذا خطأ، إنما يقال: أغلق الباب وهات الطعام.
فقال له: أنت حر لوجه الله لمعرفتك بالحزم.
،،،
قال الإمام أبو حنيفة النعمان للأعمش: لولا أني أخاف أن أشق عليك لأكثرت زيارتك.
فقال: لا تفعل! فأنت تشق علي وأنت في دارك.
،،،
ـ[باوزير]ــــــــ[22 - 05 - 2005, 08:13 م]ـ
اشترى مزيد رأسين فوضعهما بين يدي امرأته.
وقال: اقعدي نأكل.
فأخذت رأسا فوضعته خلفها وقالت: هذا لأمي.
فأخذ مزيد الرأس الآخر ووضعه خلفه، وقال: هذا لأبي.
قالت: فماذا نأكل؟
قال: ضعي رأس أمك وأضع رأس أبي.
ـ[باوزير]ــــــــ[22 - 05 - 2005, 10:03 م]ـ
قال رجل لبخيل: لم لا تدعوني إلى طعامك؟
قال: لأنك تعلق، وتشدق، وتحدق.
أي تحمل واحدة في يدك، وأخرى في شدقك، وتنظر إلى الأخرى بعينك.
،،،
وقال بعض البخلاء: أنا لا آكل إلا نصف الليل.
قيل له: ولم؟
قال يبرد الماء، وينقمع الذباب، وآمن فجأة الداخل، وصرخة السائل.
،،،
وطبخ بعض البخلاء قدراً، وجلس يأكل مع زوجته فقال: ما أطيب هذا الطعام! لولا كثرة الزحام، فقالت: وأي زحام وما ثم إلا أنا وأنت؟
قال: كنت أحب أن أكون أنا والقدر.
ـ[باوزير]ــــــــ[22 - 05 - 2005, 10:06 م]ـ
عزم بعض إخوان أشعب عليه ليأكل عنده، فقال: إني أخاف من ثقيل يأكل معنا فينغص لذتنا.
فقال: ليس عندي إلا ما تحب.
فمضى معه فبينما هما يأكلان، إذا بالباب قد طرق.
فقال أشعب: ما أرانا إلا صرنا لما نكره.
فقال صاحب المنزل: إنه صديق لي، وفيه عشر خصال، إن كرهت منها واحدة لم آذن له.
فقال أشعب: هات.
قال: أولها، أنه لا يأكل ولا يشرب.
فقال: التسع لك ودعه يدخل، فقد أمنا منه ما نخافه.
ـ[باوزير]ــــــــ[22 - 05 - 2005, 10:13 م]ـ
أتى عدي بن أرطاة شريحاً القاضي ومعه امرأة له من أهل الكوفة يخاصمها إليه.
فلما جلس عدي بين يدي شريح، قال عدي: أين أنت؟
قال: بينك وبين الحائط.
قال: إني امرؤ من أهل الشام،
قال: بعيد الدار.
قال: وإني قدمت العراق،
قال: خير مقدم.
قال: وتزوجت هذه المرأة،
قال: بارك الله لك وبارك عليك.
قال: وإنها ولدت غلاماً،
قال: ليهنك الفارس.
قال: وقد أردت أن أنقلها إلى داري،
قال: المرء أحق بأهله.
قال: كنت شرطت لها دارها،
قال: الشرط أملك.
قال: اقض بيننا،
قال: قد فعلت.
قال: فعلى من قضيت؟
قال: على ابن أمك.
¥