على ما تقدّم بيانه في آية المواريث. وقيل: ليس هنا نسخ، وإنما معناه في النصرة والمعونة؛ كما تقدّم في «النساء». {وَ?لَّذِينَ آمَنُواْ} ابتداء والخبر {مَا لَكُمْ مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ} وقرأ يحيى بن وثَّاب والأعمش وحمزة «من وِلايتهم» بكسر الواو. وقيل هي لغة. وقيل: هي من وليت الشيء؛ يقال: ولِيٌّ بيّن الوَلاية. ووالٍ بيّن الوِلاية. والفتح في هذا أبيَن وأحسن؛ لأنه بمعنى النصرة والنسب. وقد تطلق الوِلاية والوَلاية بمعنى الإمارة .............................. الرابعة ـ قوله تعالى: {إِلاَّ تَفْعَلُوهُ} الضمير عائد على الموارثة والتزامها. المعنى: إلا تتركوهم يتوارثون كما كانوا يتوارثون؛ قاله ?بن زيد. وقيل: هي عائدة على التناصر والمؤازرة والمعاونة و?تصال الأيدي.
ولتراجع الآية وكلام القرطبي رحمه الله ففيها تنوع استخدام أهل العلم لمعنى الولاء للكثير من معانيه ...
الإمام البغوي:
1 - {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ}، في العون والنصرة ويدهم واحدة على المسلمين، {وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ}، فيوافقهم ويعينهم، {فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ ?للَّهَ لاَ يَهْدِى ?لْقَوْمَ ?لظَّـ?لِمِينَ}.
{فَتَرَى ?لَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ}، أي: نفاق يعني عبد الله بن أُبي وأصحابه من المنافقين الذين يُوالون اليهود، {يُسَـ?رِعُونَ فِيهِمْ}، (أي:) في معونتهم وموالاتهم، {يَقُولُونَ نَخْشَى? أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ}، دولة، يعني: أن يدول الدهر دولته فنحتاج إلى نصرهم إيّانا، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: معناه نخشى أن لا يتمّ أمر محمد فيدور الأمر علينا، وقيل: نخشى أن يدور الدهر علينا بمكروه من جدب وقحط، ولا يعطنا الميرة والقرض، {فَعَسَى ?للَّهُ أَن يَأْتِىَ بِ?لْفَتْحِ}، قال قتادة ومقاتل: بالقضاء الفصل من نصر محمد على من خالفه، وقال الكلبي والسدي: فتح مكة، وقال الضحاك: فتح قرى اليهود مثل خيبر وفدك، {أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ}، قيل: بإتمام أمر محمد، وقيل: (هذا) عذاب لهم، وقيل: إجلاء بني النضير، {فَيُصْبِحُواْ}، يعني: هؤلاء المنافقين، {عَلَى? مَآ أَسَرُّواْ فِى? أَنفُسِهِمْ}، من موالاة اليهود ودسّ الأخبار إليهم، {نَـ?دِمِينَ}.
2 - {أُوْلَـ?ئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ}، دون أقربائهم من الكفار. قيل: في العون والنصرة. وقال ابن عباس: في الميراث وكانوا يتوارثون بالهجرة، فكان المهاجرون والأنصار يتوارثون دون ذوي الأرحام، وكان من آمن ولم يهاجر لا يرث من قريبه المهاجر حتى كان فتح مكّة انقطعت الهجرة وتوارثوا بالأرحام حيث ما كانوا، وصار ذلك منسوخاً بقوله عزّ وجلّ: {وَأُوْلُواْ ?لأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى? بِبَعْضٍ فِي كِتَـ?بِ ?للَّهِ} (الأنفال: 75)، {وَ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلـ?يَتِهِم مِّن شَىْءٍ}، يعني: في الميراث، {حَتَّى? يُهَاجِرُواْ}، قرأ حمزة: {وَلـ?يَتِهِم} بكسر الواو والباقون بالفتح، وهما واحد كالدلالة والدلالة. {وَإِنِ ?سْتَنصَرُوكُمْ فِى ?لدِّينِ}، أي: استنصركم المؤمنون الذين لم يهاجروا ...
والله الموفق
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[28 Jul 2007, 07:41 م]ـ
مالي لا أجد الإخوان يتفاعلون مع الموضوع؟!
على العموم سأختم هذه التعليقات ببيان بعض ما يستند اليه الشيخ في هذا المبحث ...
علما بانني أحرص على أن يكون الطرح جديدا ما أمكن لأني اعلم أن كثيرا مما قيل في هذه المسالة لا يخفى على إخواني فضلا عن شيخنا وفقه الله صاحب المبحث الذي أعلق عليه ..
ـ[رجل من أقصى المدينة]ــــــــ[02 Aug 2007, 08:19 ص]ـ
إن المشكلة أحيانا هي أن تهيمن فكرة معينة على رأس الباحث عند بحثه فيتخذها مرتكزا ويجعلها منطلقا، وهذا يحعل الباحث أحيانا في تعامله مع النصوص وأقوال أهل العلم حاكما عليها لا محتكما إليها وهو أشبه بمن قيل فيه اعتقد ثم استدل، ولذا تجده يعتصر النص أوالنقل حتى يخرج بما يشبه الفكرة التي سيطرت عليه فإن وجد فيها إشارة أو ذكر لما يريد ولو لم يكن له صله بالموضوع نفخ فيه وسلط الضوء عليه ولذا تجده يحيط بالنص إحاطة المعصم باليد فيوجه القارئ قبل النقل وبعده وربما أثناءه ويفسر قول العالم في هذا المكان بقول آخر له في سياق مختلف بل لعله بنقل لعالم آخر ليتصور القارئ وكأنه أمام سياق واحد في نقل واحد فلا يعطي للقارئ فرصة أن يتأمل المعنى أو يتدبر ما أمامه، وهو مع كل ذلك لا يدعي انه استنباط أو تأويل أو ملحظ بل يزعم دائما انه نص الآية ومنطوق العالم ...
أظنك كنت في غنية عن أن تقفو ما ليس لك به علم!
وليس بك حاجة إلى الدخول في ما كان يدور في نفس الشيخ ويهيمن على عقله! لأنك لستَ طبيباً نفسياً، ولم تعرض لنا الأشعة الضوئية والتلفزونية والمقطعية (والتخرصية) لعقل الشيخ، وهل استدل ثم اعتقد؟ أو اعتقد ثم استدل؟
فهذه الأساليب يحسنها كل أحد!
فليس الشيخ عاجزاً أن يقول لك: (إن المشكلة أحيانا هي أن تهيمن فكرة معينة على رأس الباحث عند بحثه .... ) وحينها ستنبري لتذكرنا بأنه لا يعلم الغيب إلا الله، وأنه لا يجوز أن نشق قلوب الناس ونخبر عن نواياهم .. و .. و ..
أما الشيخ عبد الله بن محمد القرني فرجلٌ مُلِأَ علماً وفهماً وذكاءً، مكينٌ في تخصصه، مليءٌ في بحثه، عميقٌ في استدلاله.
ثم هو قبل ذلك وبعده بشرًٌ يصيب ويخطئ، لكنه ليس جاهلاً يُفَرَّقُ له بين الاعتقاد والاستدلال!
¥