تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[18 - 03 - 2008, 09:40 ص]ـ

يا أبا يحيى ...

هل هناك من مصادر لحديثك أم أنه وجدان العقل؟:)

مع العلم بأن ما ذكرته امتعني جداً

ولكن احببت أن أعرف إن كان هناك مصادر، لأتمكن من ذكر المصادر اذا احتجت اليها دمت موفقا أخي الكريم

السلام عليكم

حياك الله أخي "رسالة"

وبارك الله فيك

ما يكتبه أخوك أبو يحيى هنا - وإن كان من قبيل الخواطر الأدبية؛ إلا أن ما فيه من أحكام نقدية كبرى؛ إنما هو مستمد من كتب النقد العربي الكبرى، كالموازنة للآمدي، والوساطة للقاضي الجرجاني، والعمدة لابن رشيق، بالإضافة إلى كتاب أخبار أبي تمام للصولي. وغيرها الكثير ... فليس لأخيك من فضل في ذلك إلا الصياغة والاختصار، ومحاولة جعل المتلقي يستمتع كما استمتعت أنت، وكم يسرني ذلك!

وكما تعلم أخي؛ فإن كتابا نقديا أو أدبيا، لم يخلُ من ذكر أبي تمام، أو التمثّل ببعض شعره.

وأنصحك في هذا الصدد باقتناء أكبر كمّ ممكن من كتب النقد الأدبي فضلا عن كتب الأدب الخالصة كالأغاني ونحوها.

ويمكنك الاستفادة في هذا مما وصلت إليه التقنية في هذا المجال؛ فإن ساحة هذه الشابكة مليئة بكل ما لذ وطاب من ذلك. خذ على سبيل المثال ما جمعته الموسوعة الشاملة بإصدارها الجديد من كتب الكترونية أدبية، كان جمعها فيما مضى ضربا من المحال. فالحمد لله على هذه النعمة؛ ولم يبقَ منا إلا أن نقرأ ونقرأ ونقرأ، فلا عذر لنا الآن. والله المستعان.

ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[21 - 03 - 2008, 03:30 م]ـ

(4)

أقدِّم أبا تمام، لأنهم قالوا إنه نَكِدُ المطلَع، رَكِدُ المقطَع، ما لأشعاره عند دَوْحِ النسيبِ من مَربَعٌ ولا مَرْتَع، كأنما هُنَّ في قاعٍ من القفر صفصفٍ بَلْقَع!

وما أُراهم قد عَلِقوا في ذلك إلا بأوهى العلائق؛ وأوهنَ حتى من بيوت الخدارق؛ فتعلّقوا بمثل قوله:

قَدْكَ اتَّئِبْ أَرْبَيْتَ في الغُلَوَاءِ = كَمْ تعذِلون وأنتمُ سُجَرَائي

وقوله:

هُنَّ عوادي يوسفٍ وصواحبُه = فعَزْماً فقِدْماً أدركَ السؤلَ طالبُه

وقوله:

تَقِي جَمَحاتي لستُ طوعَ مؤنِّبي = وليس جَنيبي إنْ عذَلْتِ بِمُصْحِبي

فإنْ أبَوا في ذلك إلا ركوبَ الغَرَر على الغَرَر؛ فما لهم يستشرفون العُرَرَ دون مشارف الغُرَر، ولو أنصفوا لعرفوا، ولو عرفوا لوقفوا، ولو وقفوا لوسعهم قوله:

ما في وقوفكَ ساعةً من باسِ = نَقضي ذِمام الأربُعِ الأدْرَاسِ

وقوله:

أرامةُ كنتِ مألفَ كلِّ ريمِ = لو استمتعتِ بالأنس القديم

وقوله:

عسى وطنٌ يدنو بهم ولعلَّما = وأنْ تُعْتِبَ الأيامُ فيهم فَرُبَّما

بل لوسعهم ما أجمعَ عليه أهل الحلِّ والعقد، من المقدّمين في ميدان البلاغة والنقد؛ مِنْ أنه صاحبُ أحسن مطلعٍ في الرثاء مولَّد، وذلك قوله:

أَصَمَّ بك الناعي وإنْ كان أسمَعا = وأصبح مَغْنَى الجودِ بعدكَ بَلْقعا

وقد نظرتُ في قصيدته الأسطورية في فتح عمورية؛ فوجدتها على أحسن ما يكون مطلعا، وأكمل ما يكون مقطعا. وقد افتتحها الطائي بحد السيف، حتى حزّ بها غلاصم أهل الدجل والزيف، فقال - رحمه الله -:

السيف أصدق أنباء من الكتب = في حده الحد بين الجد واللعب

بيض الصفائح لا سود الصحائف في = متونهن جلاء الشك والريب

والعلم في شهب الأرماح لامعة = بين الخميسين لا في السبعة الشهب

أين الرواية أم أين النجوم وما = صاغوه من زخرف فيها ومن كذب

تخرصا وأحاديثا ملفقة = ليست بنبع إذا عدت ولا غرب

ثم سار فيها متنقِّلاً من فَنَنٍ إلى فنن، ومتوصّلا من حسنٍ إلى أحسن، حتى إذا انتهى إلى قوله:

تدبيرُ معتصمٍ باللهِ منتقمٍ = لله مُرْتقبٍ في الله مُرْتَغبِ

لم يَغزُ قَوماً ولم يَنْهَدْ إلى بلدٍ = إلا تقدَّمَهُ جيشٌ منَ الرُّعُبِ

لو لم يَقُدْ جَحْفَلاً يوْمَ الوَغَى لَغَدا = من نَفْسِه وَحْدَها في جَحفلٍ لَجِبِ

وقوله:

خليفة الله جازى الله سعيك عن = جرثومة الدين والإسلام والحسب

بَصُرْتَ بالراحةِ الكُبرى فلم تَرَها = تُنالُ إلا عَلَى جِسْرٍ من التّعَبِ

إن كانَ بينَ صروفِ الدهرِ من رحمٍ = مَوْصُولةٍ أو ذِمامٍ غيرِ مُنْقَضِبِ

فبينَ أيامِكَ اللائِي نُصِرْتَ بِها = وبين أيامِ بدرٍ أقربُ النَّسَبِ

أبْقتْ بني الأصفرِ الممراضِ كاسمهمِ = صفر الوجوه وجلَّتْ أوجه العرب

انتهى في القريض إلى الغاية العلياء، وأصبحت بعده الشعراء في طباقاء عَيَاياءَ!

ونحوٌ من ذلك، ممّا تماسَكَ فيه قصيدُه وتمالَك، قوله في قصة خروج الخرّمي بابَك:

الحقُّ أبلجُ والسيوف عوارِ = فحَذَارِ من أسدِ العرينِ حذارِ

وهي من أمهات شعره، ومن بُنيَّات فكره.

والله أعلم

ـ[عبدالله]ــــــــ[21 - 03 - 2008, 03:36 م]ـ

سلمت يداك أخي احمد بن يحيى على ما سطرت

لطالما اعجبت بهذا الشاعر الرائع و عجبت له كيف ينظم أبياته مضمخة بالبديع

دون أن تشعر بثقل الصنعة

و لكم اعجبني قوله في وصف مسافر:

كأن به ضغنا على كل جانب ... من الأرض أو شوقا الى كل جانب

عجبا له كيف جمع النقيضين

و كم اردد قوله:

إن يكد مطرف الإخاء فإننا ... نغدو و نسري في إخاء تالد

أو يختلف ماء الوصال فماؤنا ... عذب تحدر من غمام واحد

أو يفترق نسب يؤلف بيننا ... أدب أقمناه مقام الوالد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير