تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لكن على ماذا اعتمدت بارك الله بيك في قولك أن العقل ليس في القلب بل نقول العقل من القلب؟

أقصد هل هناك نصوص اعتمدت عليها حضرتك؟

والرد على شبهة زراعة القلب لم تغير من الأمر شيئا ,نقول بل هى قدمت الدليل على أنه هناك شيئ فوق القلب المادى وزراعة قلب صناعى قدم دليلا آخر حيث حدث أن الذين زرع لهم قد تغيروا تماما وفقدوا الكلام والفهم وقد تكتمت الدوائر الطبية هذا حتى يدرسوا لما حدث ذلك. وابحث على النت عن القلب الصناعى أو prosthetic heart تجد هذا وان كان فيه شيئ من التعمية خاصة من شركات أنفقت المليارات على الأبحاث ومازالت تأمل فى النجاح

للرد على هذه الشبهة، أنقل لك قول الشيخ الدكتور خالد السبت وقد وضعه احد الأخوة في ملتقى أهل الحديث:

قال الشيخ الدكتور خالد السبت:

الأمرالأول: وهو تحديد المراد بالقلب: والمقصود بهذا الاستفهام هو بيان العضو المسئول عن التأثر والاستجابة الشعورية، وعن المحل الذي يحصل به التعقل والتفكير والفهم، وعن المحل الذي يحصل به العقل والتدبر والإخبات والتوكل والثقة، وما إلى ذلك من الأمور التي نجدها في قلوبنا .. هل هو القلب الذي في الصدر أم هو الدماغ؟؟

أقول: القلب له معنيان [انظر: المقاييس في اللغة]:

المعنى الأول: وهو أن هذه اللفظة تدل على خالص الشيء وشريفه، فالشيء الخالص الشريف يقال له قلب.

والمعنى الآخر: يدل على رد شيء على شيء من جهة إلى جهة، كما أقلب هذه الحقيبة أقول قلبتها، وقلبت الثوب .. فهذا من معاني القلب.

والمقصود هنا: هو المعنى الأول، فقلب الإنسان وقلب غير الإنسان سمي بذلك لأنه أخلص شيء فيه وأرفعه؛ لأن الخالص من كل شئ والأشرف من كل شيء يقال له: قلب .. إذًا: المراد بالقلب هنا هو المعنى الأول من هذين المعنيين.

ولربما قيل له قلب لكثرة تقلبه، فهو كثير التقلب بالخواطر والواردات والأفكار والعقائد، ويتقلب على صاحبه في النيات والإرادات كثيراً، كما أنه كثير التقلب من حال إلى حال، يتقلب من هدى إلى ضلالة، ومن إيمان إلى كفر أو نفاق، ولهذا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: [يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ] رواه الترمذي وابن ماجة وأحمد. وذلك لكثرة تقلب هذا القلب .. وكما أنه يقال له الفؤاد ربما لكثرة تفؤده أي كثرة توقده في الخواطر والإرادات والأفكار .. والإنسان قد يستطيع أن يصم أذنه فلا يسمع، وقد يستطيع أن يغمض عينه فلا يبصر، ولكنه لا يستطيع أن يمنع قلبه من الفكر في الواردات والخواطر، فهي تعرض له شاء صاحبه أم أبى .. ولهذا قيل له فؤاد:} إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا [36] {[سورة الإسراء].

وما سمى القلب إلا من تقلبه والرأي يصرف بالإنسان أطواراً

وقد كثر الكلام في كتاب الله عز وجل، وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم عن القلب، وهذا الحديث هل يراد به هذا العضو الصنوبري المعروف، أم أن المراد به الدماغ، أم أن المراد به معنى لطيفاً يتعلق بهذا العضو الصنوبري بحيث يقال: هو لطيفة ربانية لها بهذا القلب، وهو العضو الصنوبري الجسماني .. تعلق وثيق كما أن لها تعلقاً بالدماغ وبإشاراته الحسية والعصبية، وعلى نحو لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى.

وعقيدة أهل السنة والجماعة- وهو الذي دل عليه القرآن هو- أن العقول في الصدور، وليست في الأدمغة .. وأما الفلاسفة من القدماء وكما يقرره الأطباء في هذا العصر- إلا من رحم الله عز وجل- يقولون، ويقول الفلاسفة: إن العقل بالدماغ. وأما الذي عليه أهل السنة والجماعة هو أن العقل في القلب، وهو الذي دل عليه القرآن.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير