ـ[النجدية]ــــــــ[16 Aug 2007, 07:59 ص]ـ
الحمد لله، و بعد ...
جزاكم الرحمن صالحة أستاذنا محمد كالو؛ على هذا الموضوع، فهذه قضية معاصرة، قليل من يهتم بها!!!!!!!
في الحقيقة هذا هو وجه الحداثة، و هؤلاء الحداثيون؛ فإن قراءاتهم يمكن بلورتها في ثلاث خطط، و ملخصها هو التالي:
1 - التأنيس، يستهدف رفع عائق القدسية عن القرآن الكريم، و هذا يكون بنقل الآيات القرآنية من الوضع الإلهي للوضع البشري، و تؤدي هذه الخطة إلى المماثلة اللغوية بين القرآن الكريم و غيره من النصوص الأدبية؛ لذلك تجدهم كثيرا ما يستعملون لفظ (النص القرآني) لاعتباره مماثلا لأي نص أدبي آخر -بنظرهم! -
2 - خطة التعقيل، تستهدف رفع عائق الغيبية عن القرآن الكريم؛ و هذا بالتعامل مع القرآن بكل وسائل النظر، و البحث التي توفرها المنهجيات و النظريات الحديثة؛ مما أدى إلى مماثلة القرآن بالنصوص الأخرى؛ مماثلة دينية.
3 - التأريخ، يستهدف إلى رفع عائق الحُكمية؛ بوصل الآيات القرآنية بظروف بيئتها و زمنها، و بسياقاتها المختلفة؛ فأدى هذا إلى تقرير المماثلة التاريخية بين القرآن الكريم و ما عداه من نصوص تاريخية- تعالى كلام الله عن هذا! -
* و لبيان أوفى إليك كتاب ماتع و مفيد: روح الحداثة، طه عبد الرحمن (2005) المركز الثقافي العربي، بيروت.
و لكن نقول:
صحيح أن للحداثة هذا الوجه القبيح، و لكن لِمَ لا نطبق نصيحة الإمام محمد الغزالي -رحمه الله -بأن نصنع من عصير الليمون شرابا حلوا؟؟!!
إن الأستاذ طه عبد الرحمن وضح بكتابه -السابق الذكر- روح الحداثة، و أعطى هيكلا حداثيا إسلاميا، بثوب إسلامي معاصر ... جاعلا المنطلق من أساسين هما:
1 - رعاية التفاعل الديني مع النص القرآني، أو قُل: ترشيد التفاعل الديني.
2 - إعادة إبداع الفعل الحداثي أو تجديد الفعل الحداثي.
فكما ينادي هؤلاء الحداثيون بدعواهم الحداثية المغرضة، نحن ننادي بحداثة إسلامية نقية!!!
أساتذتي ألا تشاركونني الرأي؟
سدد الرحمن على الخير خطاكم ....
و هناك فوائد في هذا الموضوع على صفحات الملتقى، تحت عنوان: هدية إلى إخوتي من طلاب العلم: موضوعات عن الفكر الحداثي.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[03 Mar 2008, 10:33 م]ـ
الأخت النجدية
بارك الله فيكم
الحداثة كما يعنون هي: الثورة على التراث والدين.
والحداثة الغربية المعاصرة أصلها حركة للطعن في الدين وهي تمرد على الثوابت الإسلامية الأساسية، وترمي إلى فتح الطريق أمام الحرية الإباحية.
لذلك نرى السخرية والجرأة على الله تعالى عندهم وعلى سبيل المثال هناك رواية كتبها تركي الحمد بعنوان: (الله والشيطان وجهان لعملة واحدة).
ولدى الحداثيين فكرة خبيثة تسمى (موت المتكلم) ويقصدون بذلك: أن النص يفهمه ويفسره السامع أو القارئ كما يشاء حتى وإن كان مخالفاً لمقصود المتكلم، وهي محاولة كي يفسر القرآن الكريم والسنة النبوية كما يريد السامع والقارئ دون ضابط ولا رابط.
أما القراءات المعاصرة للقرآن الكريم: فهي استخدام النظريات الحديثة في تأويل القرآن الكريم، وسموا هذه القراءات بالمعاصِرة تمهيداً لأن يكون في كل عصر قراءة جديدة للقرآن الكريم.
ومن خلال ما مر نجد أن الحداثة والقراءات المعاصرة وجهان لعملة واحدة، إلا أن الحداثة أكثر اهتمامها بالأدب، بينما القراءة المعاصرة تهتم بالتراث والنص الديني.
ولقد جاء الكاتب طه عبد الرحمن من المغرب الشقيق وألف كتابه: (روح الحداثة: المدخل إلى تأسيس الحداثة الإسلامية)
ليضع لبنات الحداثة الإسلامية، بعد أن نقد الحداثة الغربية في كتابه السابق (سؤال الأخلاق).
يود المؤلف أن يخرج الحداثيين بما هم فيه من تقليد أعمى للغرب، ويفتح لهم باب الاجتهاد في تطبيق روح الحداثة ضمن بوتقة الإسلام، فكما أن هناك حداثة غير إسلامية، فكذلك ينبغي أن تكون هناك حداثة إسلامية.