تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[02 - 04 - 2008, 12:50 م]ـ

خبر موت صخر 2

قال أبو عبيدة: وقال غيره: بل ورد هو وبلعاء بن قيس الكناني. قال: وكانا أجمل رجلين

في العرب. قال: فشربا عند يهودي خمار كان بالمدينة. قال: فحسدهما لما رأى من جمالهما

وهيأتهما، وقال: إني لآحسد العرب أن يكون فيهم مثل هذين! فسقاهما شربة جويا منها

. قال: فمر بصخر طبيب بعد ما طال مرضه، فأراهما به، فقال: أشق عنك فتفيق. قال:

فعمد إلى شفار فجعل يحميها قم يشق بها عنه، فلم ينشب أن مات.

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[02 - 04 - 2008, 12:55 م]ـ

قال أبو عبيدة: واما أبو بلال بن سهم فإنه قال: اكتسح صخر أموال بني أسد وسبى

نساءهم، فأتاهم الصريح فتبعوه فتلاحقوا بذات الأثل، فاقتتلوا قتالا شديدا، فطعن ربيعة بن

ثور السدي صخرا في جنبه، وفات القوم فلم يقعص وجوي منها، ومرض قريبا من حول،

حتى مله اهله. قال: فسمع صخر امرأة وهي تسأل سلمى امرأة صخر: كيف بعلك؟

فقالت سلمى: لاحي فيرجى، ولاميت فينعى، لقينا منه الأمرين!

قال: وزعم آخر أن التي قالت هذه المقالة بديلة الأسدية التي كان سباها من بني أسد

فاتخذها لنفسه. فأنشد هذا البيت:

ألا تلكم عرسي بديلة أوجست = فراقي وملت مضجعي ومكاني

وأما أبو بلال بن سهم فزعم أن صخرا حين سمع مقالة سلمى امرأته قال:

أرى أم صخر لاتمل عيادتي = وملت سليمى مضجعي ومكاني

وما كنت أخشى أن أكون جنازة = عليك ومن يغتر بالحدثان

أهم بأمر الحزم لو أستطيعه = وقد حيل بين العير والنزوان

لعمري لقد نبهت من كان نائما = وأسمعت من كانت له أذنان

وللموت خير من حياة كأنها = محلة يعسوب برأس سنان

وأي امرىء ساوى بأم حليلة = فلا عاش إلا في شقا وهوان

فلما طال عليه البلاء وقد نتأت قطعة مثل اللبد في جنبه في موضع الطعنة، قالوا له: لو

قطعتها لرجونا ان تبرأ. فقال: شأنكم. فأشفق عليه بعضهم فنهاهم، فأبى وقال: الموت

أهون علي مما أنا فيه! فأحموا له شفرة ثم قطعوها فيئس من نفسه.

قال: وسمع صخر أخته الخنساء تقول: كيف كان صبره؟ فقال صخر في ذلك:

أجارتنا إن الخطوب تنوب = على الناس، كل المخطئين تصيب

فإن تسأليني هل صبرت فإنني = صبور على ريب الزمان صليب

كأني وقد أدنوا إلي شفارهم = من الصبر دامي الصفحتين ركوب

أجارتنا لست الغداة بظاعن = ولكن مقيم ما اقام عسيب

عن أبي عبيدة: عسيب: جبل بأرض بني سليم إلى جنب المدينة، فقبره هناك معلم.

وقال أبو عبيدة: فمات فدفن هناك، فقبره قريب من عسيب.

الأغاني،

الشعر والشعراء لابن قتيبة " مع اختلاف الكلمات "

ـ[أحاول أن]ــــــــ[02 - 04 - 2008, 06:06 م]ـ

جهد رائع أستاذ (رسالة الغفران) ..

من محاسن هذا الموضوع الجميل أنه يعيدنا إلى الكتاب وينفض عن أرففنا الغبار -بكل أسف - بعد أن اعتدنا البحث بـ"قوقل " وتكاسلنا بالموسوعة الشعرية!

وإضافاتكم أثرت الموضوع بأسلوب منهجي موضوعي ..

جزاكم الله خيرا كثيرا والشكر موصول للدكتور مروان ..

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[02 - 04 - 2008, 06:54 م]ـ

وفي كتاب:

التعازي والمراثي؛ للمبرّد:

ويروى من غير وجه أن حسان بن ثابت دخل على النابغة الذبياني فتلقته الخنساء خارجةً من عنده، فأنشده قصيدته التي يقول فيها:

أولاد جفنة حول قبر أبيهم = قبر ابن مارية الكريم المفضل

يغشون حتّى ما تهرّ كلابهم = لا يسألون عن السّواد المقبل

فقال: إنك لشاعر وإن أخت بني سليم لبكاءة.

قال أبو العباس:

فمما قدمناه من شعرها واستحسناه من تخلصها قولها:

أعينيّ جودا ولا تجمدا = ألا تبكيان لصخر النّدى؟

ألا تبكيان الجريء الجميل = ألا تبكيان الفتى السّيّدا؟

فجعلته ساد حدثاً ووكدت ذلك وزادت فيه وأوضحته بأن قالت:

طويل العماد عظيم الرّما = د ساد عشيرته أمردا

إذا القوم مدّوا يأيديهم = إلى المجد مدّ إليه يدا

فنال الّذي فوق أيديهم = من المجد ثمّ نما مصعدا

يكلّفه القوم ما عالهم = وإن كان أصغرهم مولدا

ترى المجد يهوي إلى بيته = يرى أفضل الزّاد أن يحمدا

فقرنت له المجد بالحمد.

ويقال: بل صح أنه كان من دعاء سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج:

اللهم ارزقني مجداً وحمداً فإنه لا مجد إلا بمال، ولا حمد إلا بفعال.

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[02 - 04 - 2008, 07:04 م]ـ

وفي كتاب:

التعازي والمراثي؛ للمبرّد:

وكان سبب ميتة أخيها صخر أنه شهد حرباً فأبلى فيها وتقدم، فحمل عليه رجل من القوم فطعنه في خاصرته، فتحامل في الجراحة فجوي منها ولم يفصد فخرج منها كمثل اليد، وأضنته حولاً أو حولين لا ينبعث، فسمع من يسأل امرأته عن علته، وأين بلغت منه، فقالت امرأته قولاً يدل على البرم به، والملل لصحبته:

لا حي يرجي، ولا ميت فيحتسب.

والتفت إلى أمه فإذا دموعها تجري فقال:

أرى أمّ صخر ما تجفّ دموعها = وملّت سليمى مضجعي ومكاني

وما كنت أخشى أن أكون جنازةً = عليك، ومن يغترّ بالحدثان

فأيّ أمريءٍ ساوى بأمٍّ حليلةً = فلا عاش إلاّ في شقاً وهوان

لعمري لقد نبّهت من كان نائماً = وأسمعت من كانت له أذنان

أهمّ بأمر الحزم لو أستطيعه = وقد حيل بين العير والنّزوان

فلما رأى ذلك برم بتلك الخراجة من جنبه، فأشاروا بقطعها ففعل، فلما قطعها يئس من نفسه، ففي ذلك يقول:

أجارتنا إنّ المنون قريب = من النّاس كلّ المخطئين تصيب

كأنّي وقد أدنوا إليّ شفارهم = من البزل أحوى الصّفحتين نكيب

أجارتنا لا تسأليني فإنني = مقيمٌ لعمري ما أقام عسيب

قال أبو عبيدة: وعسيب:

جبل معروف، فقبره هناك معروف المكان.

قوله من البزل: يعني: كأني بعير قرم من الإبل قد كوي لداء به، فيقول:

أحللت ذاك المحل لقطع ذلك اللحم وكيه، وجعله أحوى الصفحتين، وهما الجنبان، لتتابع الهناء عليه ضناً به والنكيب والأنكب واحد، وهو الحامل، وذلك مما يوصف به الفحل أنه يحمل نشاطاً وتكبراً.

وكانت الخنساء تقول الأبيات اليسيرة، فلما أصيبت بأخيها صخر جدت وأجادت، وجمعت نفسها وشهرت.

فمما يستحسن من شعرها قولها في قصيدة أولها:

يا عين جودي بدمعٍ منك تغزار = وأبكي لصخرٍ بدمعٍ منك مدرار

وقولها:

إنّي أرقت فبتّ اللّيل ساهرةً = كأنّما كحلت عيني بعوّار

والعوار والعائر سواء، وهو المستأخذ، أشد الرمد وأغلبه ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير