تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ألا تبكيان الجريء الجميل ... ألا تبكيان الفتى السيدا

طويل العماد عظيم الرما ... د ساد عشيرته أمردا

ومن قولها أيضا في صخر أخيها:

أشم أبلج يأتم الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار

وأجمع أهل العلم بالشعر أنه لم يكن امرأة قط قبلها ولا بعدها أشعر منها وقالوا اسم الخنساء تماضر

ذكر الزبير بن بكار عن محمد بن الحسن المخزومي عن عبد الرحمن ابن عبد الله عن أبيه عن أبي وجزة عن أبيه قال: حضرت الخنساء بنت عمرو بن الشريد السلمية حرب القادسية ومعها بنوها أربعة رجال فقالت لهم من أول الليل: يا بني إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين ووالله الذي لا إله إلا هو إنكم لبنوا رجل واحد كما أنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم ولا هجنت حسبكم ولا غبرت نسبكم وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين. واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية يقول الله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ". آل عمران 200. فإذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين وبالله على أعدائه مستنصرين فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها واضطرمت لظى على سياقها وجللت نارا على أوراقها فتيمموا وطيسها وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة فخرج بنوها قابلين لنصحها عازمين على قولها فلما أضاء لهم الصبح باكروا مراكزهم وأنشأ أولهم يقول:

يا إخوتي إن العجوز الناصحة ... قد نصحتنا إذ دعتنا البارحه

مقالة ذات بيان واضحة ... فباكروا الحرب الضروس الكالحه

وإنما تلقون عند الصائحة ... من آل ساسان الكلاب النابحه

قد أيقنوا منكم بوقع الجائحة ... وأنتم بين حياة صالحه

أو ميتة تورث غنما رابحه

وتقدم فقاتل حتى قتل رحمه الله ثم حمل الثاني وهو يقول:

إن العجوز ذات حزم وجلد ... والنظر الأوفق والرأي السدد

وقد أمرتنا بالسداد والرشد ... نصيحة منها وبرا بالولد

فباكروا الحرب حماة في العدد ... إما لفوز بارد على الكبد

أو ميتة تورثكم عز الأبد ... في جنة الفردوس والعيش الرغد

فقاتل حتى استشهد رحمه الله ثم حمل الثالث وهو يقول والله لا نعصي العجوز حرفا ... قد أمرتنا حدبا وعطفا

نصحا وبرا صادقا ولطفا ... فبادروا الحرب الضروس زحفا

حتى تلفوا آل كسرى لفا ... أو تكشفوهم عن حماكم كشفا

إنا نرى التقصير منكم ضعفا ... والقتل فيكم نجدة وزلفى

فقاتل حتى استشهد رحمه الله. ثم حمل الرابع وهو يقول:

لست لخنساء ولا للأخرم ... ولا لعمر وذي السناء الأقدم

إن لم أرد في الجيش جيش الأعجم ... ماض على الهول خضم خضرم

إما لفوز عاجل ومغنم ... أو لوفاة في السبيل الأكرم

فقاتل حتى قتل رضي الله عنه وعن إخوته

فبلغها الخبر فقالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته. وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعطي الخنساء أرزاق أولادها الأربعة لكل واحد مائتي درهم حتى قبض رضي الله عنه "

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[30 - 03 - 2008, 08:11 م]ـ

احسنت صنعا أخي الكريم الفاتح ...

في موضوع قديم لأخي الأحيمر السعدي وضع نص خطبة الخنساء لأبناءها في تلك المعركة .. وقامت أختي الكريمة- أحاول ان - بتعليق على ذلك النص فاحببت أن اضعه

فقالت:

شكر الله لك أستاذ: الأحيمر ..

وما يستحق التأمل في سيرة الخنساء الثرية , ليس فقط أنها من قدَّم النابغة على حسان , ولا أنها أم الشهداء .. بل تأثير الإسلام على تفكير الإنسان صغيرا كان أو كبيرا: فقد هذَّب الدِّين ُ أحزانها , وشذَّب اليقين آلامها وأشجانها .. فمهما كان حبها لصخر -مهما كان - إلا أنها لن تعادله -فطريا - بحب ابن واحد .. فكيف بفلذات كبدها الأربعة!

وبين اللوعتين العظيمتين تأمل دور الدِّين:

يذكرني طلوع الشمس صخراً **وأذكره لكل غروب شمس ِ

ولولا كثرة الباكين حولي** على إخوانهم لقتلت نفسي

وما يبكون مثل َ أخي!!!! ولكن** أعزي النفس عنه بالتأسي

فلا والله، لا أنساك حتى** أفارق مهجتي ويشصَّ رمسي!

فيا لهفي عليه، ولهف نفسي** أيصبح في الضريح وفيه يمسي؟!

ثم جاءت اللوعة الكبرى فقالت بهدوء ويقين:

الحمد لله!!

اللهم اجمعنا بالصالحين برحمتك يا أرحم الراحمين ..

استميحك عذراً يا اختاه " أحاول أن " على النقل من دون اذن ( ops

ـ[أحاول أن]ــــــــ[30 - 03 - 2008, 11:45 م]ـ

سرّني نقلك أيها الكريم فأكرمك الله ..

وما دام الحديث عن الخنساء وحضر إليه المحقق الثري الدكتور مروان بارك الله في علمه وعمله فأغتنم هذه الفرصة لأسألكم:

ما الذي تطمئنون إليه من تخطئة رواية أن يكون الشهداء الأربعة أبناء الخنساء السلمية الصحابية والشاعرة الجليلة .. ؟

فقد قرأت عدة مقالات تنفي هذه الرواية وتؤكد أن الشهداء الأربعة ليسوا أبناءها , وخلاصة الأدلة في ذلك:

1 - أن الطبري روى الخطبة المشهورة لامرأة نخعية, ولم يذكر حتى أن اسمها الخنساء ..

2 - حجة البعد الزمني الطويل- منذ الجاهلية حتى القادسية -الذي يضعف صحة أن الأربعة أبناء الشاعرة كما ان لها ابنا شاعرا وقف أمام الرسول صلى الله عليه وسلم يوم حنين اسمه العباس بن مرداس بن عامر السلمي ولو كان معهم لذكره الرواة ..

3 - لم ترد القصة في أمهات الكتب القديمة مثل الشعر والشعراء لابن قتيبة ..

وبالتالي: هل ترون قصة الشهداء أبناء الخنساء رضي الله عنها خطأ شائعا أم أنه حقيقة على الأغلب؟

نستأنس برأيكم ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير