قال المناوي في كتابه فيض القدير ج4/ص290,:"فينبغي للعالم أن لا يشين علمه وتعليمه بالطمع ولو ممن يعلمه بنحو مال أو خدمة وإن قل ولو على صورة الهدية التي لولا اشتغاله عليه لم يهدها وقد حث الأئمة على أن لا يدنس العلم بالأطماع ولا يذل بالذهاب إلى غير أهله من أبناء الدنيا بلا ضرورة ولا إلى من يتعلمه منه وإن عظم شأنه وكبر قدره وسلطانه والحكايات عن مالك وغيره مشهورة فعلى العالم تناول ما يحتاجه من الدنيا على الوجه المعتدل من القناعة لا الطمع وأقل درجاته أن يستقذر التعلق بالدنيا ولا يبالي بفوتها فإنه أعلم الناس بخستها وسرعة زوالها وحقارتها وكثرة عنائها وقلة غنائها
صفة العزة
ما الذي تفهمه عن معاني ما يلي من الآيات الكريمات، ((ولله العزة ولرسوله)) قوله عن إبليس ((فبعزتك لأغوينهم أجمعين)) ((إن العزة لله جميعاً)) ((هو السميع العليم)) واذكر ما في ذلك منتقاسيم؟
تضمنت هذه الآيات إثبات صفة العزة وهي من الصفات الذاتية التي لاتنفك عن الله. وهي تنقسم ثلاثة أقسام: عزة القوة الدال عليها من أسماء القويالمتين. وعزة الامتناع فإنه الغني فلا يحتاج إلى أحد ولن يبلغ العباد ضره فيضروهولا نفعه فينفعوه. وعزة القهر والغلبة لكل الكائنات. قال ابن القيم رحمه الله تعالىفي النونية:
وهو العزيز فلن يرام جنابه
وهوالعزيز القاهر الغلاب
وهو العزيز بقوة هي وصفه
أنى يرام جناب ذو السلطان
لم يغلبه شيء هذه صفتان
فالعزحينئذ ثلاث معان
معاني العزة
والعزة تحتمل عدة معاني: منها الغلبة، تقول: عز فلان فلاناً، أي: غلبه، سواء أكانت الغلبة بالحجة أم كانت الغلبة بالقوة، ولعل منه قوله تعالى على لسان دواد عليه السلام: إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ [ص:23] فقوله: وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ [ص:23] أي: غلبني بالحجة، فالغلبة من معاني العزة. ومن معاني العزة: القوة والصلابة، كما يقول العرب: هذه الأرض عزاز -وهذا مستخدم حتى عند العامة- أي: أرض قوية صلبة، وليست أرضاً رمليةً رخوةً، فمن معاني العزة: القوة. ومن معاني العزة: العلو، سواء أكان علو القدر أم علو القهر أم علو الذات، وكل هذه ثابتة لله تعالى.
والعزيز من أسمائه:
العلي
الأعلى
المتعال
قال الله تعالى (ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم) وقال تعالى (سبح اسم ربك
الأعلى) وقال تعالى (عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال) وذلك دل على أن جميع
معاني العلو ثابتة لله من كل وجه، فله علو الذات، فإنه فوق المخلوقات، وعلى
العرض استوى أي علا وارتفع، وله علو القدر وهو علو صفاته وعظمتها فلا يماثله صفة
مخلوق، بل لا يقدر الخلائق كلهم أن يحيطوا ببعض معاني صفة واحدة من صفاته، قال
تعالى: (ولا يحيطون به علماً). وبذلك يعلم أنه ليس كمثله شئ في كل نعوته، وله
علو القهر، فإنه الواحد القهار الذي قهر بعزته وعلوه الخلق كلهم، فنواصيهم بيده،
وما شاء كان لا يمانعه فيه ممانع، وما لم يشأ لم يكن، فلو اجتمع الخلق على إيجاد ما
لم يشأه الله لم يقدروا، ولو اجتمعوا على منع ما حكمت به مشيئته لم يمنعوه، وذلك
لكمال اقتداره، ونفوذ مشيئته، وشدة افتقار المخلوقات كلها إليه من كل وجه ..
وللبحث صلة ـ بمشيئة الله ـ
ولكن رمضان قد يؤخر ذلك؛ لأنه بحاجة
إلى تفرغ ودقة
وشكرا