تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأما سبب التنزيل، فإنه يعني الجوَّ الذي استدعى نزول النص، واستوجب ورده، وله تأثير على النصِّ من حيث وجوده وعدمه، انطلاقًا من معنى السبب الاصطلاحيِّ الذي يراد به الشي الذي يلزم من وجوده وجود المسبب، ويلزم من عدمه عدم المسبب.)

فما تعليقكم على ما رآه الباحث هنا؟

ـ[محمد كالو]ــــــــ[09 Jul 2007, 12:40 م]ـ

أقول في هذا المجال:

إن التفسير ينظر إلى أسباب النزول بأنها أسباب تاريخية خاضعة للظروف، وللبيئة وللزمان والمكان، تسري عليها ما يسري على غيرها من النسبية وعدم الإطلاق، بمعنى أن تلك الأسباب استدعت نزول وورود النص لظروف معينة، فإذا ما تولت تلك الظروف، ينبغي أن يتولى معها النص الشرعي مطلقاً.

وقال سامر إسلامبولي في كتابه: ظاهرة النص القرآني تاريخ ومعاصرة (صفحة 130)::

لا يصح استخدام كلمة (سبب) على نزول التشريع، لأن السبب هو: ما يلزم من وجوده الوجود ومن عدمه العدم ... والأصح إطلاق كلمة (تاريخية نزول التشريع) التي تفيد دلالة الوقت، والحدث المناسب الذي تم اختياره من قبل الخالق، لينزل النص التشريعي بصياغة مناسبة فوراً.

إن هذه الوجهة في تكييف علاقة النص بسببه تنظر إلى أسباب النزول بأنها أسباب، وإن كانت تاريخية، إلا أنها فوق التاريخ ذاته، لا تخضع ما تخضع له الأسباب التاريخية من النسبية والجزئية الحقيقية،فهي حاكمة على التاريخ وليس العكس، لأن مصدره وجد قبل أن يوجد التاريخ، بل هو الذي أوجد التاريخ، وهو الذي يصنع التاريخ ويؤثر في التاريخ، ولا يمكن الاستناد إلى التاريخ في تفسيره.

والسبب في هذا أن الأسباب في نظرنا إذا كانت تاريخية فإنها تعني أن النص الذي ارتبط ورودها ونزولها بها يجب أن يكون تاريخياً أيضاً، ومعروف أن التاريخ أحداث في الماضي، لا ينبغي إسقاطها على الحاضر، وليس ذلك النص الشرعي، فإنه نص للماضي وللحاضر وللمستقبل،ولا يحكمها أحداث تاريخية معينة بل فوق كل الأحداث والظروف، والنص كان سيرد ولو لم يكن هناك ذلك الجزئي المسمى بالسبب، ويعني هذا أن النص الشرعي يمثل خطاب الإله الموجه إلى العالم القائم وقت نزوله، وإلى العالم الذي سيأتي من بعده وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

فأسباب النزول نماذج ودلائل وأمارات على أسباب حقيقية، يتوقف إدراكها على إدراك هذا النموذج، مما يعني ضرورة النظر إلى الأسباب على أنها أدوات معينات ومساعدات على حسن فهم النص الشرعي، وإدراك مراميه، ومغازيه وأبعاده، ورحم الله الإمام الدهلوي الذي كشف النقاب عن هذا الأمر في كتابه القيم (الفوز الكبير في أصول التفسير: 31 وما بعدها).

وقد رأيت أن يكون المصطلح البديل لأسباب النزول هو (مناسبات النزول) وتدرس هذه المناسبات في مجال الاجتهاد في أمور التشريع والدعوة الإسلامية، وفي مجال تدبر القرآن الكريم، لأن معانيه وإن جردت من ملابسات الزمان والمكان، إلا أنها تصلح لكل زمان ومكان.

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 Dec 2008, 08:31 ص]ـ

يرفع لمزيد من النظر، وطلباً لتعليق أعضاء الملتقى المتخصصين.

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[22 Dec 2008, 08:39 ص]ـ

والباحث هو د. قطب مصطفى سانو، في بحثه: "ضوابط منهجيَّة للتعامل مع النصِّ الشَّرْعِيّ".

ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[22 Dec 2008, 02:43 م]ـ

نتفق مع قاله الدكتور قطب مصطفى سانو، والأستاذ سامر الإسلامبولي تمام الاتفاق!

ولقد قالا فأوفيا, ونزيد على ذلك نقطة صغيرة, وهي أهمية ذلك بالنسبة للإنسان العامي, فإذا قلنا له سبب النزول, ارتبط مفهوم الآية في ذهنه بهذه الحادثة, ومن ثم قد يعزلها عن واقعه, بخلاف إذا ما قلنا أنها مناسبة النزول! فلا تنحصر عنده في الماضي!

ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[23 Dec 2008, 03:18 ص]ـ

جزاكم الله خيرا شيوخنا الأفاضل

...

وبما أن الموضوع للمدارسة والإثراء أذكر وجهة نظر أحد أساتذتي من أهل العلم والخلق والفضل وفقه الله؛ قال بما معناه: من الخطإ قول "أسباب النزول" والصواب "مناسبات النزول" لأن أحكام الله عز وجل لا تعليل لها ولا أسباب.

فما رأي شيوخنا الأفاضل هنا، لا سيما والشيخ مقر ومثبت بداهة لحكمة الله عز وجل؟

ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[09 Jan 2009, 01:23 ص]ـ

الحمد لله وحده، والصلاة على من لا نبي بعده،

وبعد،،،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير