تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

شافع واسعٌ حكيمٌ عليمٌ بالنوايا والغيب والخاطرات ** خافض رافع سميع بصير لدبيب للنمل فوق الحصاة

يهتف العابدون من كل جنسٍ وبلادٍ على اختلاف اللغات ** لم يغب عنه همسةٌ أو هتافٌ للمنادين من جميع الفئات

نافع مانع قوي شديد قاصم ظهر كل باغٍ وعات ** كم تألّى ذوو عنادٍ وكفرٍ فاستحالت عروشهم خاويات

كم أتى بطشه فأردى شعوباً لاهياتٍ في دورها آمنات ** ظاهر باطن حسيب رقيب ليس يخفى عليه مثل القذاة

أولٌ آخرٌ علىٌّ غنيٌّ كيف تحصى آلائه الوافرات ** باعثٌ وراثٌ كفيلٌ وكيلٌ وأمانٌ للأنفس الخائفات

وجميلٌ جماله فاض طهراً وصفاءً يرفّ بالمبدعات ** بارئ حافظٌ حميد مجيد فارج الهمّ كاشف المعضلات

الوليّ المتين ما خاب ظنٌّ لنفوس في فضله طامعات ** مؤمنٌ محسنٌ شكورٌ صبورٌ للأذى والجحود والافتئات

خالقٌ رازقٌ سميعٌ مجيبٌ ويداه تفيض بالأعطيات ** السلام القدوس كم من فيوض نتفيا ظلالها الوارفات

وله الكبرياء هل من ولي غيره قد أباد كل الولاة ** مستوٍ فوق عرشه في علوٍّ وقريب بجوده للعفاة

ليس شيء كمثله فهو ربٌّ من يضاهيه في صفاة وذات ** ما أتى من صفاته فهو حقّ وكمال برغم أنف النفاة

إنه الواحد الذي لا يضاهى في معاني أسمائه والصفات ** ناصرٌ قادرٌ على كل شيء وهو حيّ منزّه عن سبات

قاهرٌ غالبٌ قوي عزيزٌ ونصيرٌ للمهتدين الهدات ** غافرٌ راحمٌ رحيمٌ تجلى حلمه في عطائه للجناة

تتألى عليه بعض البرايا وتراها في فضله راتعات ** مرسل البرق منزل الغيث صفوا وهو محي العظام بعد الفتات

صمدٌ تصمد البرايا إليه وأنيس الضمائر الموحشات ** المليك القدير ذو الطول بشرى لمحبي توحيده بالعداة

ما أتوا كاهنا ولم يستغيثوا بقبورٍ مطمورةٍ بالكفاة ** قصدهم أو دعائهم ليس إلا للكريم العظيم ذي المقدرات

تلك فحوى العقيدة الحقّ تتلى بوضوح في كتبه المنزلات ** يا نبيّ الهدى ويا خير صوتٍ حين يتلى متيماً للحداة

يا محباً تعلم الحبّ منه ثم آتى ثماره الناضجات ** ما رأينا في دفتر المجد أسمى منك حبّاً برغم كيد الوشاة

صغت للدهر قصّة من نضالٍ وفعالٍ أبيّةٍ ذائعات ** وحروفٍ منسوجةٍ من ضياءٍ ما توارى عن شاشة الذاكرات

لو رميتم مفاتح الأرض عندي وأتيتم بالشمس والمقمرات ** ليس في شرعة الهوى من نكوصٍ وعهودٍ مأجورةٍ مشتراة

والأمور الصعاب تبدو لعيني في رضى من أحبّه هيّنات ** فإذا أظلم الدجى قام يدعو ويناجي بأدمعٍ واجفات

يا إلهي إن كنت راضٍ فإني لا أبالي بما أتو من أذات ** ومضى ثابت الخطى لا يبالي بالتحدي والمكر والشائعات

أورق الحبّ والرضى في قلوبٍ بثّ فيها معنى التقى والأناة ** أحدٌ والأحزاب والفتح تروي أروع الحبّ للأباة الكماة

بسيوفٍ غيورةٍ صارماتٍ وخيولٍ إلى الوغى ذابحات ** كم رؤوس تعجّب الموت منها ودماءٍ منثورةٍ عابقات

أمهر الحبّ جعفر وخبيب بنفوسٍ من أجله زاهقات ** يبتلى آل ياسرٍ ثم تهدى إلى المنايا سميّة الساميات

ضمّخت سكّة الهوى للصبايا بعبيرٍ من همّة القانتات ** إنها درّة بعقدٍ مضيءٍ يتحلى بالكمّل المحصنات

وبلال في وقدة الرمل يلقى لينادي بلاته أو منات ** كلّما أمعنوا عذابا ينادي أحدٌ لم تطق سواها شفاتي

وأبو جابرٍ ينادي كفاحاً ويمنّى بأحسن الأمنيات ** وحبيبٌ يبضّع الجسم حيّاُ بسيوفٍ غدّارةٍ خائنات

لم يلن عزمه وما صاغ حرفاً من ذلة أو خضوعٍ للغواة ** سطّروا قصّة الهوى بحروفٍ سوف تبقى عن البلا خالدات

هكذا الحبّ لوعة وامتثالٌ واشتياقٌ تصاغ في تضحيات ** مبدع الكون يا لها من عقولٍ في تملي آياته ذاهلات

واسع الفضل كيف ترجى نجاةٌ لنفوسٍ عن هديه معرضات ** هائماتٍ في غفلةٍ عن هداه غارقاتٍ في حمأة الموبقات

وقلوبٍ كئيبةٍ كيف تسلو وهي من فيض حبّه مقفرات ** كيف يسري معنى الرضى في نفوس من شذا طيف أنسه خاليات

كم بهذا الوجود مما نراه من صنوفٍ بفضله شاهدات ** لو تأملت صفحة الكون مما بثّ فيه من رائع المعجزات

أرسل الفكر في فضاءٍ بعيدٍ وسماءٍ تعجّ بالنيّرات ** هل رأيت السماء والشمس تزهو في ضحاها والبدر في الحالكات

هل تأملت منظر النجم لمّا يسحر العين في دجى المظلمات ** كلها الأرض والمجرّات تبدو عند ربي كحلقة في فلاة

هل تأملت روعة الروض لمّا يتبدى بأحسن المزهرات ** من غصونٍ ريانةٍ وورودٍ وفروعٍ زكيّة مثمرات

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير