تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ونشجعهم على أن يكون في كل صف مكتبة، وفي مدارسهم مكتبات يسهمون هم في تغذيتها بالكتب التي يرونها مفيدة.

نريد بطاقات دخول إلى نفس الطفل .. إلى قلبه وعقله، ليكون صديقنا، يثق بنا، ويتعامل معنا على أساس هذه الثقة.

وقد توثقت العلاقات بيننا وبين عدد ممن كانوا أطفالاً وفتياناً، ثم صاروا شباناً، ورجالاً نعتز بصداقتهم، ويعتزون بالتلمذة علينا، كما يقولون هم.

كما نضع الهدف من إصدار المجلة وكان الهدف لدينا واضحاً محدداً:

تنمية فكر الطفل وعقله، وصقل نفسه وروحه.

فمجلة الأطفال لا مجال فيها للعبث، إنها ذات رسالة تؤدّى بدراسة وإتقان، ولا ينبغي للقائمين عليها أن يكونوا (مجرد) موظفين لقبض الرواتب.

عندما يفتح الطفل مجلته، يفتح عينيه على الجمال وحبّ الجمال، ويفتح قلبه على الخير وحبّ الخير، ويفتح عقله على الإبداع ليكون مبدعاً .. يطالع الرسمة الجميلة المعبرة، إلى جانب الموضوع المناسب لها .. الموضوع الهادف إلى تكوينه العقلي، والنفسي .. تكوين وجدانه ..

والخلاصة: أنني أكتب أدباً عربية إسلامياً للأطفال، وبخاصة، للذين هم في مرحلة الفتوة، فقد رأيت أن هذه السن التي هي بين الطفولة والشباب، تكاد تكون مظلومة، وقليل هم الذين يكتبون للفتيان والفتيات في سنّ المراهقة، فيندفع هؤلاء إلى قراءة القصص (العاطفية) بما فيها من إثارة للجنس والشهوات، كما يقبلون على مشاهدة الأفلام (العاطفية) الغارفة والمغرقة للمراهقين والمراهقات بألوان الشهوات.

كتبت لهم أدباً يتناسب معهم، لغة، وأسلوباً، وتفكيراً، ومضموناً، وأخذتهم معي إلى عوالم مضيئة بعيدة عما يشاهدونه على الشاشات الصغيرة والكبيرة، وعلى المواقع الهابطة في الإنترنيت .. إلى عالم الكبار، ليكبروا معهم في أسنانهم الصغيرة .. أردتهم أن يكونوا رجالاً وهم فتية، ونساء واعيات، وهن فتيات صغيرات .. لم أقسرهن، بل ترفقت بهم وبهن وأنا أصعد بهم إلى حيث ينبغي أن يكونوا في هذه الأيام الصعبة ..

أردتهم أن يعيشوا الإسلام سلوكاً كما يعيشونه فكراً، فالدين المعاملة .. الدين أخلاق وسلوك ومعاملة، مثلما هو عقيدة وعبادة .. الدين المعاملة، مبتدأ وخبر .. ولم يحصر الرسول المعلم أستاذ الحياة صلى الله عليه وسلم الدين بالصلاة التي هي عماد الدين- ولا بالجهاد، الذي هو ذروة سنام الإسلام، ولا بالصيام، ولا بالزكاة، ولا بالحج، بل حصر الدين بالمعاملة، وعندما تكون معاملاتنا صحيحة سليمة، نكون خير أمة أخرجت للناس .. وعندما أنظر اليوم إلى سلوكيات المسلمين، و (المتدينين) منهم خاصة، يزول عجبي مما آلت إليه أحوالنا، فلا الحرام حرام في تعامل بعضنا مع بعض، ولا الجار جار، والتاجر صادق، ولا المستأمن أمين .. ويلحّ عليّ خاطر لا أكاد أستطيع أن أدفعه .. أن أكتب عن مدّعي (التدين) من بعض أصحاب اللحن الطويلة، والأثواب القصيرة، عمن غشّ تاجرهم، وخيانة من استأمنته على مال، وعلى مطل المدينين منهم، وعلى فظاظة تعاملهم مع أزواجهم، وجيرانهم، وحتى في المساجد مع المصلين .. ولولا خشيتي من أن يستغل كلامي هذا غير المتدينين، لكان لي من أقاصيص وروايات وخواطر ومقالات ..

أكتب لأحبتنا أدباً إسلامياً في مضموناته، من دون أن أذكر كلمة الإسلام في الأقصوصة أو السيناريو أو ... ولكن أدب إسلامي في روحه وتوجّهه.

أحرص على فنية ما أكتب، ولا أتساهل في المضمون ..

أبشر بالإسلام، وأنشر مبادئه وتعاليمه وأخلاقه، ولا أخوّف أحباءنا بالنار .. أرغبهم بالجنة، وبحياة مستقيمة آمنة فيه هذه الدنيا .. وأرغبهم بأن يجعلوا قدوتهم واحداً من عظمائنا، وأولهم وسيّدهم قائدنا وقدوتنا وزعيمنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أصحابه الكرام رضي الله عنهم، ثم تابعوهم بإحسان، من التابعين وسائر العظماء المسلمين على مرّ التاريخ، من العلماء، والأبطال المجاهدين والشهداء ومن الأدباء والمفكرين والمصلحين .. أريد أن يكون لنا منهم مثل عبد الرحمن بن عوف في جوده، ومثل ابن المبارك في علمه وبذله وجهاده، ومثل صلاح الدين في بطولته واستقامته ورحمته وعلمه، ومثل مئات العظماء الذين تحدث عنهم تاريخنا، وتحدّث عنهم أعداؤنا بإعجاب وإنصاف .. من العصر النبوي الشريف، وحتى أيامنا هذه، إذ لم يخل عصر من العصور من رجال كبار، علماء ومجاهدين ومصلحين، ومن نساء عالمات ومصلحات ومجاهدات وشهيدات، تفوح من سيرهنّ روائح العفة والوحي والتضحية والخلق الرفيع، والذوق السليم.

هؤلاء نريدهم قدوات لأبنائنا، ولبناتنا، ولا نريدهم أن يتخذوا من الممثلين والممثلات، والمغنين والمغنيات، ومن لاعبي الكرات واللاعبات، قدوات، يحفظون تفاصيل حياتهم، وفيها الكثير مما يصرف الشباب عن مكارم الأخلاق إلى سفسافها، ونحن أمة مجاهدة، أراضيها محتلة، وشعوبها مقهورة، وتعيش أكثريتها دون خط الفقر، على الرغم من الثروات الهائلة التي صباها الله إياها، فصرفها حاكموها، والمتنفذون فيها، فيما لا يرضي الله، ولا يرفع من شأنها بين الأمم ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير