ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 01:12 ص]ـ
طلب من صيادها ان يطلقها
أخبرني أحمد بن جعفر جحظة قال حدثني ميمون بن هارون قال ذكر الهيثم بن عدي،
وأخبرني محمد بن خلف بن المرزبان عن أحمد بن الهيثم عن العمري عن الهيثم بن عدي
قال: مر المجنون برجلين قد صادا ظبيةً فربطاها بحبل وذهبا بها، فلما نظر إليها وهي
تركض في حبالهما دمعت عيناه، وقال لهما: حلاها وخذا مكانها شاةً من غنمي - وقال
ميمون في خبره: وخذا مكانها قلوصا من إبلي - فأعطاهما وحلاها فولت تعدو هاربةً.
وقال المجنون للرجلين حين رآها في حبالهما:
يا صاحبي اللذين اليوم قد أخذا = في الحبل شبهاً لليلى ثم غلاها
إني أرى اليوم في أعطاف شاتكما = مشابهاً أشبهت ليلى فحلاهاقال: وقال فيها وقد نظر إليها وهي تعدو أشد عدوٍ هاربةً مذعورةً:
أيا شبه ليلى لا تراعي فإنني = لك اليوم من وحشيةٍ لصديق
ويا شبه ليلى لو تلبثت ساعةً = لعل فؤادي من جواه يفيق
تفر وقد أطلقتها من وثاقها = فأنت لليلى لو علمت طليق
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 01:16 ص]ـ
موت المجنون
ولم يزل المجنون يهيم في كل واد، ويتبع الظباء، ويكتب ما يقوله على الرمل، ولا يأنس بالناس
حتى أصبح ميتاً في واد كثير الحجارة، وما دل عليه إلا رجل من بني مرة، فحضر أهله
وغسلوه وكفنوه، واجتمع فتيان حي ليلى يبكونه أحلا بكاء، ولم ير باك وباكية أكثر من
ذلك اليوم، وذلك في حدود السبعين للهجرة.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 02:05 ص]ـ
كثيّر والمجنون
ذكروا أن كثيّراً دخل على عبد الملك فقال له: أنشدني شيئاً قلته في عزة، فقال: بل أنشدك
ما امتدحتك به، فقال: أسألك بحق أبي تراب، ألا أنشدتني شعرك في عزة، فقال: سألتني
بحقٍ عليّ عظيم، فجعل ينشده وعيناه تهملان، فقال عبد الملك: ما أشد حبك لعزة، فهل
رأيت قط أحداً كان أشد حباً منك؟ قال: أخبرك يا أمير المؤمنين: خرجت، وقد هاج بي
الشوق، وذكر عزة، وكانوا قد انتجعوا نجعة قريباً من الحي، حيناً، فمررت برجل قد نصب
شركاً له وهو منعزب عن الحي، فملت إليه، وقلت: هل من قِرى؟ فقال: أنا عازب عن
الحي، وقد نصبت حبائلي، فاصبر قليلاً أحش عليك الظباء، فإن وقع في الحبال شيء
أكلنا جميعاً، فإني لما أطعم شيئاً منذ ثلاث، فمضى يحوش، فوقعت في شركه أدماء عوهج
فأسرع نحوها، وأنا منه حيث أرى وأسمع، فطفق يمسح التراب منها، ثمَّ أطلقها وأعاد
الحبالة وأقبل إلي، فقلت: يا هذا، هل رأيت أحداً صنع صنيعك، إنا جميعاً نشكو الغرث،
حتَّى إذا أتى الله بالفرج أرملتنا من زادنا؟ قال: ويحك، إني نظرت إليها وإلى عينيها
فشبهتها بمن أهوى، فهل رأيت من يأكل شبه حبه، وأنشأ يقول:
أيا شبهَ ليلى لا تُراعي فإنَّني = لكِ اليومَ من بين الوحوشِ صديقُ
أقولُ وقد أطلقتُها من وثاقِها = لأنتِ لليلى إنْ شكرتِ طليقُ
ثمَّ قال: أقم، فإن وقع شيء أكلنا، فأقمت طمعاً في أن يمنعه الجوع من أن يعود لمثل فعله،
فوقع في شركه ظبي، فسعى نحوه، وأطلقه فعدا، وأنشأ يقول:
أيا شبهَ ليلى لو تلبَّثْتَ ساعةً = لعلَّ فؤادي من جواه يفيقُ
وما إنْ أشبهتَها ثمَّ لم تؤبْ = سليما عليها في الحياةِ شفيقُ
فقلت: ويحك، أجهدنا الجوع، وتركته، علماً بأنه مجنون من الحب، ثمَّ مررت على ظباء
ترعى فقلت: إن دللته عليها رجوت أن يحوشها، ويمنعه من إطلاق ما تقع في حبالته منها
علمه بأنها طريدتي فيأكل ويطعمني، فرجعت إليه وقلت: ألا ترى إلى تلك الظباء ساكنة
ترتعي؟ فقال: هيهات، إني رأيت ليلى ترتع في هذه الروضة وتلعب وإني قلت:
رأيتُ ظباءً ترتعي وسطَ روضةٍ = وكنتُ أرى ليلى فلنتُ لها دهرا
فيا ظبيُ كلْ رغداً هنيئاً ولا تخفْ = فإنِّي لكم جارٌ وإنْ خفتمُ دهرا
ثمَّ مضى وتركني، فهذا يا أمير المؤمنين أعشق عاشق رأيت. قال: فمن تراه؟ قال: المجنون
قيس بن الملوح، وهو من بني عامر بن صعصعة، ومما قصد من شعره في التياث عقله
كلمته.
المصدر: الأمالي للمرزوقي
ـ[أحاول أن]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 07:19 م]ـ
سلَّم الله أناملكما أستاذينا الفاضلين: الدكتور مروان , رسالة الغفران
..
هذه الصفحات مرجع "فاخر " مُنتَقَى بعناية شديدة , وذائقة رشيدة ..
فدام عطاؤكم ثريا فاخرا ..
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 09:26 م]ـ
¥