ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[27 Aug 2007, 02:56 م]ـ
بارك الله فيك
لعلى أفهم أنه من عطف الجزء على الكل أو الخاص على العام هو ماجاء فى الآية "وملائكته ورسله وجبريل "فان جبريل من الملائكه وقد عطف اسمه عليهم , نعم أخى ولكنى أيضا أفهم أن افراد ذكره عطفا على جنسه يدل على خصوصية له فى الموضوع الذى نحن بصدده فالحديث ليس فى كونه من الملائكة أم لا ,ولكن فى الرد على من خصوه بعداوة. فهو نوع من المغايرة التى يقتضيها العطف فى لسان العرب
وحتى ان كان كما فهمت منك فكيف يخرج عطف نصير على ولى وهل ينقاس على ماذهبت اليه , ولملذا تكرر حرف النفى لنفى الولى أولا , ثم ينفى أيضا كون أن هناك نصيرا من دون الله حينئذ.
وشكر الله لك حسن سؤالك , وأدعو معك مشائخنا الكرام للتفضل بتوضيح مدى صحه ماذهبت اليه.
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[10 Sep 2007, 10:27 ص]ـ
وفيك بارك أخي الكريم
ما أحببت أن أشير إليه أن العطف وإن كان يدل أحيانا على المغايرة إلا أنه لا يلزم منها التباين بالضرورة ...
وهذا كما في قوله سبحانه: (خلق السموات والأرض) وقوله تعالى: (لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير) فالعطف هنا يقتضي المغايرة والمغايرة تقتضي التباين فليست الأرض هي السماء او جزءا منها ....
وقد يكون عطفا يقتضي المغايرة بين متلازمين حتى وإن كان ثمة تباين بينهما ...
وقد يكون عطفا يقتضي المغايرة ولا يلزم منها ذلك بل تكون كما تفضلتم لخصوصية المذكور وإبرازه ومنها عطف الجزء على الكل وعطف الخاص على العام كقوله سبحانه: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) ..
والعطف في هذه الآية قد يكون من هذا الباب ... والله أعلم
ولما كان الولاء أعم من النصرة جاز استعماله في غيرها فيكون هنا الولي بمعنى آخر غير النصرة كالشفيع وغيره ويكون ذكر النصرة لمعنى زائد عن ذلك ولقد ذكر العلماء شيئا من ذلك في تفسير مثل هذه الآيات ..
قال أبو السعود في تفسيره: (من ولي ولا نصير) ينقذهم من العذاب بالشفاعة أو المدافعة ..
وقال البيضاوي: " (وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير) وإنما هو الذي يملك أموركم ويجريها على ما يصلحكم والفرق بين الولي والنصير أن الولي قد يضعف عن النصرة والنصير قد يكون أجنبيا عن المنصور فيكون بينهما عموم من وجه"
وقال الألوسي: الولي المالك والنصير المعين والفرق بينهما أن المالك قد لا يقدر على النصرة أو قد يقدر ولا يفعل والمعين قد يكون مالكا وقد لا يكون بل يكون أجنبيا والمراد من الآية الاستشهاد على تعلق إرادته تعالى بما ذكر من الإتيان بما هو خير من المنسوخ أو بمثله فإن مجرد قدرته تعالى على ذلك لا يستدعي حصوله البتة إنما الذي يستدعيه كونه تعالى مع ذلك وليا نصيرا لهم فمن علم أنه تعالى وليه ونصيره لا ولي ولا نصير له سواه يعلم قطعا أنه لا يفعل به إلا ما هو خير له فيفوض أمره إليه تعالى
والشاهد من هذا أن الولي لما كان استعماله على معاني كثيرة سواء في أصل الوضع أو في الاصطلاح فقد يستعمل في غير النصرة كمعنى مغاير له وتكون النصرة في معناها المختص بها والله أعلم
وأرجوا أن لا نكون قد اجتررنا إلى ما لا نحسن والله المسعان