تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال تقي الأئمة العجالي: إن كل من سمع ذلك من العقلاء قبل أن يتلوث خاطره بالاعتقادات التقليدية، فإنه يقطع ببطلان هذه المذاهب، ويتعجب أن يكون في الوجود عاقل تسمح نفسه بمثل هذه الاعتقادات ويلزمهم أن يجوزوا فيما شاهخدوه من الأجسام والأعراض أن تكون كلها معدومة، لأن الوجود غير مدرك عندهم، وإلا لزم أن يرى الله لوجوده، بل إنما يتناوله الإدراك للصفة المقتضاة عندهم وهي صفة التحيز، وهيئة السواد والبياض فيهما، غاية الأمر أن الجوهرية عند بعضهم تقتضي التحيز بشرط الوجود، ولكن الترتيب في الوجود لا يقتضي الترتيب في العلم، كما في صفة الحياة والعلم، فيلزمهم أن يشكوا بعد هذه المشاهدة في وجودها. وكل مذهب يؤدي إلى هذه التمحلات، والخصم مع هذا يريد سفاهة ولجاجا، فالواجب على العاقل الفطن الإعراض عنه والتمسك بقوله تعالى: {فإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلام} ومن ذم من السلف الصالح الكلام والمتكلمين، إنما عنوا أمثال هؤلاء ظاهرا والله الموفق انتهى بحروفه. وهذا كلام أئمة الاعتزال بعضهم في بعض، وفيه اعتراف بذم السلف الصالح للكلام والمتكلمين، وتأويل ذلك بالغلو في الكلام، ومن ذلك ما قدمنا عن القاسم والهادي والناصر من ذم الكلام، وما ذكره صاحب الجامع الكافي عن متقدمي العترة من ذلك كزين العابدين وزيد بن علي والصادق والباقر وعبد الله بن موسى وأحمد بن عيسى والحسن بن يحيى وصنف محمد بن المنصور في ذلك كتاب الجملة والألفة، ونقل عن هؤلاء وغيرهم النهي والكراهية للكلام والخوض فيه، وكذا فقهاء الإسلام وأئمة الحديث وجميع السلف المتقدمين كانوا على ترك هذا، وبعضهم ينهى وبعضهم يقرر الناهي وهو من أصح الإجماعات السكوتية والله أعلم.

90

وما صارت السوفسطائية إلى إنكار العلوم، إلا من شدة البحث بدليل أنه ليس في أهل الجمل من ينكر الضرورة، ولا من ألزم إنكارها

91

ومن لم ينفعه الدواء الرباني والنبوي لم ينفعه الدواء الجبائي والمتّوي. لا يقال أبطلتم النظر كله ببعضه، لأنا لم ننف النظر كله، بل أثبتنا النظر في أوائل الأدلة على طريقة السلف، كما نبه عليه القرآن، وإنما منعنا التعمق في إثبات الأمور الجلية في النظر بطرائق أخفى منها، وبينا بالتجارب وغيرها أن شدة التعمق لا تنفع في الوساوس ولا تداويها، بل تزيدها في حق كثير.

92

والمعجز حادث بالضرورة ومخالف للطبع والعوائد بالضرورة.

92

ولم يقل أحد من جميع فرق المسلمين من المتكلمين وغير المتكلمين إن النظر في فعل الله تعالى المعجز ليس بطريق إلى معرفة الله تعالى.

92

وظهر أن الفرق بين النبي والساحر ضروري، لكنه تارة يرجع إلى العلم ببراءة / النبي ? من علم السحر، كما يعلم الإنسان براءة كثير من أهله وصحبه من ذلك، وهذا يحصل لمعاصريه بالخبرة ولنا بالتواتر وإليه الإشارة بقوله تعالى: {أم لم يعلموا رسولهم فهم له منكرون}، وقوله: {وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون} وذلك لأن السحر ليس من علوم العقل، ولا بد من تعلمه من شيوخه ... وقد ألفت في هذا المعنى مصنفا مفردا سميته (البرهان القاطع في معرفة الصانع وجميع ما جاءت به الشرائع)

93

وممن جود الكلام في النبوات الجاحظ، فيبحث عن كتابه في ذلك

96

وقد ذكر الغزالي شبه السوفسطائية، وذكر أنه لم يتمكن من دفعها من نفسه إلا بنور قذفه الله تعالى في قلبه، وقد شاهدنا من شك في الضروريات من الموسوسين.

99

وكيف يجوز في العادات أن تنصرم الدهور وكتب الله خالية عن التصريح بأمر لا يعرف الله بسواه، ورسله المبعوثة بالهدى لا تذكره لأحد ممن اتبعها وتعلم الهدى منها، وكذلك من عاصرهم وكلام الله أبلغ الكلام، والبلاغة مشتقة من بلوغ المتكلم بكلامه إلى بيان مراده ووضوح مقصده وتخليصه من نقص الخطأ والتقصير عن إصابة الشواكل ولصق المفاصل

99

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير