على أن ليس يوفى فى كليب
إذا برزت مخبأة الخدود
وهمام بن مرة قد تركنا
عليه القشعمان من النسور
ينوء بصدره والرمح فيه
ويخلجه خدب كالبعير
فلولا الريح أسمع من بحجر
صليل البيض تقرع بالذكور
فدى لبنى شقيقة يوم جاءوا
كأسد الغالط لجت فى الزئير
كأن رماحهم أشطان بئر
بعيد بين جاليها جرور
غداة كأننا وبنى أبينا
بجنب عنيزة رحيا مدير
تظل الخيل عاكفة عليهم
كأن الخيل ترحض فى غدير
أليس يقع من نفسك موقع الدهش أن يستقيم وزن هذا الشعر وتطرد قافيته وان يلائم قواعد النحو وأساليب النظم لا يشذ فى شئ ولا يظهر عليه شئ من أعراض الندم أو مما يدل على أن صاحبه هو أول من قصد القصيد وطول
الشعر؟ أليس يقع فى نفسك هذا كله موقع الدهش حين تلاحظ معه سهولة اللفظ ولينه وإسفاف الشاعر فيه إلى حيث لا تشك أنه رجل من الذين لا يقدرون إلا على مبتذل اللفظ وسوقيه
؟ ولكننا لا نريد أن نترك مهلهلا هذا دون ان نضيف إليه امرأة أخيه جليلة التى رثت كليبا- فيما يقول الرواة - بشعر لا ندرى أيستطيع شاعر أو شاعرة فى هذا العصر الحديث أن يأتى بأشد منه سهولة ولينا وابتذالا مع أننا نقرأ للخنساء وليلى الأخيلية شعرا فيه من قوة المتن وشدة الأسر ما يعطينا صورة صادقة للمرأة العربية البدوية.
قالت جليلة:
يا ابنة الأقوام ان شئت فلا
تعجلي باللوم حتى تسألى
فإذا أنت تبينت الذى
يوجب اللوم فلومي واعذلي
إن تكن أخت امرئ ليمت على
شفق منها عليه فافعلي
جل عندي فعل جساس فيا
حسرتى عما انجلى أو ينجلي
فعل جساس على وجدى به
قاصم ظهري ومدن أجلى
يا قتيلا قوض الدهر به
سقف بيتي جميعا من عل
هدم البيت الذى استحدثته
وانثنى فى هدم بيتي الأول
ورمانى قتله من كثب
رمية المصمى به المستأصل
يا نسائي دونكن اليوم قد
خصنى الدهر برزء معضل
خصنى قتل كليب بلظى
من ورائي ولظى مستقبلي
ليس من يبكى ليوميه كمن
إنما يبكى ليوم ينجلي
وقد أعرضنا فى كل هذه الأحاديث عن أسجاع ما نظن أن أحدا يرتاب فى أنها مصنوعة متكلفة.
ونعتقد أن قراءة هذا الشعر الذى رويناه تكفى لنضيف فى غير مشقة مهلهلا وامرأة أخيه إلى ابن أخته امرئ القيس.
وقد فرغنا من امرئ القس ومن يتصل به من الشعراء ولكننا لم نفرغ من الشعراء أنفسهم؛ فلابد من وقفات أخرى قصيرة عند طائفة منهم.
وستثبت لك هذه الوقفاف أننا لسنا غلاة ولا مسرفين إن خشينا ألا يقتصر الشك على امرئ القيس وشعره.
ـ[مرضي]ــــــــ[04 - 12 - 2005, 09:52 م]ـ
عظيمةٌ يا عاشقة اللغة
ـ[الأحمدي]ــــــــ[05 - 12 - 2005, 11:06 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما استطعت أن أقرأ المقالة كلها، لكنها تذكرني بالأديب طه حسين
رأيي المتواضع أن نكتفي بتحقيق خليفة طه حسين، الدكتور شوقي ضيف -الله يرحمه-، لشعر امريء القيس، الموجود في سلسلته: تاريخ الأدب العربي، كتاب العصر الجاهلي ... فقد التزم عدم الحياد.
شيء آخر، بعض ما وردنا من الأدب الجاهلي ورد على لسان ثقات، و أعني ثقات بمعنى الكلمة، كالمفضل الضبي و الأصمعي، فلا يجوز أن نشك بما رووه و إن كان شعرا.
ـ[الهذلي]ــــــــ[06 - 12 - 2005, 06:51 ص]ـ
لقد "أنحلوا" ادم عليه السلام شعراً ركيكاً فما بالك بمن بعده ...
وأضف الى القائمة
ريشت جرهم نبلاً فرمى=جرهماً منهنّ فوقٌ وغوار
ـ[هاني الأردن]ــــــــ[10 - 12 - 2005, 04:40 م]ـ
بارك الله في عمرك اختي الكريمة على هذه المشاركة القيمة