تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وخرير المياه يهدي لحوناً يتهادى بين الربى والنبات ** وغناءً يسري إلى كل قلبٍ لطيورٍ صدّاحةٍ شاديات

ورُخاءً مأمورةً من رياحٍ حين تمضي إلى الرُّبى لاقحات ** كم ترى من حدائق مفعمات بغصونٍ قطوفها دانيات

وحقولٍ جميلةٍ لحبوبٍ تتجلى في أبدع السنبلات ** هل تأملت أنهراً وبحوراً كم بها من عوالمٍ سابحات

هذه الفلك آية هل تراها وهي تفري عبابه ماخرات ** منظر مذهلٌ فلول البرايا تمتطيه بأضخم الباخرات

رابط الجأش كم طوى في حشاه من ضحايا أمواجه العاتيات ** لم تغيره حادثات الليالي والبرايا ما بين غادٍ وآت

هل تأملت أمة النحل تغدوا لعبيرٍ من الشذى راشفات ** ثم تهدي بطونها من رضابٍ وشفاءٍ لأنفسٍ مزمنات

في بناءٍ معقدٍ هندسيٍّ يتحدى خوراق الهندسات ** هل تأملت عالم النمل فيه روعةٌ في فلوله المنشرات

في نظام ودقّة لا تبارى وتفاني في الكسب والاقتيات ** ليس للخامل الكسول احترامٌ في قوانين عيشها الصارمات

وألوفّ من المخاليق تمضي في دروبٍ مرسومةٍ واضحات ** من فراشٍ وزاحفٍ وطيورٍ وأليفٍ يقنى ومن كاسرات

وإذا جفّت العيون السواقي واستحالت رياضنا مجدبات ** وبدا وجه أرضنا مقفهرٌّ قابلتك الغيوم بالبشريات

فإذا بالمغيث يزجي سحاباً ويفيض الثجاج بالمعصرات ** تكتسي الأرض حلّة من نضار في وجوهٍ وضّاءةٍ باسمات

لو تأملت أبدع الصنع فيما بين جنبيك من بديع العضات ** من فؤاد ومنطق واعتدال والنهى والدلائل الباهرات

والبلايين من خلاياك تمضي والكريّات أضخم الناقلات ** لو تأمّلت في كتاب كريم في معاني آياته المحكمات

في الضحى والأنعام والنحل فيضٌ من ضياءٍ والنور والذاريات ** من يعيد الرواء للأرض لما يطمس الجدب أوجهاً ضاحكات

من يعافي المريض من بعد سقمٍ وقنوطٍ من طبّ مستشفيات ** من يبث السرور في كل بيتٍ بالبنين الأطهار أو بالبنات

من يسلّي النفوس بالصبر لمّا تبتلى بالنوازل القاصمات ** من يغيث القلوب مما دهاها من همومٍ بئيسةٍ جاثمات

من يواري عيوبنا .. من حبانا بستورٍ من سترهِ مسدلات ** من هدى العقل لاكتشافٍ بديعٍ لعلومٍ عجيبة مذهلات

كلما زادت العقول اكتشافاً وابتكاراً تتيه في المهمهات ** علمها واكتشافها ليس إلا قطرةً من بحوره الزاخرات

إن في ساحة العلوم اهتداءً ودليلاً للأنفس الحائرات ** كم هدينا بفضله لعلومٍ بمزايا توحيده هاتفات

إن في مسرح الحياة اعتباراً في ثنايا آياتها الماثلات ** يا جهولا بربّه يا غفولاً عن صريح الآيات والبيّنات

كم نرى في حياتنا من فنونٍ ورسومٍ خلاّبةٍ هائمات ** أين عيناك عن تملّي جمالٍ في أفانين فضله الناطقات

في جمال الأكوان في كل همسٍ في بديع المسموع والمبصرات ** في شروقٍ للشمس أو في غروبٍ في نجومٍ مطلّة آفلات

في انبلاج الصباح في هدئة الليل في لحون الشداة ** في سحابٍ مسخّرٍ في غمامٍ في بروقٍ برّاقةٍ ضاحكات

في هتاف الطيور من كل فنٍّ في غناء الحمائم الساجعات ** في الشذا في الندى في الورود في بسمة الفجر في سكون البيات

في الرُّبى في الضحى في الأنهار في طلعة البدر في الزواهر الحالمات ** في التقاء البحرين ملحٌ أجاجٌ ليس يطغى على الزلال الفرات

في رحيق الأزهار في نفحة العطر في رياضها الناظرات ** في دلال الملاح في رقّة الحب في المحاجر الآسرات

في قدودٍ فتّانة في خدودٍ في ثغورٍ وضّاءةٍ باسمات ** في جمال الغزال في جفلة الظبي في عيون المهات

في اختيال الطاؤوس في عالم البحر في علوِّ البزاة ** في هدير الجِمال في سطوة الأسد في انطلاقة الصافنات

في قضاء الأرواح في قصّة النومِ في حديثنا والسُّكات ** في بديع الألون في نغمة الصوت في قلوبنا الخافقات

في اختلاف الأذواق في بسمة المرء في دموعه الذارفات ** في صنوف الأرزاق من كلّ طعمٍ في فيوضات جوده المغدقات

في مذاق الثمار في باسق النخل في الجنا في النواة ** إنه الله سلوةً وضياءً في سماءِ العبّادِ والعابداتِ

عد إلى ظلّه الظليل التماساً للرضى وحسن الصِّلاة ** حيث يكسوك حُلّةً من حنانٍ وأمانٍ في هجمة العاديات

وترنّم بذكره فهوة غرسٌ سوف تجني ثمارهُ اليانعات ** إنّ صدق المحبّ يبدو جليّاً في عيونٍ بالدمع مغرورقات

وامتثالاً لأمره واحتراما لمواثيق حبّه المبرمات ** وقياماً بحقّه من صلاةٍ وصيامٍ ومنسكٍ وزكاةِ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير