قائلتها البشارة أو النِّذاره خاصة، وأما استفادة الأحكام فلا.
دمت سالمة
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 04:23 ص]ـ
حياك الله يا ابن أخي
يبدو لي أنك قد وجدت عليَّ هذه المرة
فلك العتبى يا سيدي حتى ترضى:)
رائع ما تصنعه ...
لم ولن انسى
ولكن دعك من الكره "الأعمى" واذكر لنا جميل ابن الفارض وغزله المتعفف، يا له من سماء تحوم حولها النجوم الزاخرات بالرقة واللطافة
دعك من تصوفه واذكر رقيق شعره وانيق نظمه ...
الم تقرأ قوله؟
شربنا على ذكرِ الحبيبِ مدامةً = سكرنا بها من قبلِ أن يخلق الكرْمُ
لها البدرُ كأسٌ وهي شمس يديرها = هلالٌ وكم يبدو إذا مزجتْ نجمُ
ولولا شذاها ما اهتديتُ لحانها = ولولا سناها ما تصوَّرها الوهمُ
ومنها:
ولو عبقتْ بالشرقِ أنفاسُ طيبها = وفي الغربِ مزكومٌ لعادلهُ الشمُّ
تهذِّبُ أخلاقَ الندامى فيهتدي = بها لطريقِ العزمِ من لا له عزمُ
الم تقرأ قوله
وحياتكم وحياتكم قسما وفي = عمري بغير حياتكم لم احلف
لو ان روحي في يدي ووهبتها = لمبشري بقدومكم لم انصف
ما اروعه من شاعر
ان كنت تكرهه لتصوفه، ايضا كان عليك عدم ذكر الاخطل لنصرانيته وغيره من الشعراء.
هذا وانا ابن اخيك لا تلبي طلبي حمدا لله لم اكن من ابناء عمومتك
دمت عادلا
السلام
ليس كرهي لابن الفارض كرها أعمى كما تحسب بل هو كره على بصيرة أساسها الولاء والبراء والحب في الله والبغض في لله
وسبق أن نقلت لك قول أهل العلم المحقيقين في عقيدة ابن الفارض ومذهبه في وحدة الوجود والحلول ولاتحاد وأنها اعتقادات كفرية نسأل الله العافية
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=20133
ولا تفهم من قولي إني أكره ابن الفارض أنني أقول أنه ليس بشاعر بل على العكس فهو شاعر حسن الديباجة وهذا ما يقتضيه الإنصاف
أما احتجاجك عليَّ بالأخطل ونصرانيته فمردود من وجوه مع كرهي أيضا للأخطل لنصرانيته
أولا: الأخطل من شعراء عصر الاحتجاج اللغوي ومدارسة أشعارهم واجب على الكفاية فأين لابن الفارض تلك المزية
ثانيا: الأخطل لم يكن يذكر نصرانيته في شعره إلا نادرا فجل شعره في الأغراض الشعرية المشهورة
على خلاف ابن الفارض فقد تغنى بمذهبه وتصوفه الفاسد في كثير من شعره حتى اشتهر بأنه أمير العاشقين ويقصدون بذلك العشق أو الحب الألهي
حتى قال الذهبي عن شعره: شابه بالاتحاد في ألذ عبارة وأرق استعارة كالفالوذج مسموم.
وها أنت يا أخي وقعت في شركه
دعك من تصوفه واذكر رقيق شعره وانيق نظمه ...
الم تقرأ قوله؟
شربنا على ذكرِ الحبيبِ مدامةً = سكرنا بها من قبلِ أن يخلق الكرْمُ
لها البدرُ كأسٌ وهي شمس يديرها = هلالٌ وكم يبدو إذا مزجتْ نجمُ
ولولا شذاها ما اهتديتُ لحانها = ولولا سناها ما تصوَّرها الوهمُ
ومنها:
ولو عبقتْ بالشرقِ أنفاسُ طيبها = وفي الغربِ مزكومٌ لعادلهُ الشمُّ
تهذِّبُ أخلاقَ الندامى فيهتدي = بها لطريقِ العزمِ من لا له عزمُ
فهذه القصيدة تدور حول اعتقاداته
وإلا فما تعليلك لقوله (سكرنا بها من قبل أن يخلق الكرم)؟ وقوله في ذات القصيدة
صفاءٌ ولا ماءٌ ولُطْفٌ ولا هَواً ... ونورٌ ولا نارٌ وروحٌ ولا جِسْمٌ
تَقَدّمَ كُلَّ الكائناتِ حديثُها ... قديماً ولا شكلٌ هناك ولا رَسم
وقامت بها الأشياءُ ثَمّ لحكمَةٍ ... بها احتَجَبَتْ عن كلّ من لا له فَهْمُ
وهامتْ بها روحي بحيثُ تمازَجا ... إتِحاداً ولا جِرْمٌ تَخَلّلَه جِرْم
ويقول
وقد وَقَعَ التفريقُ والكُلّ واحد ... فأرواحُنا خَمْرٌ وأشباحُنا كَرْم
أقول لك خذ هذه الأبيات وسل رجلا من أهل العلم المحقيقين عن معناها وأنا في انتظار سماع إجابته
أما البيتان الآخران
وحياتكم وحياتكم قسما وفي = عمري بغير حياتكم لم احلف
لو ان روحي في يدي ووهبتها = لمبشري بقدومكم لم انصف
ففيهما حلف بغير الله وهذا لا يجوز
يقول الذهبي في ترجمته
ابْنُ الفَارِضِ، عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُرْشِدٍ الحَمَوِيُّ
شَاعِرُ الوَقْتِ، شَرَفُ الدِّيْنِ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُرْشِدٍ الحَمَوِيُّ، ثُمَّ المِصْرِيُّ، صَاحِب الاتِّحَادِ الَّذِي قَدْ مَلأَ بِهِ التَّائِيَّةَ.
تُوُفِّيَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ، وَلَهُ سِتٌّ وَخَمْسُوْنَ سَنَةً.
رَوَى عَنِ: القَاسِمِ ابن عَسَاكِرَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: المُنْذِرِيّ.
فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي تِلْكَ القصيدَة صرِيح الاتِّحَاد الَّذِي لاَ حِيْلَة فِي وُجُوْدِه، فَمَا فِي العَالِمِ زَنْدَقَةٌ وَلاَ ضَلاَلٌ، اللَّهُمَّ أَلْهِمْنَا التَّقْوَى، وَأَعِذْنَا مِنَ الهَوَى، فَيَا أَئِمَّةَ الدِّيْنِ أَلاَ تَغضبُوْنَ للهِ؟! فَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ.
تُوُفِّيَ: فِي جُمَادَى الأُوْلَى، وَقَدْ حَجَّ وَجَاورَ، وَكَانَ بِزَنق الفَقْر.
وَشعره فِي الذِّرْوَةِ، لاَ يُلْحَق شَأْوُهُ.
انظر إلى إنصاف الذهبي
لم ينقص من قدر شعره لأجل قبح مذهبه
ولم يغفل الحكم على فكره في قصائده لأجل حسن صنعته
هذا هو الإنصاف
قال تعالى (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ)
فسماهم شعراء مع ما وصفهم به من قبح
هل يراد منا أن نحكم على الشعر من خلال هيكله الخارجي من ألفظ وصور وتفعيلات دون أن نحكم على أفكاره ومعانيه؟
لا أرى ذلك إنصافا
دمت موفقا
¥