تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[05 Aug 2007, 09:45 م]ـ

" يقول لمشركي قريش: وإن كنتم لا تعلمون أن الذين كنا نرسل إلى من قبلكم من الأمم رجال من بني آدم مثل محمد صلى الله عليه وسلم وقلتم: هم ملائكة: أي ظننتم أن الله كلمهم قبلافاسألوا أهل الذكر، وهم الذين قد قرءوا الكتب من قبلهم: التوراة والإنجيل، وغير ذلك من كتب الله التي أنزلها على عباده.

وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل. "1

وروى خلاف ذلك عن ابي جعفر أن أهل الذكر أهل البيت. وآفة الرواية جابر الجعفي.

وروى عن ابن زيد ان الذكر القرآن.

" وقوله (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) يقول للقائلين لمحمد صلى الله عليه وسلم في تناجيهم بينهم: هل هذا إلا بشر مثلكم، فإن أنكرتم وجهلتم أمر الرسل الذين كانوا من قبل محمد، فلم تعلموا أيها القوم أمرهم إنسا كانوا أم ملائكة، فاسألوا أهل الكتب من التوراة والإنجيل ما كانوا يخبروكم عنهم."2

" قال أبو جعفر: أراه أنا قال: يخبروكم أن الرسل كانوا رجالا يأكلون الطعام، ويمشون في الأسواق.

وقيل: أهل الذكر: أهل القرآن."3

قال ابن كثير:

" يعني: أهل الكتب الماضية ..........................................

وهكذا روي عن مجاهد، عن ابن عباس، أن المراد بأهل الذكر: أهل الكتاب. وقاله مجاهد، والأعمش.

وقول عبد الرحمن بن زيد -الذكر: القرآن واستشهد بقوله: {إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]-صحيح، [و] لكن ليس هو المراد هاهنا؛ لأن المخالف لا يرجع في إثباته بعد إنكاره إليه."4

ثم ذكر ابن كثير توجيها لرواية جابر الجعفي وان كانت التوجيه صحيحا فان انفراد جابر الجعفي بالرواية وروايتها مرة عن ابي جعفر ومرة عن علي مع فساد حاله يغني عن الاستشهاد بكلام جابر الجعفي بتخصيص أهل الذكر بالأئمة المخصوصين عندهم. ولذا لم يعطيه ابن الجوزي اهتماما ولا عده من الأقوال.

اما قول ابن زيد فقد ذُكر انه وجهها للأجماع على أن الذكر في قوله تعلى:" بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" [النحل/44]

تفسير البغوي

"أي:اسألوا أهل العلم من الأمم كاليهود والنصارى وسائر الطوائف: هل كان الرسل الذين أتوهم بشرًا أو ملائكة؟ إنما كانوا بشرًا، وذلك من تمام نِعمَ الله على خلقه؛ إذ بعث فيهم رسلا منهم يتمكنون من تناول البلاغ منهم والأخذ عنهم."4

" {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ} يعني مؤمني أهل الكتاب، {إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} "5

وقال ابن الجوزي:

." {فاسألوا} يامعشر المشركين {أهل الذكر} وفيهم أربعة أقوال:

أحدها: أنهم أهل التوراة والإِنجيل، قاله أبو صالح عن ابن عباس

. والثاني: أهل التوراة، قاله مجاهد

. والثالث: أهل القرآن، قاله ابن زيد.

والرابع: العلماء بأخبار من سلف، ذكره الماوردي."6

وعامة أهل التفسير أن أهل الذكر هم أهل الكتب المنزلة قبل النبي صلى الله عليه وسلم.

أما الاستشكال الذي يطرح كيف يسأل أهل الكتاب؟ فالجواب عليه من وجهين:

الأول:ما كان بالنسبة لخصوص السبب:اي يسألوا أهل الكتاب في أن من أرسل إليهم بشر "رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ "7. فان سألوهم أهم بشر أم ملائكة فان أهل الكتاب سيجيبوا: انهم بشر ورجالا يوحى اليهم. فكان سؤال أهل الشرك لأهل الكتاب هو موضع الاستشهاد على ان المرسل بشر يوحى اليه. وهذا واضح من كلام ابن جرير رحمه الله.

الثاني:ما كان بالنسبة لعموم معنى الآية: فان قوله عز وجل اسألوا هي على سبيل الدلالة على الصدق وهي كقوله تعالى:"وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يُعْبَدُونَ"8 وكقوله تعالى:فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ "9 فما شك النبي ولا سأل ولكنه أسلوب القرآن الذي يجعل سامعه يستيقن حقيقة صدق الوحي. فان كان من دعي لاستفسار أول مرة هم كفار قريش فان كفار اليوم يمكنهم ان يستيقنوا من صدق النبي من كون المرسل هو بشر ومن كون القران مصدق لما بين يديه من التوراة والانجيل.

والله أعلم

************************************************** ***************************************

1 - تفسير الطبري - (ج 17 / ص 208)

2 - تفسير الطبري - (ج 18 / ص 413)

3 - تفسير الطبري - (ج 18 / ص 414)

4 - تفسير ابن كثير - (ج 5 / ص 334)

5 - تفسير البغوي - (ج 5 / ص 21)

6 - زاد المسير - (ج 4 / ص 96)

7 - سورة الأنبياء الاية 7

8 - سورة الزخرف الاية 45

9 - سورة [يونس الاية 94

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير