تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فقال قيس بن زهير: يا قوم، إن القوم قد فرق بينهم المغنم، فاعطفوا الخيل في آثارهم، فلم تشعر بنو ذيبان إلا والخيل دوائس – أي يتبع بعضها بعضاً -، فلم يقاتلهم كبير أحد، إذ أن همة الرجال من بني ذيبان كانت أن يحرر غنيمته ويمضي بها، ووضعت بنو عبس فيهم السلاح، وقتلوا منهم مالك بن سبيع التغلبي سيد غطفان وكثيراً غيره حتى ناشدتهم بنو ذيبان البقية، وانهزمت ذيبان وحذيفة معهم.

ولم يكن لعبس هم غير حذيفة، فأرسلوا خيلهم مجتهدين في أثره، ثم تبعه قيس بن زهير والربيع بن زياد، وقرواش بن عمرو، وريان بن الأسلع، وشداد بن معاوية وغيرهم، وقال لهم قيس: كأني بالقوم وردوا جفر الهباء ونزلوا فيه، وأنا أعلم أن حذيفة بن بدر إذا احتدمت الوديقة مستنقع في الماء – الوديقة: شدة الحر-.

وكان حذيفة قد استرخى حزام فرسه، فنزل عنه ووضع رجله على حجر مخافة أن يقتص أثره، وعرفوا فرسه فاتبعوه، ومضى حتى استغاث بجفر الهباء وقد اشتد الحر، فرمى بنفسه ومعه حمل بن بدر وجماعة من أصحابه، وقد نزعوا سروجهم وطرحوا سلاحهم، ووقعوا في الماء، وتمعكت دوابهم – أي تمرغت -.

ولما اقترب منهم قيس بن زهير وأصحابه أبصرهم حمل بن بدر فقال لهم: من أبغض الناس أن يقف على رؤوسكم؟ فقالوا: قيس بن زهير والربيع بن زياد، فقال: هذا قيس بن زهير قد أتاكم، ولم ينقض كلامه حتى وقف قيس وأصحابه وحالوا بينهم وبين الخيل، وحمل جنيدب على خيلهم فاطّردها، واقتحم عمرو بن الأسلع وشداد عليهم في الجند، وهم ينادون: لبيكم لبيكم، وقال لهم قيس: كيف رأيتم عاقبة البغي؟ فقال حذيفة: يا بنى عبس: فأين العقول والأحلام؟ ناشدتك الله والرحم يا قيس: فضربه أخوه حمل بين كتفيه وقال: (اتق مأثور الكلام).

ثم قال حذيفة لقيس: بنو مالك بمالك، وبنو حمل بذي الصبية ونرد السبق، قال قيس: لبيكم لبيكم، قال حذيفة: لئن قتلتني لا تصلح غطفان بعدها أبداً. فقال قيس: أبعدهم الله ولا أصلحها. ثم إن قرواش بن هني جاء من خلف حذيفة، فقال له بعض أصحابه: احذروا قرواشاً وكان قد رباه، فظن أنه سيشكر ذلك له، قال: خلوا بين قرواش وظهري، فنزع له قرواش بمعلبه – وهو نصل طويل عريض - فقصم به صلبه، وابتدره الحارث بن زهير وعمرو بن الأسلع فضرباه بسيفهما حتى أجهزا عليه.

وقتل الحارث بن زهير حمل بن بدر، واستبقوا حصن بن حذيفة لصباه.

المصدر: أيام العرب في الجاهلية، لمحمد أحمد جاد المولى وصاحباه

منقول

ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[07 - 12 - 2007, 01:22 ص]ـ

عفواً أخي احمد الغنام أستميحك عذراً بإيراد القصه

ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[07 - 12 - 2007, 03:35 ص]ـ

لله أنت أبا مروان زدنا من أيام العرب ففيها الحكم والبطولة وبيان عاقبة الغدر والظلم ..

من وحي يوم الهباءة ..

لأحد بني عبس

إنّ السماءَ وإنّ الأرضَ شاهدةٌ = والله يشهدُ والإنسانُ والبلَدُ

أنّي جزيتُ بني بدرٍ بظلمهم = على الهباءة قتلاً ما له قَوَدُ

لمّا أتونا على أنقاض جملتها = والمشرفيّةُ في أيماننا تَقِدُ

علوتهُ بحسامٍ ثمَّ قلتُ له = خذها إليكَ فأنت الفارسُ الصَّمَدُ!!

والمشهور أنّ قيس بن زهير بعد انتهاء الحرب تاه في الأرض فلم يعلم له خبر

فأصبحت العرب تضرب به المثل: حتى يعود قيس بن زهير في الاستحالة

والله أعلم,,

نعوذ بالله من الظلم وسوء عاقبته ..

والسلام,,,

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[08 - 12 - 2007, 05:33 ص]ـ

الأحيمر أخي الكريم المفضال بارك الله لك على كريم المرور والمشاركة القيمة ولو أنها تستأهل افرادها في موضوع مستقل بها، فجزاك الله خيراً.

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[08 - 12 - 2007, 05:34 ص]ـ

أخي رؤبة الخير مازلت تتحفنا بشوارد الشوارد ونحن نستمتع بها فجزيت خير الجزاء واوفاه.

ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[08 - 12 - 2007, 11:23 م]ـ

بديعٌ مّا هنا؛ شعرًا ونقدا.

حفظكم الله, وبارك فيكم.

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[09 - 12 - 2007, 01:56 ص]ـ

مجنون بني عامر

بكى فرحاً بليلى إذ رآها = محب لا يرى حسناً سواها

لقد ظفرت يداه ونال ونال ملكاً = لئن كانت تراه كما يراها

اختلفت مع صديق لي حول البيت الثاني هل الرؤية فيه عينية أم علمية؟

فما قولكم معاشر النقاد:)

ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[09 - 12 - 2007, 02:08 ص]ـ

ليست بعينية ولا علمية ..

بل روحانيةٌ قلبية:) ..

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[09 - 12 - 2007, 02:29 ص]ـ

ليست بعينية ولا علمية ..

بل روحانيةٌ قلبية ..

رحماك يا أبا الهذيل أخوك المدنف لا يحتمل:)

ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[09 - 12 - 2007, 02:37 ص]ـ

كلانا بحبٍ ساعر القلبِ مكدمُ .. نسرُّ وآياتُ الهوى تتكلّمُ:) ... يا أبا سهيل ..

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[09 - 12 - 2007, 02:41 ص]ـ

ويا عاقب الله الغرام بمثله ... لكي يعذر العشاق فيمن تولَّعا

خليليَّ مالي كلما لاح بارقٌ ... تكاد حصاة القلب أن تتصدَّعا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير