وما أبدع ما خطه يراع الرافعي في وصف حال من يتبجح بالحديث باللغة الأجنبية حيث يقول:" وإننا لنرى عجبا من بعض من استهوتهم الحضارة الغربية، فهم مستغربون في اتجاههم وحبهم وعاداتهم، فتجد أحدهم إذا تكلم بالعربية فإنه يتكلم بلغة تلعنها العربية،، ورأيته يتكلف نسيان بعض الجمل العربية ليلوي لسانه بغيرها، لا تظرفا ولا تملحا ولا إظهارا لقدرة أو علم، ولكن استجابة للشعور الأجنبي الخفي المتمكن في نفسه، أتدري ما هو سر هؤلاء الكبراء الذين يطمطمون إذا تكلموا فيما بينهم؟ إنهم طبقات: وذكر منهم
من يتكلفون هذا لما في نفوسهم من طباع أحدثها الخضوع والذل للغرب. فاللغة الأجنبية بينهم تشريف وفخر.
وأما الثالثة: فإنهم يعمدون إلى هذا ويريدون به عيب اللغة العربية وتهجينها، وذلك من عداوتهم للدين الإسلامي.
وهناك بعض من يتكلم ببعض الكلمات الأجنبية غفلة منه وجهلا، فيقول على سبيل المثال:" النرفزة"، وهو قادر على أن يقول الغضب،
- و ههنا نوضح أمرا وهو أن تعلم لغة أخرى لضرورة ملحة، أو أمر طارئ - لا غبار عليه؛ بل إن تعلمها للحاجة جائز بل ومشروع فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعلمت له كتاب يهود – وفي رواية: بالسريانية – وقال: إني والله ما آمن يهود على كتابي، فما مرَّ بي نصف شهر حتى تعلمته وحذقته، فكنت أكتب له إليهم وأقرأ له كتبهم". ففي هذا الحديث دلالة صريحة على أن تعلم العلوم الدنيوية التي فيها نفع عام للمسلمين مقصودة للشارع، مأجور عليها إن صلحت النية. وانظر إلى الإمام محمد بن عبدالباقي الأنصاري (ت 535هـ) لما أسر في أيدي الروم لم يترك وقته يضيع سدى بل تعلم منهم اللغة الرومية والخط الرومي لعله قد يحتاج إليها يوما
4 - و من المؤامرات أيضا ضد العربية إيقاف مشروع التعريب في البلدان المغربية بحجة أن التعريب أدى للأصولية والتطرف
و أنه لما قام بعض المخلصين بتعريب المصطلحات والكلمات، قامت السخرية بالترجمة، أو بالتعريب، وقالوا: أتريدون؟ ترجمة الـ ( Sandwich ) إلى شاطر ومشطور وبينهما طازج؟ سبحان الله! من الذي قال أن هذه ترجمة ( Sandwich )؟ ما هو الشاطر؟ أليس السكين؟ والمشطور هو الشطيرة؟ كيف تكون ترجمة ( Sandwich ) سكين وشطيرة؟ عندنا كلمة واحدة نقولها شطيرة أو فطيرة، وإذا كان ( Sandwich ) هو اسم الشخص الذي اخترع الفكرة، ( Bantlwoni ) ( وبنطلوني) اسم الذي فصَّل هذا أول ما فصّله، فبأي شيء يتبجحون علينا والقضية قضية أسماء؟! وأشيعت المفردات الأجنبية في كتب اللغة العربية والمدارس العربية والجامعات العربية، مع أن لها بدائل واضحة وسهلة، أدخلت كلمة ( Biology ) مع أننا بسهولة نقول: علم الأحياء، و ( Ficology ) مع أننا بسهولة نقول: علم وظائف الأعضاء، و ( Sociology ) مع أننا نقول بسهولة: علم النفس، وهكذا ... لكنَّ رنين الكلمة الذي يوحي بالتقدم والحضارة عند المنهزمين من أبناء جلدتنا صاروا يرطنون بهذه الألفاظ في كلامهم؛ ليدللوا على أنهم متقدمون وحضاريون ومواكبون للمخترعات والمكتشفات والحضارة الغربية
و من المؤامرات كذلك
5 - الهجوم على الحروف العربية والدعوة إلى استعمال الحروف اللاتينية:
6 - الدعوة إلى إسقاط الاعراب في الكتابة
7 - محاولة تطبيق مناهج اللغات الاوربية على اللغة العربية
8 - العمل بعد فشل كل المحاولات إلى فتح الباب لافساد الذوق السليم
9 - الطعن في الادب القديم وصحته
10 - الثورة على القديم و الدعوة الى التجديد
11 - التمرد على الاسلوب العربي القديم و ماهو إلا تمرد على صحة اللغة وسلامتها
12 - الدعاة إلى الشعر الحر، والشعر المرسل .. المنتقدون لقواعد القصيد العربي، ونظام الوزن والقافية – ليسوا بعيدين عن ميدان التآمر على اللغة العربية وبلاغتها المؤثرة، وأدبها الممتع
¥