تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومنهم المصري حسن حنفي، أستاذ الفلسفة على الفكر الاعتزالي، فأخرج لنا مؤلفاته التي تسير على غرار المنظومة الماركسية، وأهم أفكاره العفنة في كتابه (التراث والتجديد موقفنا من التراث القديم) صدر سنة 1980م.

ومنهم عبد المجيد الشرفي التونسي له صلة وثيقة بالدوائر الدينية المسيحية في إيطاليا على وجه الخصوص، ويتميز بكفاءته المنهجية العالية، وبأسلوبه العربي المتين، وبسعة اطلاعه على التراث الإسلامي على وجه العموم، وهو لذلك يعتبر أكفأهم أيضاً في نصرة هذه الوجهة التأويلية التي يلتفون عليها، وفي الترويج لها والدفاع عنها، أهم آرائه ضمنها في كتابيه: لبنات 1994م، والإسلام بين الرسالة والتاريخ 2001م.

ويكاد لا يخلو بلد من ممثلين لهذه القراءات الجديدة، ومنتمين إليها.

وهكذا نجد أن الأعداء دفعوا أغراراً من جلدتنا، يتكلمون بألسنتنا، ويشوهون ديننا، لتكون الفتنة أشد وأنكى، حتى قال القسيس الأمريكي الحقود صمويل زويمر: ولتقطع الشجرة بجزء منها.

وأخيراً محمد عابد الجابري، الذي استقبلت مقالاته الرمضانية المنشورة في صحيفة ''الاتحاد'' الإماراتية بهجوم شرس من قبل العديد من الباحثين والكتاب.

فقد أدرجه السيد زهره في مقالاته '' الحرب على الإسلام: الجوانب المعلنة والخفية '' والمنشورة بمجلة 'التجديد العربي' ضمن إطار الحملة التي تشنها أمريكا والغرب على الإسلام والقرآن، مستشهداً بدراسة للبنتاغون خلصت إلى أن المشكلة الحقيقية هي مع القرآن، وتردد مؤخرًا ضمن الحديث عن "التحديث والإسلام" الحديث عما سُمي بـ "تحقيق القرآن" في ندوة عقدت في بيروت 25 - 26 يونيو/2003 ولقيت صدى في تونس، والبعض عبر بـ "تنقيح القرآن"، لذلك قام العديد من الطوائف بإعداد قرآن حديث وجديد (ولكنه غير مجيد)، وسموه (فرقان الحق).

واعتبرت صحيفة ''المصري اليوم '' ما كتبه الجابري تهجماً على الإسلام قبل أن تضيف: '' أن القرآن سيظل محفوظاً على رغم الجابري وكل حاقد على الإسلام ''.

وقارن وسام فؤاد في مقالته ''الفكر الإسلامي بين ضغوط بنيدكت والجابري '' المنشورة بموقع الشهاب بين أقوال بابا الفاتيكان وأستاذ الفلسفة، موسماً الجابري بجهله التام بعلوم الحديث والناسخ والمنسوخ.

وفي نفس السياق كتب أحدهم '' رسالة إلى الحاج محمد عابد الجابري '' داعياً إياه إلى التوبة عن ادعاءاته.

وكتب آخر بقلم أبي إسحاق نور الدين المغربي ''وأخيراً يسقط القناع عن الفكر الاشتراكي: محمد عابد الجابري يزعم أن القرآن محرف!! ''

وأغرب تعليق قرأته هو ما نشرته جريدة الجمهورية المصرية التي اعتبرت ما كتبه الجابري أخطر من محاضرة البابا، ونشرت رسالة مفتوحة لأحد كتابها بعثها إلى شيخ الأزهر يقول فيها:

'' إن ما أثاره عابد الجابري ليس بجديد. فقد سبق أن أثاره اليهود في ما عرف بقضية الناسخ والمنسوخ .... إن الكثير من جامعات شمال إفريقيا، وبالذات في المغرب، ارتكزت في بدايات تأسيسها على الإسرائيليات، وهذه المنطقة من عالمنا العربي هي أكثر المناطق اختلاطاً بأوربا، وأبناؤها أكثر الأجانب المقيمين في فرنسا وأسبانيا ''.

ولعلي لا أجانف الصواب إذا قلت:

إن الحظ الأوفر من الشكر يجب أن يتوجه إلى أولئك الذين كانوا السبب الرئيس في وضع هذه البحوث وتدبيجها، أقصد أصحاب القراءات الجديدة والمعاصرة للقرآن الكريم، الذين كتبوا ما بَاعدَهم عن الصواب، فاضطرني وأمثالي إلى البحث والتنقيب في زمن الصمت والسكون، والتقصير في خدمة كتاب الله عز وجل، بل ومناظرة هؤلاء ومناصحتهم، طبقاً لقواعد المناظرة العلمية في ضوء ضوابط التفسير، ورُبَّ ضارة نافعة.

إن من نعم الله عز وجل على هذا الدين أن قيَّض له أناساً يهاجمونه ويعارضونه، ويعلنون عليه حرباً ضروساً لا هوادة فيها بأفكارهم وأقلامهم، ويرصدون لذلك الأموال العظيمة، والجهود الكبيرة، ويجندون لهذه الحرب أفتك ما لديهم من أسلحة فكرية مدمِّرة، ومادية مبيدة،ثم ينتظرون انتهاء دور الإسلام في قيادة العالم، ولكنهم سرعان ما تتجهَّم جباههم، وتكلح وجوههم، يوم يرون النار التي أوقدوها على الإسلام ارتدَّت إليهم، فأحرقت باطلهم، وكشفت عوارهم، فما زادت الإسلام إلا انتشاراً حتى كأنهم بذلك إنما يبشرون بالإسلام ليعرف الناس حقيقته فيدخلوا فيه أفواجاً، ويدير الناس حينئذ ظهورهم للأباطيل حين تحرقها نار الحقيقة.

ولا ندري فلربما كانت القراءات الجديدة للقرآن الكريم نعمة للإسلام لإظهار محاسنه وجواهره، وبضدها تتميز الأشياء، وصدق الله عز وجل حينما قال: ? بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُون ? (سورة الأنبياء: 18).

ولله درُّ أبي تمام حينما قال:

وإِذا أرادَ اللّهُ نشرَ فضيلةٍ طويتْ أتاحَ لها لسانَ حسودِ

لولا اشتعالُ النارِ فيما جاورَتْ ما كان يعرفُ طيبُ عرفِ العود

ـــــــــــــــ

المصادر والمراجع:

1 ـ خيرية السقة، الإسلام والعروبة في فكر الصادق النيهوم وروجيه غارودي، مطبعة المنارة بيروت ودمشق، 1421هـ 2000م.

2 ـ احميدة بن المأمون النيفر: الإنسان والقرآن وجهاً لوجه (التفاسير القرآنية المعاصرة) قراءة في المنهج (سلسلة نقد العقل المعاصر)، دار الفكر بدمشق 2000م.

3 ـ سليم الجابي، القراءة المعاصرة للدكتور محمد شحرور مجرد تنجيم ـ كذب المنجمون ولو صدقوا، الطبعة الثانية، 1992م.

4 ـ منير محمد طاهر الشواف، تهافت القراءة المعاصرة، الشواف للنشر والدراسات، الطبعة الأولى 1993م.

5 ـ تنقيح القرآن: لعبة التأويل والنص القرآني! د. محمد أحمد الحضراوي، مقال في موقع اسلام أون لاين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير