ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[04 Jun 2010, 11:45 ص]ـ
بعد استعراض تفاسير الإمامية الإثني عشرية التي كان يغلب عليها النقل عن أهل العصمة عندهم نجد أنها ليست سمة كل تفاسيرهم ,بل قديما وحديثا ألف الإثني عشرية تفاسير على غرار تفاسير أهل السنة.
واتسمت هذه التفاسير بطريقة غريبة وهي سرد الأقوال وأدلتها ثم بعد ذلك نسبة قول الإثني عشرية لأهل البيت وترجيحه. وقد لا يساق لذلك القول دليل كما سيق ونوقش في باقي الأقوال وإنما يكتفى بنسبة القول الى من ينسب اليه من المعصومين عندهم.
وهذه التفاسير هي على غرار كتب الفقه التي الفها الإثني عشرية والتي ذكروا أقوال أهل السنة كالحلي وغيره. وهذه التفاسير أغلبها لا تتعرض لما تتعرض له تفاسير المأثور عندهم من أقوال غريبة , وكأنها موجة لأهل السنة لإستراج محبتهم. وإلا فبعضها تجده في أبواب من التفسير يتعرض لنصرة مذهبه أكثر مما يتعرض للتفسير ,كما سأبين إن شاء الله تعالى.
مجمع البيان للطبرسي. وهو لابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي توفي سنة (547) هجريا
ومن يتتبع التفسير من المقدمة يجد أن الكاتب قد ذكر اقوالا عن غير المعصومين عندهم على أن ذلك ناديا ما يحث في التفاسير التي سبق استعراضها. فلم نجد منهم من ينقل عن الصحابة إلا القليل كما في تفسير فرات بن ابراهيم الكوفي عندما ذكر روايات عديدة عن ابن عباس رضي الله عنه, مع أن بعضها كتفسير الصافي للفيض الكاشاني قد استهجن من المسلمين أخذهم وسؤالهم التفسير للصحابة وقد ذكر منهم ابن مسعود.
وفي مقدمة التفسير يذكر أن القول بعدم الزيادة والنقصان ليس هو أمر مرفوض ناقلا كلاما عن الشريف المرتضى حيث يقول:
"ومن ذلك: الكلام في زيادة القرآن ونقصانه فإنه لا يليق بالتفسير. فأما الزيادة فيه: فمجمع على بطلانه. وأما النقصان منه: فقد ررى جماعة من أصحابنا، وقوم من حشوية العامة، أن في القرآن تغييرا أو نقصانا، والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه، وهو الذي نصره المرتضى، قدس الله روحه، واستوفى الكلام فيه غاية الاستيفاء في جواب المسائل الطرابلسيات، وذكر في مواضع أن العلم بصحة نقل القرآن ......
ج1ص42و43
وحقيقة نجد أنالقليل من الإثني عشرية من لا يعتقدون التحريف وما سبق سرده يوضح ذلك.
يتبع ........
و
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[05 Jun 2010, 10:39 م]ـ
وفي مقدمة التفسير نجد الطبرسي قد تكلم عن عد الآيات وكما هو منهج الإثني عشرية فإن ترجيحه لعد دون آخر هو من ما يتعلق بمذهبهم ولما نقل العد الكوفي في رواية عن علي رضي الله عنه رجحها دون غيرها , فنجده يقول:
" [الفن الأول]: قي تعداد أي القرآن، والفائدة في معرفتها: إعلم أن عدد أهل الكوفة أصح الأعداد وأعلاها إسنادا، لأنه ماخوذ عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وتعضده الرواية الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم" (1) ونجده كذلك في المقدمة تكلم عن إعجاز القران ورده الى الفصاحة والبديع والصرفة فقال:"والصرفة: وهو ان الله تعالى صرف العرب عن معارضته، وسلبهم العلم الذي به يتمكنون من مماثلته، في نظمه وفصاحته" (2) ,والطبرسي يتتبع القراءات ويذكرها ولا ينكرها وقد أشار في المقدمة الى أن الأئمة قبلت القراءات.
يتبع ...............
1 - تفسير الطبرسي ج1 ص36 (المقدمة)
2 - تفسير الطبرسي ج1 ص42. ورد الإعجاز الى الصرفة مذهب لا يليق بالقران , ومعنى ذلك أن الله سلب منهم قدرتهم على معارضتهم ,وهذا سبب عجزهم , وهذا الكلام مردود لأنه من المعلوم أن العرب لم تستطع مثله في الجاهلية ,وهم من كانوا يتبارون بنظم الشعر والخطب ويتباهون بفصاحتهم وبلاغتهم , فلو كان من جنس مقدورهم لما كان له ذلك الأثر على قلوبهم ,وأما القران فلا تقتصر آياته على البلاغة والفصاحة بل تعدته لعدة أمور منها أثره في النفوس وخلوه من الأخطاء مطلقا وصدقه في القصص وما يخبر الناس عنه من أحوال دنياهم ... , والله تعالى أعلم.