تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فيُبكينَ مَن أَمسى بِنا اليَومَ شامِتاً==وَيُعقِبنَنا إِنَّ الأُمورَ صَرائِفُ

وَإِن يَكُ أَمرٌ غَيرَ ذاكَ فإِنَّني==لَراضٍ بِقَدرِ اللَهِ لِلحَقِّ عارِفُ

وإِنّي إِذا أَغضى الفَتى عَن ذِمارِهِ==لَذو شَفَقٍ عَلى الذِمارِ مُشارِفُ

وَينفُخُ أَقوامٌ عَليَّ سُحورَهُم==وَعيداً كَما تَهوي الرِياحُ العَواصِفُ

وأُطرِقَ إِطراقَ الشُجاعِ وإِنَّني==شِهابٌ لَدى الهَيجا وَنابٌ مُقَاصِفُ

وَداويَّةٍ سَيرُ القَطا مِن فَلاتِها==إِلى مائِها خِمسٌ لَها مُتَقاذِفُ

بُطونٌ مِنَ المَوماةِ بَعَّدَ بَينَها==ظُهورٌ بَعيدٌ تَيهُها وأَطايفُ

يَحارُ بِها الهادي وَيَغتالُ رَكبَها==تُنائِفُ في أَطرافِهِنَّ تَنائِفُ

هَواجِرُ لَو يُشوى بِها النَيُّ أَنضَجَت==مُتونَ المَها مِن طَبخِهِنَّ شَواسِفُ

تَرى وَرَقَ الفِتيانِ فيها كأَنَّها==دَراهِمُ مِنها جائزاتٌ وَزائِفُ

يَظَلُّ بِها عَيرُ الفَلاةِ كأَنَّهُ==مِنَ الحَرِّ مَرثومُ الخَياشِمِ راعِفُ

إِذا ما أَتاها القَومُ هَوَّلَ سَيرَهُم==تَجاوبُ جِنّانٍ بِها وَعَوارِفُ

وَيَومٍ مِنَ الجَوزاءِ يَلجأُ وَحشُهُ==إِلى الظِلِّ حَتّى اللَيلَ هُنَّ حَواقِفُ

يَظَلُّ بِها الهادي يُقَلِّبُ طَرفَهُ==مِنَ الهَولِ يَدعو لَهفَهُ وَهوَ واقِفُ

قَطَعتُ بِأَطلاحٍ تَخَوَّنَها السُّرى==فَدَقَّ الهَوادي والعيونُ ذَوارِفُ

مَلَكتُ بِها الإِدلاجَ حَتّى تَخدَّدَت==عَرائِكُها وَلانَ مِنها السَوالِفُ

وَحتّى التَقَت أَحقابُها وَغُروضُها==إِذا لَم يُقَدَّم لِلغُروضِ السَنائِفُ

نَفى السَيرُ عَنها كُلَّ ذاتِ ذَمامَةٍ==فَلَم يَبقَ إِلا المُشرِفاتُ العَلائِفُ

مِنَ العَيسِ أَو جَلسٍ وَراءَ سَديسِهِ==لَهُ بازِلٌ مِثلُ الجُمانَةِ رادِفُ

مَعي صاحِبٌ لا يَشتَكي الصاحِبُ==العِدى صَحابَتُهُم وَلا الخَليطُ المؤالِفُ

سَراةٌ إِذا آبوا لُيوثٌ إِذا دُعوا هُداةٌ إِذا أَعيى الظَنونُ المُصادِفُ

إِذا قيلَ لِلمُعيى بِهِ وَزَميلِهِ==تَروَّح فَلَم يَسطِع وَراحَ المُسالِفُ

رأَوا شِركَةً فيهِنَّ حقّاً وَكَلَّفوا==أُولاتِ البَقايا ما أَكَلَّ الضَعائِفُ

أَولاتِ المِراحِ الخَانِفاتِ عَلى الوَجى==إِذا قارَبَ الشَدَّ القِصارُ الكَواتِفُ

فَبَلَّغنَ حاجاتٍ وَقَضين حاجَةً==وَفي الحَيِّ حاجاتٌ لَنا وَتكالِفُ

وَنِعمَ الفَتى وَلا يُودّعُ هالِكاً==وَلا كَذِباً أَبو سُلَيمانَ عاطِفُ

لِجارَتِهِ الدُنيا وَلِلجانبِ العِدى==إِذا الشُولُ راحَت وَهيَ حُدبٌ شَواسِفُ

وَبادَرَها قَصرَ العَشيَّةِ قَرمُها==ذَرى البَيتِ يَغشاهُ مِنَ القُرِّ آزِفُ

يُنَفِّضُ عَن أَضيافِهِ ما يَرى بِهِم==رَحيمان ساعٍ بِالطَعامِ وَلاحِفُ

كأَن لَم يَجِد بؤساً وَلا جُوعَ لَيلَةٍ==وَفي الخَير والمَعروفِ لِلضُرِّ كاشِفُ

يَبيتُ عَن الجيرانِ مُعزِبَ جَهلِهِ==مُريحَ حَواشي الحِلمِ للخَيرِ واصِفُ

إِذا القَومُ هَشّوا لِلطِّعانِ وَأَشرَعوا==صُدورَ القَنا مِنها مُزَجُّ وَخاطِفُ

مَضى قُدُماً يُنمي الحَياةَ عَناؤهُ==وَيَدعوا الوَفاةَ الخُلدَ ثَبتٌ مواقِفُ

هوَ الطَاعِنُ النَجلاءَ مُنفِذُ نَصلِها==كَمبدَئِها مِنها مُرِشٌّ وَواكِفُ

وَما كانَ مِمّا نالَ فيها كَلالَةً==وَلا خارِجياً أَنفَذَتهُ التَكالِفُ

القصيدة السابعة: أَبى القَلبُ إِلا أُمَّ عَمروٍ وَما أَرى

أَبى القَلبُ إِلا أُمَّ عَمروٍ وَما أَرى=نَواها وَإِن طالَ التَذَكُّرُ تسعِفُ

وَجَرَّت صُروفُ الدَهرِ حَتّى تَنكَّرَت= وَقَد يُخلِقُ النأَيُ الوِصالَ فَيَضعُفُ

وَقَد كُنتُ لا حُبٌّ كَحُبّيَ مُضمَرٌ =يُعَدُّ وَلا إِلفٌ كَما كُنتُ آلَفُ

مِنَ البيضِ لا يُسلي الهُمومَ طِلابُها =فَهَل لِلصِّبا إِذ جاوَزَ الهَمَّ مَوقِفُ

رَداحٌ كأَنَّ المِرطَ مِنها بِرَملَةٍ =هَيامٍ وَما ضَمَّ الوَشاحانِ أَهيَفُ

أَسيلَةُ مَجرى الدَمعِ يَرضى بِوَصلِها= مُطالِبُها ذو النيقَةِ المُتَطَرِّفُ

كأَنَّ ثَناياها وَبَردَ لِثاتِها= بُعَيدَ الكَرى تَجري عَليهِنَّ قَرقَفُ

شَمُولٌ كأَنَّ المِسكَ خالَطَ ريحَها =وَضُمِّنَها جَونُ المناكِبِ أَكلَفُ

تُشابُ بِماءِ المُزنِ في ظِلِّ صَخرَةٍ= تَقيها مِنَ الأَقذاءِ نَكباءُ حَرجَفُ

وَما مُغزِلٌ أَدماءُ تُضحي أَنيقَةً= بِأَسفَلَ وادٍ سَيلُهُ مُتَعَطِّفُ

بِأَحسَنَ مِنها يَومَ قامَت وَعينُها= بِعَبرَتِها مِن لَوعَةِ البَينِ تَذرِفُ

وَلَيلٍ لألقى أُمَّ عَمروٍ سَرَيتُهُ= يَهابُ سُراهُ المُدلِجُ المُتَعَسِّفُ

وَمُنشَقِّ أَعطافِ القَميصِ كأَنَّهُ= صَقيلٌ بَدا مِن خِلَّةِ الجَفرِ مُرهَفُ

نَصَبتُ وَقَد لَذَّ الرُقادُ بِعينِهِ= لِذِكراكِ والحِبُّ المُتَيَّمُ يشعَفُ

وَداويَّةٍ قَفرٍ يَحارُ بِها القَطا= بِها مِن رَذايا العيسِ حَسرى وَزُحَّفُ

عَسَفتُ بُعَيدَ النَومِ حَتّى تَقَطَّعَت =تَنائِفُها والكُورُ بِالكُورِ مُردَفُ

إِذا نَفنَف بادي المياهِ قَطَعنَهُ= نَواشِطَ بِالمَوماةِ أَعرَضَ نَفنَفُ

بَعيدٌ كأَنَّ الآلَ فيهِ إِذا جَرى= عَلى مُستَوى الحِزّانِ رَيطٌ مُفَوَّفُ

لَعَمري لَئِن أَمسَيتُ في السِجنِ عانياً =عَليَّ رَقيبٌ حارِسٌ مُتَقَوِّفُ

إِذا سَبَّني أَغضَيتُ بَعدَ حَميَّةٍ =وَقَد يَصبِرُ المَرءُ الكَريمُ فَيَعرِفُ

لَقَد كُنتُ صَعباً ما تُرامُ مَقادَتي =إِذا مَعشَرٌ سيموا الهَوانَ فأَحنَفوا

تم الديوان باذن الله

فارس العربية الخـ زيد ـــــــيل

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير