يا سيدي وعمادي ... أمددتني بمداد
كمسكنيك جميعا ... من ناظري وفؤادي
أو كالليالي اللواتي ... رميننا بالبعاد
وقوله في الأقارب:
آخ الرجال من الأبا ... عد، والأقارب لا تقارب
إن الأقارب كالعقا ... رب بل أضر من العقارب
ابنه أبو الفتح: من عيون شعره قوله لما استوزر في عنفوان شبابه:
دعوت الغني وصنوف المنى ... فلما أجبن دعوت القدح
وقلت لأيام شرخ الشباب ... إلي فهذا أوان الفرح
إذا بلغ المرء آماله ... فليس له بعدها مقترح
وقوله في قصيدة عضدية:
على الملك قوام وللدين حافظ ... وللمال وهاب وللجار مانع
ومنها في ذكر الأعداء:
وكان لهم لبس المعصفر عادة ... فخاطت لهم منه السيوف القواطع
بطرتم فطرتم والعصا زجر من عصي ... وتقويم عبد الهون بالهون رادع
وقوله:
أين لي من يفي بشكر الليالي ... إذا أضافت خيالها وخيالي
وقوله:
لم يكن لي على الزمان اقتراح ... غيرها منية فجاد بها لي
وقوله:
إذا أنا بلغت الذي كنت أشتهي ... وأضعافه ألفا فكلني إلى الخمر
وقل لنديمي: قم إلى الدهر فاقترح ... عليه الذي تهوى ودعني مع الدهر
أبو العلاء السروي: من ظرف ملحه قوله:
مررنا على الروض الذي قد تبسمت ... ذراه وأرواح الأباريق تسفك
فلم نر شيئا كان أحسن منظرا ... من الروض يجري دمعه وهو يضحك
وقوله:
أما ترى قضب الأِشجار قد لبست ... أنوارها تتثنى بين جلاس
منظومة كسموط الدر لابسة ... حسنا يبيح دم العنقود للحاسي
وغردت خطباء الطير ساجعة ... على منابر من ورد ومن آس
الصاحب أبو القاسم إسماعيل بن عباد: من أمثاله السائرة قوله:
وقائلة لم عرتك الهموم ... وأمرك ممتثل في الأمم
فقلت: دعيني على غصتي ... فإن الهموم بقدر الهمم
ومن غرر درره في الغزل:
لا ترجو إصلاح قلبي بلوم ... حلف الجفن لا أستقل بنوم
وهواه لئن تأخر عني ... طور يومي إني سيحضر يوم
وقوله:
قل لأبي القاسم إن جئته ... هنيت ما أعطيت هنيته
كل جمال فائق رائق ... أنت رغم البدر أوتيته
وقوله:
قال لي إن رقيبي ... سيء الخلق فداره
قلت: دعني وجهك الجن ... ة حفت بالمكاره
وقوله:
عزمت على الفصد يا سيدي ... لفصل دم كظني مؤلم
فلما تأخرت عن مجلسي ... أرقت بغير افتصاد دمي
وقوله:
وعهدي بالعقارب حين تشتو ... تخفف سمها وتموت ضرا
فما بال الشتاء أتى وهذى ... عقارب صدغه تزداد شرا
وقوله:
رق الزجاج ورقت الخمر ... فتشابها فتشاكل الأمر
فكأنما خمر ولا قدح ... وكأنما قدح ولا خمر
وقوله في الثلج:
أقبل الثلج في غلائل نور ... وتهادى بلؤلؤ منثور
فكأن السماء صاهرت الأر ... ض فصار النثار من كافور
وقوله في الوحل:
إني ركبت وكف الوحل كاتبة ... على ثيابي سطورا ليس تنكتم
فالأرض محبرة والحبر من لثق ... والطرس ثوبي ويمني الأشهب القلم
وقوله في ابن العميد:
قدم الرئيس مقدما في سبقه ... وكأنما الدنيا سعت في طرقه
فبحارها من جوده وجبالها ... من حلمه ورياضها من خلقه
وكأنما الأفلاك طوع يمينه ... كالعبد منقادا لمالك رقه
قد قاسمته نجومها فنحوسها ... لعدوه وسعودها في أفقه
أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الصابي: من وسائط قلائده قوله في الغزل:
تورد دمعي إذ جرى ومدامتي ... فمن مثل ما في الكأس عيني تسكب
فو الله ما أدري أبالخمر أسبلت ... جفوني أم من دمعتي كنت أشرب
وقوله:
قبلت منه فما مجاجته ... تجمع معنى المدام والشهد
كأن مجرى سواكه برد ... وريقه ذوب ذلك البرد
وقوله في المدح:
قل للوزير أبي محمد الذي ... قد أعجزت كل الورى أوصافه
لك في المحافل منطق يشفي الجوى ... ويسوغ في أذن الأديب سلافه
فكأن لفظك لؤلؤ متنخل ... وكأنما آذاننا أصدافه
وقوله:
له يد برعت جودا بنائلها ... ومنطق دره في الطرس ينتثر
فحاتم كامن في بطن راحتها ... وفي أناملها سحبان مستتر
وقوله:
لما وضعت صحيفتي ... في بطن كف رسولها
قبلتها لتمسها ... يمناك عند وصولها
وتود عيني أنها اق ... ترنت ببعض فصولها
حتى ترى من وجهك ال ... ميمون غاية سؤلها
وقوله في تهنئة وزير معاد إلى عمله:
قد كنت طلقت الوزارة بعد ما ... زلت بها قدم وساء صنيعها
فغدت بغيرك تستحل ضرورة ... كيما يحل إلى ذراك رجوعها
فالآن قد أبت وآلت حلفة ... أن لا يبيت سواك وهو ضجيعها
وقوله في التهنئة بالفطر:
يا ماجدا يده بالجود مفطرة ... وفوه عن كل هجر صائم أبدا
اسعد بصومك إذ قضيت واجبه ... نسكا ووفيته من شهره العددا
واسحب من العيد أذيالا له جددا ... واستقبل العيش في إفطاره رغدا
وقوله في التهنئة بالأضحى:
مرجيك وصابيكا ... بذا الأضحى يهنيكا
وقد أوجز إذ قال ... مقالا وهو يكفيكا
أراني الله أعداء ... ك في حال أضاحيكا
منصور بن كيغلغ: لم سمع له أبلغ وأظرف من قوله في الجمع بين الإلف والكأس:
خنت الذي أهوى من الناس ... ونمت عن جودي وعن بأسي
يوم أرى الدجن ولا أرتوي ... من ريق إلفي ومن كأسي
يتبع إن شاء الله،،،
¥