وَإِنّا أُناسٌ لا نَرى الحِلمَ ذِلَّةً=وَلا العَجزَ حينَ الجَدُّ حِلماً مَؤَرَّبا
وَنَحنُ إِذا عَدَّت مَعَدٌ قَديمَها=يُعَدُّ لَنا عَدّاً عَلى الناسِ تُرتَبا
سَبَقنا إِذا عَدَّت مَعَدٌ قَديمَها=ليَومِ حِفاظٍ مَيعَةً وَتَقَلُّبا
وَإِنّا لَقَومٌ لا نَرى الحِلمَ ذِلَّةً=وَلا نُبسِلُ المَجدَ المُنى والتَجَلُّبا
وإِنّا نَرى مِن أُعدِمَ الحِلمَ مُعِدماً=وإِن كانَ مَدثوراً مِنَ المالِ مُترِبا
وَذو الوَفرِ مُستَغنٍ وَيَنفَعُ وَفرُهُ=وَلَيسَ يَبيتُ الحِلمُ عَنّا مُعَزَّبا
وَلا نَخذُلُ المَولى وَلا نَرفَعُ العَصا=عَلَيهِ وَلا نُزجي إِلى الجارِ عَقرَبا
فَهَذي مَساعينا فَجيئوا بِمثلَها=وَهَذا أَبونا فابتَغوا مِثلَهُ أَبا
وَكانَ فَلا تُودوا عَنِ الحَقِّ بِالمُنى=أَفَكَّ وأَولى بِالعَلاءِ وَأَوهَبا
لِمَثنى المِئينَ والأَساري لأَهلِها=وَحَملِ الضياعِ لا يَرى ذاكَ مُتعِبا
وَخَيراً لأَدنى أَصلِهِ مِن أَبيكُمُ=ولِلمُجتَدى الأَقصى إِذا ما تَثَوَّبا
القصيدة الثانية: أَلا عَلِّلاني قَبلَ نَوحِ النَوائِحِ
أَلا عَلِّلاني قَبلَ نَوحِ النَوائِحِ=وَقبلَ اطِّلاعِ النَفسِ بَينَ الجَوانِحِ
وَقَبلَ غَدٍ يا لَهفَ نَفسي عَلى غَدٍ=إِذا راحَ أَصحابي وَلَستُ بِرائِحِ
إِذا راحَ أَصحابي بِفَيضِ دُموعِهِم=وغُودِرتُ في لَحدٍ عَليَّ صَفائِحي
يَقولونَ هَل أَصلَحتُمُ لأَخيكُمُ=وَما الرَمسُ في الأَرضِ القِواءِ بِصالِحِ
يَقولونَ لا تَبعُد وَهُم يَدفِنونَنى=وَليسَ مَكانُ البُعدِ إِلا ضَرائِحي
القصيدة الثالثة: أَقِلّي عَليَّ اللَومَ يا أُمَّ بَوزَعا
أَقِلّي عَليَّ اللَومَ يا أُمَّ بَوزَعا=وَلا تَجزَعي مِمّا أَصابَ فأَوجَعا
فَلا تَعذُليني لا أَرى الدَهرَ مُعتِباً=إِذا ما مَضى يَومٌ وَلا اللَومَ مُرجِعا
وَلَكِن أرى أَنَّ الفَتى عُرضَةُ الرَدى=وَلاقي المَنايا مُصعِداً وَمُفَرِّعا
وأَنَّ التُقى خَيرُ المَتاعِ وإِنَّما=نَصيبُ الفَتى مِن مالِهِ ما تَمتَّعا
فأوصيكِ إِن فارقتِني أمُّ عامِرٍ=وَبَعضُ الوَصايا في أَماكِنَ تَنفَعا
وَلا تَنكَحي إِن فَرَّقَ الدَهرُ بَينَنا=أَغَمَّ القَفا والوَجه لَيسَ بأَنزَعا
مِنَ القَومِ ذا لَونَينِ وَسَّعَ بَطنَهُ=وَلَكِن أَذَّياً حِلمُهُ ما تَوَسَّعا
كَليلاً سِوى ما كانَ حَدِّ ضِرسِهِ=أُكَيبِدَ مِبطانَ العَشيّاتِ أَروَعا
ضَروباً بِلَحَييهِ عَلى عَظمِ زَورِهِ=إِذا القَومُ هَشّوا لِلفَعالِ تَقَنَّعا
وَلا قُرزُلاً وَسطَ الرِجالِ جُنادِفاً=إِذا ما مَشى أَو قالَ قَولاً تَبَلتَعا
وَكوني حَبيباً أَو لأَروَعَ ماجِدٍ=إِذا ظَنَّ أَوباشُ الرِجالِ تَبرَّعا
وَصولٍ وَذي أَكرومَةٍ وَحَميَّة=وَصبراً إِذا ما الدَهرُ عَضَّ فأَوجَعا
وَأُخرى إِذا ما زارَ بَيتِكَ زائِرٌ=زيالَكِ يَوماً كانَ كالدَهرِ أَجمَعا
سأَذكُرُ مِن نَفسي خَلائِقَ جَمَّةً=وَمَجداً قَديماً طالَما قَد تَرفَّعا
فَلَم أَرَ مِثلي كاوياً لِدَوائِهِ=وَلا قاطِعاً عِرقاً سَنوناً وأَخدَعا
وَما كُنتُ مِمَّن أَرَّثَ الشَرَّ بَينَهُـ=موَلا حينَ جَدَّ الشَرُّ مِمَّن تَخَشَّعا
وَكُنتُ أَرى ذا الضِغنِ مِمَّن يَكيدُني=إِذا ما رآني فاتِرَ الطَرفِ أَخشَعا
القصيدة الرابعة:أَذا العَرشِ إِنّي مُسلِمٌ بِكَ عائِذٌ
أَذا العَرشِ إِنّي مُسلِمٌ بِكَ عائِذٌ==مِنَ النارِ ذو بَثِّ إِلَيكَ فَقيرُ
بَغيضٌ إِليَّ الظُلمُ ما لَم أُصَب بِهِ==مِنَ الظُلمِ مَشعوفُ الفؤادِ نَفيرُ
وإِنّي وإِن قالوا أَميرٌ وَتابِعٌ==وَحُرّاسُ أَبوابٍ لَهُنَّ صَريرُ
لأَعلَمُ أَنَّ الأَمرَ أَمرُكَ إِن تَدِن==فَرَبٌّ وَإِن تَغفِر فأَنتَ غَفورُ
القصيدة الخامسة:أَلا يا لَقَومي لِلنَّوائِبِ والدَّهرِ
أَلا يا لَقَومي لِلنَّوائِبِ والدَّهرِ==ولِلمَرءِ يُردي نَفسَهُ وَهوَ لا يَدري
أَلا لَيتَ شِعري إِلى أُمِّ مَعمَرٍ==عَلى ما لَقينا مِن تَناءٍ وَمِن هَجرِ
تَباريحُ يَلقاها الفؤَادُ صَبابَةً==إِلَيها وَذِكراها عَلى حينِ لا ذِكرِ
فَيا قَلبُ لَم يأَلَف كإِلفِكَ آلِفُ==وَيا حُبَّها لَم يُغرِ شَيءٌ كَما يُغري
وَما عِندَها لِلمُستَهامِ فؤادُهُ==بِها إِن أَلَمَّت مِن جَزاءٍ وَمِن شُكرِ
رأَيتُ أَخا الدُنيا وإِن كانَ خافِساً==أَخا سَفَرٍ يُسرى بِهِ وَهوَ لا يَدري
¥