وأرسلني أهلي وقالوا امضي فالتمس
لنا قبسا من أهل ليلى وما شبوا
عفا الله عن ليلى لقد نؤت بالذي
تحمل من ليلى ومن نارها القلب
استغل شوقي كذلك موقف أمير الصدقات الذي أراد أن يتوسط بين قيس وقوم ليلى حتى يقبلوه زوجا لها وفشل مساعي نوفل بن مساحق أمير الصدقات الذي تولى هذا العمل بعد عمر بن عبد الرحمن بن عوف وان كان شوقي قد جعل لابن عوف الفضل في الوساطة.
وأنت واجد شوقي وقد جعل المجنون يقف على التوباذ وينشد شعرا يناجي فيه حبيبته، وهذا الصنيع فعله وأورده صاحب الأغاني.
جبل التوباذ حياك الحيا وسقى الله صبانا ورعى
فيك غينا الهوى في مهده ورضعناه فكنت المرضعا
وحدونا الشمس في مغربها وبكرنا فسبقنا المطلعا
وعلى سفحك عشنا زمنا ورعينا غنم الأهل معا
هذه الربوة كانت ملعبا لشبابينا وكانت مرتعا
كم بنينا من حصاها أربعا وانثنيا فمحونا الأربعا
وخططنا في نقا الرملى فلم تحفظ الريح ولا الرمل وعى
لم تزل ليلى بعيني طفلة لم تزد عن أمس الا اصبعا
مالأحجارك صما كلما هاج بي الشوق أبت ان تسمعا
كلما جئتك راجعت الصبا فأبت أيامه أن ترجعا
قد يهون العمر الا ساعة وتهون الأرض الا موضعا
كما ضمن في مسرحيته موقف غريم المجنون في حب ليلى وان اختلف اسمه عند الشاعر الحديث، فبينما يذكره صاحب الأغاني تحت اسم مزاحم، يطلق عليه شوقي منازل، كذلك يعرض علينا حادثة خطبة قيس لليلى واختيارها غيره.
ومن المشاهد التي ذكرها صاحب الأغاني واستغلها شوقي حدث النار الذي يشير الى قيس عندما أتى أهل ليلى يطلب نارا وقد تلفح ببردته، فأخرجت له النار وأعطته له في خرقة.
وراح العاشقان يتحدثان حديث الحب والعشق، فاحترقت الخرقة وأحرقت معها بعض أجزاء بردته وجعلت النار فيها حتى كادت تقضي عليها جملة
وذكر شوقي هذا المشهد على ألسنة قيس وليلى والمهدي.
"قيس: ليلي!
(المهدي خارجا من الخباء)
من الهاتف الداعي؟ أقيس أرى
ماذا وقوفك والفتيان قد ساروا
قيس: (خجلا)
ما كنت يا عم فيهم
المهدي: (دهشا)
أين كنت اذن؟
قيس:
في الدار حتى خلت من نارنا الدار
ما كان حطب جزل لساحتها
أودى الرياح به والضيف والجار
المهدي: (مناديا)
ليلى، انتظر قيس، ليلى
ليلى: (من أقصى الخباء)
ما وراء أبي؟
المهدي:
هذا ابن عمك ما في بيتهم نار
(تظهر ليلى على باب الخباء)
ليلى:
قيس ابن عمي عندنا يا مرحبا يا مرحبا
قيس:
متعت ليلى بالحياة وبلغت الأربا
ليلى: (تنادي جاريتها بينما يختفي أبوها في الخباء) … عفراء…
عفراء: (ملبية نداء مولاتها)
مولاتي
ليلى:
تعالي نقض حقا وجبا
خذى وعاء واملئيه لابن عمي حطبا
(تخرج عفراء وتتبعها ليلى)
قيس:
بالروح ليلى قضت لي حاجة عرضت
ما ضرها لو قضت للقلب حاجات
مضت لأبياتها ترتاد لي قبسا
والنار يا روح قيس ملء أبياتي
كم جئت ليلى بأسباب ملفقة
ما كان أكثر أسبابي وعلاتي
(تدخل ليلى)
ليلى: قيس
قيس: ليلى بجانبي كل شيء اذن حضر
ليلى: جمعتنا فأحسنت ساعة تفضل العمر
قيس: أتجدين؟
ليلى: مافؤادي حديد ولا حجر
له قلب فسله يا قيس ينبئك بالخبر
قد تحملت في الهوى فوق ما يحمل البشر
قييس: لست ليلاى داريا كيف أشكو وانفجر؟
أشرح الشوق كله أم من الشوق أختصر؟
ليلى: نبني قيس ما الذي لك في البيد من وطر؟
لك فيها قصائد جاوزتها الى الحضر
كل ظبي لقيته صغت في جيده الدرر
أترى قد سلوتنا وعشقت المها الأخر؟
قيس: غرت ليلى من المها والمها منك لم تغر
لست كالغيد لا ولا قمر البيد كالقمر
ليلى: (رأت النار تكاد تصل الى كم قيس)
ويح عيني ما أرى
قيس
قيس: ليلى
ليل: (مشفقة)
خذ الحذر!
قيس: (غير آبه الا لما كان فيه من نجوى)
رب فجر سألته هل تنفست في السحر
ورياح حسبتها جررت ذيلك العطر
وغزال جفونه سرقت عينك الحور
ليلى: اطرح النار يا فتى أنت غاد على خطر
لهب النار قيس في كمك الأيمن انتشر
قيس: (مستمرا بعد أن رمى النار من يده):
وذئاب أرق يا ليلى من أهلك الغير
أنست بى ومرغت في يدي الناب والظفر
ليل: ويح قيس تحرقت راحتاه وما شعر
قيس: أنت أججت في الحشى لاعج الشوق فاستعر
ثم تخشين جمرة تأكل الجلد والشعر
(يترنح قيس في موقفه وتظهر عليه بوادر الاغماء)
ليلى: فداك أبي قيس، ماذا دهاك تكلم، أبن قيس، ماذا تجد؟
قيس: أحس بعيني قد غامتا وساقي لا تحملان الجسد
(يخر صريعا الى الأرض فتلقاه على صدرها صارخة)
ليلى: يا لأبي للجار، قيس صريع النار، ملقى بصحن الدار
(يخرج أبوها من الخباء على صوت استغاثتها)
أبى ها أنت ذا جئت اغثنا أبت أدرك
لقد حرق بالنار فما يصحو اذا حرك ...
ـ[2933]ــــــــ[08 - 09 - 2005, 06:19 م]ـ
سمعت ان لأحمد شوقي مسرحية اسمها شريعة الغاب و قد طلب مني أن ابحث في هذه القصيدة لكن للأسف لم أجد أي كتاب يتحدّث عنها لكن هناك كتاب للكاتب أحمد هيكل يتحدث فيه عن هذه القصيدة لكن لم استطع الحصول على هذا الكتاب من أي مكتبة. فأرجوكم اذا كان لديكم أي معلومات عنها أو أي تحليل لها فارجوكم ان أن تبعثوه على هذه الصفحة و اذا امكن ان تكتبوا لي اسم المرجع. شكرا!
¥