اذا فالرواية عن المعصوم ردها لا لسبب الا أنها وافقت كلام أهل السنة!! وهذه الطريقة مألوفة عنهم ولكن الذي يهمنا هو: كلام المعصوم الذي يجب ان يكون صحيحا وفي نسق واحد أين هو؟ اين الصفاء الذي سمى التفسير لأجله؟.
ومن الملاحظ انه يمضي في تفسير السورة فلا تراه يستشهد من الآثار الا قليل كما في سورة الكهف وفي أخر اجزاء القران فانه مع نقله عن العديد من التفاسير والكتب الا انه لا يروي شيء في التفسير او لا يورد الرواية اصلا وينقل من التفاسير.
اذا نلاحظ من تفسير الصافي ما يلي:
1 - لم يلتزم بان يكون التفسير كله عن طريق أهل البيت.ويظهر هذا من المقدمة الاخيرة. وهو خلاف ما اقره في اول كلامه عن من يحق له تفسير القرآن.
2 - قال بالتحريف وعقد لها مقدمة يدافع عن التحريف ويرد على من لم يقل به
3 - أخبار التفسير كلها آحاد ويروي المتضارب ولا يعرف له منهج في قبول الاخبار او ردها.
تفسير الأصفى: وهو مختصر لتفسير الصافي ووضع فيه خلاصة القول.فطرح من اقوال المعصوم ما طرح وأثبت ما يوافق رأيه فمنه:
" (وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح). قال: " هو ولي أمرها ". وقال: " يعني الأب والذي توكله المرأة وتوليه أمرها، من أخ أو قرابة أو غيرهما " (53)
قلت وهذا إذا قورن بما ورد في الصافي يلاحظ طرح بعض الاقول والأخذ بأشمل مما فسره هو إذ قال في الصافي "الولي الذي يلي عقد نكاحهن". تخصيصا وهنا وضع معنى أعم وأشمل.
وعند كلامه في خلق زوج آدم قال:
". (وخلق منها زوجها). هي حواء. قال: " إن الله تبارك وتعالى قبض قبضة من طين فخلطها بيمينه - وكلتا يديه يمين - فخلق منها آدم، وفضل فضلة من الطين، فخلق منها حواء ".وفي رواية: " إنها خلقت من باطنه، ومن شماله، ومن الطينة التي فضلت من ضلعه الأيسر ". أقول: لعل تأويل الضلع الأيسر الجهة التي تلي الدنيا، فإنها أضعف من الجهة التي تلي العقبى، ولذلك تكون جهة الدنيا في الرجال أنقص من جهة العقبى، وبالعكس منهما في النساء. (وبث منهما): نشر (رجالا كثيرا ونساء). قال: " إن الله عز وجل أنزل على آدم حوراء من الجنة، فزوجها أحد ابنيه، وتزوج الآخر ابنة الجان، فما كان في الناس من جمال كثير، أو حسن خلق، فهو من الحوراء، وما كان فيهم من سوء خلق، فهو من ابنة الجن " (54).
فطرح القول انها خلقت من آدم ورجح انها خلقت من طينته واخذ برواية ان اولاد آدم تزوجوا حوريات وجان على رواية انهم انما تزوجوا جنيات وقال سوء خلق هذه ليست في رواياتهم وانما في الروايات خفة او سفه وحدة.
ومع انه يختصر الروايات في الأصفى إلا أنه يذكرها إن كانت في التحريف. ومثال ذلك:" (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) قال: (في علي) 2. كذلك نزلت. (وان لم تفعل فما بلغت رسالته): ان تركت تبليغ ما أنزل إليك في ولاية على وكتمته، كنت كأنك لم تبلغ شيئا من رسالات ربك. (والله يعصمك من الناس): يمنعك من أن ينالوك بسوء (ان الله لا يهدى القوم الكافرين) وقال في حديث: (ثم نزلت الولاية وانما أتاه ذلك يوم الجمعة بعرفة، أنزل الله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) 3. وكان كمال الدين بولاية علي بن أبي طالب - صلوات الله عليه -. فقال عند ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أمتي حديثوا عهد بالجاهلية، ومتى أخبرتهم بهذا في ابن عمى، يقول قائل، ويقول قائل. فقلت في نفسي من غير أن ينطق به لساني. فأتتني عزيمة من الله بتلة 4 أوعدني ان لم أبلغ أن يعذبني. فنزلت: (يا أيها الرسول) الآية. فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي عليه السلام .. " (55) ثم يورد الروايات التي يزعمها الشيعة في غدير خم وتنصيب علي رضي الله عنه وصيا للرسول. والمذكور فيه طعن في القران وطعن في النبي صلى الله عليه وسلم وطعن في الصحابة رضي الله عنهم.كعادتهم
وبما أنه مختصرا عن الصافي فله نفس خصائص الصافي إلا أنه لا يورد منالاقوال الا ارجحها عنده ,
************************************************** **************************************************
47 - سورة البقرة الاية 237
48 - هنا خلل بنقل الكاشاني عن مجمع البيان للطوسي خلاصته أن الطوسي ذكر القول الأول الولي ثم ذكر القول الآخر بأنه الزوج. فلما اقتبس الكاشاني كلام الطوسي اقتبس القول الثاني فأصبح القول عن الأول يفهم أن الطبرسي يقول إنه علي رضي الله عنه لتصرفه بنقل الطبرسي بالتقديم والتأخير وابقاء الاشارة للقول الراجح عنده وهو الاول بترتيب الطبرسي الثاني بتصرف الكاشاني , وهذا كلام الطبرسي:
" (أو يعفو) أي: يترك ويهب (الذي بيده عقدة النكاح). قيل: هو الولي، عن مجاهد وعلقمة والحسن، وهو المروي عن أبي جعفر، وأبي عبد الله، وهو مذهب الشافعي، غير أن عندنا الولي هو الأب، أو الجد مع وجود الأب الأدنى على البكر غير البالغ. فأما من عداهما فلا ولاية له إلا بتوليتها إياه. وقيل: هو الزوج ورووه عن علي، وسعيد بن المسيب وشريح وإبراهيم وقتادة والضحاك، وهو مذهب أبي حنيفة، ورواه أيضا أصحابنا غير أن الأول أظهر، وهو المذهب ".تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي - ج 2 - ص 125.
49 - التفسير الصافي ج 1 - ص 266 - 267
50سورة النساء الاية 1
51 - التفسير الصافي ج 1 - ص 413 - 415 اعتذر لايراد النص كاملا على غير ما يؤلف من البحوث من الاقتصار على ما يلزم المبحث وانما أوردته كما هو لامر يتعلق لتهمهم الدائمة بان من ينتقدهم يستقطع النصوص ويبتر ما يغير معانيها.
52 - التفسير الصافي ج1 ص 418
53التفسير الأصفى ج 1 - ص 113
54 - التفسير الأصفى ج 1 - ص 191 - 192
55 - التفسير الأصفى ج 1 - ص 285
¥