تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وَلِلأَرضِ كَم مِن صالِحٍ قَد تَلمَّأَت==عَليهِ فَوارَتهُ بِلَمَّاعَةٍ قَفرِ

فَلا ذا جَلالٍ هِبنَهُ لِجَلالِهِ==وَلا ذا ضَياعٍ هُنَّ يُترَكنَ لِلفَقرِ

فَلَمَّا رأَيتُ أَنَّما هيَ ضَربَةٌ==مِنَ السَيفِ أَو إِغضاءُ عَينٍ عَلى وِترِ

عَمَدتُ لِأَمرٍ لا يُعيرُ والدي==خَزايَتَهُ وَلا يُسَبُّ بِهِ قَبري

رُمينا فَرامَينا فَصادَفَ سَهمُنا==مَنيَّةَ نَفسٍ في كِتابٍ وَفي قَدَرِ

وأَنتَ أَميرُ المؤمِنينَ فَما لَنا==وَراءَكَ مِن مَعديً وَلا عَنكَ مِن قَصرِ

فإِن تَكُ في أَموالِنا لا نَضِق بِها==ذِراعاً وإِن صَبرٌ فَنَصبِرُ لِلصَّبرِ

وإِن يَكُ قَتلٌ لا أَبالَكَ نَصطَبِرعَلى ==القَتلِ إِنّا في الحُروبِ أُلو صَبرِ

وَكَم نَكبَةٍ لَو أنَّ أَدنى مُرورِها==عَلى الدَهرِ ذَلَّت عِندَها نوَبُ الدَهرِ

القصيدة السادسة: أَتُنكِرُ رَسمَ الدارِ أَم أَنتَ عارِفُ

أَتُنكِرُ رَسمَ الدارِ أَم أَنتَ عارِفُ==أَلا لا بَلِ العِرفانُ فالدَمعُ ذارِفُ

رَشاشاً كَما انهَلَّت شَعيبٌ أَسافَها==عَنيفٌ بِخَرزِ السَيرِ أَو مُتَعانِفُ

بِمُنخَرقِ النَقعَينِ غَيَّرَ رَسمَها==مَرابِعُ مَرَّت بَعدَنا وَمَصايفُ

كَلِفتُ بِها لا حُبَّ مَن كانَ قَبلَها==وَكلُّ مُحِبٍّ لا مَحالَةَ آلِفُ

إِذ الناسُ ناسٌ والبِلادُ بِغِرَّةٍ==وإِذ أُمُّ عَمّارٍ صَديقٌ مُساعِفُ

وإِذ نَحنُ أَمّا مَن مَشى بِمَوَدَّةٍ==فَنَرضى وأَمّا مَن مَشى فنُخالِفُ

إِذا نَزاواتُ الحُبِّ أَحدثنَ بَينَنا==عِتابا تَراضَينا وَعادَ العَواطِفُ

وَكُلُّ حَديثِ النَفسِ ما لَم أُلاقِها==رَجيعٌ وَمِمَّا حَدَّثَتكَ طَرائِفُ

وإِنّي لأُخلي لِلفَتاةِ فِراشَها==وأُكثِرُ هَجرَ البَيتِ والقَلبُ آلِفُ

حِذارَ الرَدى أَو خَشيَةً أَن تَجُرَّني==إِلى موبِقٍ أُرمَى بِهِ أَو أُقاذِفُ

وَإِنّي بِما بَينَ الضُلوعِ مِن امرىءٍ==إِذا ما تَنازَعنا الحَديثَ لعارِفُ

ذَكَرتُ هَواها ذِكرَةً فَكأَنَّما==أَصابَ بِها إِنسانَ عَينيَّ طارِفُ

وَلَم تَرَ عَيني مِثلَ سِربٍ رأَيتُهُ===خَرَجنَ عَلينا مِن زُقاقِ ابنِ واقِفِ

خَرَجنَ بأَعناقِ الظباءِ وأَعيُن ال==جآذِرِ وارتَجَّت بِهنَّ الرَوادِفُ

طَلَعنَ عَلينا بَينَ بِكرٍ غَريرَةٍ==وَبَينَ عوانٍ كالغَمامَةِ ناصِفِ

خَرَجنَ عَلينا لا غُشينَ بِهوبَةٍ==وَلا وَشوشيّاتُ الحِجالِ الزَعانِفُ

تَضَمَّخنَ بِالجاديِّ حَتّى كأَنّما==الأُنوفُ إِذا استَعرَضتَهَنَّ رَواعِفُ

كَشَفنَ شُنوفاً عَن شُنوفٍ وَأَعرَضَت==خُدودٌ وَمالَت بِالفُروعِ السَوالِفُ

يُدافِعنَ أفخاذاً لَهُنَّ كأَنَّها==مِنَ البُدنِ أَفخاذُ الهِجانِ العَلائِفِ

عَلَيهُنَّ مِن صُنعِ المَدينَةِ حِليَةٌ==جُمانٌ كأَعناقِ الدَبا وَرَفارِفُ

إِذا خُرِقَت أَقدامُهنَّ بِمِشية==تَناهَينَ وانباعَت لَهُنَّ النَواصِفُ

يَنُؤنَ بأَكفالٍ ثِقالٍ وَأَسوقٍ==خِذالٍ وَأَعضادٍ كَسَتها المَطارِفُ

وَيَكسِرنَ أَوساطَ الأَحاديثِ بِالمُنىكَما كَسَر البَرديَّ في الماءِ غارِفُ

وأدنَيتِني حَتّى إِذا ما جَعَلتِني==لَدى الخَصرِ أَو أَدنى استَقَلَّك راجِفُ

فإِن شِئتِ واللَهِ انصَرفتُ وإِنَّني==مِن أَن لا تَريني بَعدَ هَذا لَخائِفُ

رأَت ساعِدي غولٍ وَتَحتَ ثيابِهِ==جَناجِنُ يَدمى حَدُّها وَقَراقِفُ

وَقَد شَئِزَت أُمُ الصَبيَّينِ أَن رأَت==أَسيراً بِساقيهِ نُدوبٌ نَواسِفُ

فإِن تُنكِري صَوتَ الحَديدِ وَمِشيَةً==فإِني بِما يأَتي بِهِ اللَهُ عارِفُ

وإِن كُنتِ مِن خَوفٍ رَجَعتِ فإِنَّني==مِنَ اللَهِ والسُلطانِ والإِثمِ راجِفُ

وَقَد زَعَمَت أُمُّ الصَبيينِ أَنَّني==أَقَرَّ فؤادي وازدَهَتني المَخاوِفُ

وَقَد عَلِمَت أُمُّ الصَبيَّين أَنَّني==صَبورٌ عَلى ما جَرَّفتني الجَوارِفُ

وإِنّي لَعَطّافٌ إِذا قيلَ مَن فَتىً==وَلَم يَكُ إِلا صالِحُ القَومِ عاطِفُ

وَأُوشِكُ لَفَّ القَومِ بِالقَومِ لِلَّتي==يَخافُ المُرَجّى والحَرونُ المُخالِفُ

وإِنّي لأُرجي المَرءَ أَعرِفُ غِشَّهُ==وأُعرِضُ عَن أَشياءَ فيها مَقاذِفُ

فَلا تَعجَبي أُمَّ الصَبييَّنِ قَد تُرى==بِنا غِبطَةٌ والدَهرُ فيهِ عَجارِفُ

عَسى آمِناً في حَربِنا أَن تُصيبَهُ==عواقِبُ أَيامٍ وَيأَمَنَ خائِفُ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير