تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 07:12 م]ـ

أخي الكريم قريع دهره،

أكرمك الله،

أحاول الامتناع عن الرد لأننا أثقلنا كثيرا على الأخ طارح الموضوع، وهو شعر أبي نواس ... لكن ردودك تغريني بالرد.

أخي الكريم: إن عدم ظهور الفتن ليس دليلا على العدل، كما أن ظهورها ليس دليلا على الظلم، فلقد درج الملوك منذ كانوا وحتى اليوم على شراء ذمم الناس لتجنب الفتن وغير الفتن. ونحن لا نستطيع القول إن ذا النورين، عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه، كان ظالما لأن فتنة ظهرت في خلافته. حاشاه من ذلك، فهو من العشرة البررة، المبشرين بالجنة، حشرنا الله معهم. فظهور الفتن وعدم ظهورها ليسا مرهونين بالعدل أو بعدمه، بل بمسائل كثيرة لا مجال لذكرها هنا.

والحق لا يُعرف بالرجال أخي الكريم، إنما يُعرف الرجالُ بالحق.

شكر الله لك

عبدالرحمن السليمان.

ـ[أبو طارق]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 07:36 م]ـ

ما أراكم إلا تتوسعون في نقاش خارج عن الموضوع

عودوا يرحمكم الله ولا تحرمونا هذه الزاوية

ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 08:58 م]ـ

أبو نواس

توبته وموته:

ولما قتل الأمين وظفر المأمون بالخلافة، أصاب أبو نواس شيء من الجزع والقنوط، وتنكر له الدهر فتبرم بالحياة وسئم ملاذها، وابى أن يتقرب من المأمون أو يمدحه، وكان المأمون قد جعل مقر الخلافة في خراسان، ولبث هناك نحوا من ست سنوات حتى استتب له الأمر في بغداد فانتقل إليها، وكان بوسع الشاعر أن يتصل به ويستميله بالمديح، ولكن اليأس الذي ساوره بعد مقتل الأمين، جعله يزهد في الحياة الدنيا، وتراءى له شبح الموت فراعه، واحس أن قواه تحطمت من كثرة فسوقه، ففزع إلى ربه يستغفره، وأقلع عن المجون، وتنسك حتى هلك وهو على أشد ما يكون من الندم، وكانت وفاته في بغداد وله من العمر نحو 54 سنة، ودفن في مقابر الشونيزي.

ما أدرك عليه:

روي لأبي نواس شعر ساقط لا يليق بجلالة قدره في دولة القريض، ولعل ذلك مما نحلوه إياه، أو مما قاله في حال سكره، فإنه كان يكثر الارتجال والتعابث حين يسكر، فيجوز مالا يجوز، ولم يكن ليرضاه في صحوه، وربما عبث باللغة نكاية بالعلماء المتشددين، فيشذ عن القواعد اللغوية غير مبال، وهذا ما يقع له غالبا في شعره المجوني، وإذا وقع له في شعره الجدي، دافع عنه وأخرجه على وجه يرضاه العلماء، كما أخرج قوله: ((ككمون النار في حجره)) ومما يؤخذ عليه قوله:

رشأ تواصين القيان به **** حتى عقدن بإذنه شنفا

فقد جعل فاعلين لفعل واحد وهذا مكروه، وقال شُنُفا والصواب شَنْفا، وقوله:

رأيت كل من كان أحمقا معتوها **** في ذا الزمان صار المقدم وجيها

يا رُب نذل وضيع نوهته تنويها **** هجوته كيما أزيده تشويها

فهذان البيتان لا يستقيمان على بحر من البحور المعروفة، وشغف أبو نواس بأوجه البيان والبديع فجد في طلبها حتى أفرط أحيانا وتبغض كقوله:

لما بدأ الثعلب الصدود لنا **** أرسلت كلب الوصال في طلبه

فقبيح أن تدخل الثعالب والكلاب في غزل يشكو به المحب هجر حبيبه.

وأدرك عليه سرقات توكأ فيها على معان سبق إليها ولكنه كساها حللا جميلة، فسارت بين الناس وعرفت له، وأكثر ما عيب عليه تصرفه في قواعد الصرف والنحو والعروض، وجنوحه إلى الغلو حتى الإحالة كقوله في مدح الرشيد:

حتى الذي في الرحم لم يك **** صورة لفؤاده من خوفه خفقان

فهذا محال لأن مالا صورة له لا وجود له، فكيف يشعر بالخوف من لا وجود له، وكيف يكون له فؤاد.

ـ[بوحمد]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 10:57 م]ـ

أبو نواس

روي لأبي نواس شعر ساقط لا يليق بجلالة قدره في دولة القريض، ولعل ذلك مما نحلوه إياه، أو مما قاله في حال سكره، فإنه كان يكثر الارتجال والتعابث حين يسكر، فيجوز مالا يجوز، ولم يكن ليرضاه في صحوه، وربما عبث باللغة نكاية بالعلماء المتشددين، فيشذ عن القواعد اللغوية غير مبال، وهذا ما يقع له غالبا في شعره المجوني، وإذا وقع له في شعره الجدي، دافع عنه وأخرجه على وجه يرضاه العلماء، كما أخرج قوله: ((ككمون النار في حجره)) ...

ويقول أبونوّاس:

أرى كلَّ حيٍّ هالكاً وابن هالكٍ=وذا نسبٍ في الهالكين عريقِ

إذا امتحن الدنيا لبيب تكشَّفتْ=لهُ عن عدوٍّ في ثيابِ صديقِ

...

إذا خلوتَ الدهر يوماً، فلا تقل=خلوتُ، ولكن قل عليّ رقيبُ

ولا تحسبنّ الله يغفلُ ساعةً=ولا أن ما يخفى عليك يغيبُ

لهونا بعمرٍ طال حتى ترادفت=ذنوبٌ على آثارهنَّ ذنوبُ

...

كم ليلةٍ قد بتُّ ألهو بها=لو دامَ ذاك اللهو للّاهي

حرّمها اللهُ وحلَّلتُها=فكيف بالعفو من اللهِ

...

ياربّ إن عَظُمتْ ذُنوبيَ كثرةً=فلقد علمتُ بأن عفوكَ أعظمُ

إن كان لايرجوكَ إلا مُحسنٌ=فبمن يلوذُ ويستجيرُ المجرمُ

أدعوك ربي كما أمرتَ تضرعاً=فإذا رددتَ يدي فمن ذا برحمُ

مالي إليكَ وسيلةٌ إلا الرجا=وجميلُ عفوكَ، ثم أني مسلمُ

...

(ويقولون أعذب الشعر أكذبه!!)

لَكَم تُذكرني أبياتُ تضرعه المبكية هذه بتضرع الحجاج وهو في سكرات الموت ...

يروى أنه بالرغم من بغض الخليفة العادل عمربن عبدالعزيز لأعمال الحجاج (وما أدراك مالحجاج!)، إلا أنه كان يزجرُ من يتشفى بموت الحجاج أمامه قائلاً: وما أدراكَ لم يغفرالله له بها (يعني قول الحجاج متضرعاً لربه في لحظات النزع الأخير" يارب أنهم يقولون أنك لن تغفر للحجاج") ...

هذا وبالإضافة لما ذكره أعلاه أخونا " عاشق اللغة العربية" مشكوراً، أقول ...

حسناً ... من باب المجون فهذان مخرجان عسى أن يتقبلهما الكريمُ بعفوه ...

ولكن ... من يأتي لنا بباب آخر يخرجهُ من قوله "ليس الأعاريب عند الله من أحدِ"؟

ثم كيف يستقيم اعتقاده هذا مع عشقه للأمين وبغضه للمأمون؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير