العربية؟
لقد أدرك العلماء من قديم العلاقة بين اسم يحيى ومعناه .. واستوقفهم قول الله تعالى أنه (لم يجعل له من قبل سميا) أي شبيها في الصفة .. وذلك على غرار فهمهم للآية (رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا) .. ولكنهم، كما أسلفنا، لم يستطيعوا الانعتاق مما ورثوا عن أهل الكتاب .. ومع ذلك فقد حاولوا تأويل الحياة بأنها حياة القلب، أو بقاء الذكر الحسن .. أو أن يحيى حي لأنه قتل شهيدا، كما ذكر الشيخ الشعراوي رحمه الله وغيره.
لقد تحدث القرآن عن نجاة عيسى ورفعه، وصرحت السنة الصحيحة بحتمية نزوله على الأرض وبعثه حيا إليها .. وذكرت عددا من الأعمال التي سيقوم بها .. والغريب أن قصة يحيى وعيسى في سورة مريم تنتهيان بطريقة متشابهة إلى حد كبير: (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا) .. (والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا) .. فهل بإمكاننا أن نتوقع ونتخيل بأنه قد حدث،وسيحدث مستقبلا، مع يحيى أمر يشبه، أو لا يبعد كثيرا، عما جرى لعيسى عليه السلام؟ وهل تسعفنا الموازنة بين النبيين الكريمين في التحقق من هذه القضية؟؟.
إن الناظر في قصتيهما، سيجد، وبشكل يكاد يكون مطردا، أن عناصر قصة يحيى،تشكل مقدمة وتوطئة وتمهيدا، لما يقابلها من عناصر قصة عيسى، التي تبدو عناصرها أكبر وأكمل.
كانت ولادة يحيى عليه السلام، من أم عجوز عاقر وشيخ كبير .. معجزة موطئة وممهدة للمعجزة الأكبر في ولادة عيسى عليه السلام دون أب.
وكانت المعجزة في ان يؤتى يحيى الحكم صبيا .. مقدمة للمعجزة الأكبر في أن عيسى يكون نبيا ويبلغ عن الله (في المهد صبيا).
وكذلك كانت نبوة يحيى موطئة لنبوة عيسى .. ثم يكون يحيى (مصدقا بكلمة من الله) .. فمع أنه سبقه،إلا أنه يصير بعد بعثة عيسى مؤيدا وتابعا له.
لقد جعل الله يحيى برا بوالديه ولم يجعله جبارا عصيا .. إذ إن التربية بين والدين شيخين مظنة للعصيان والجبروت، بينما كان عيسى عليه السلام برا بوالدته ولم يجعله ربه جبارا شقيا .. خلافا للمتوقع بسبب انعدام الأب .. مع وجود القوم الفجرة الذين يلاحقون أمه بالافتراءات والتهم الباطلة .. وكان يمكن لغيره لو تعرض لنفس المؤثرات، أن ينقلب جبارا شقيا بفعل عقدة الشعور بالنقص، وحقده على كل المجتمع، وفي مقدمتهم والدته التي كانت السبب، إن رعاية الله لعيسى وجعله برا بوالدته غير جبار شقي، أعظم في المعجزة من بر يحيى بوالديه دون ان يكون جبارا عصيا، وكان إحسان تربية يحيى، مقدمة لإحسانها وكمالها وعظمتها عند عيسى عليهما السلام.
وبنفس المنطق فقد رأينا كيف كان سلام الله على يحيى .. مقدمة وتوطئة للسلام التام والأعظم على عيسى،في المولد والموت والبعث.
فهل تسعفنا هذه الموازنة، وما سبقها من الأدلة والبراهين في إثبات ما افترضناه من احتمال تقدم يحيى على عيسى في النزول؟ وهل يكون معنى البعث حيا ليحيى وعيسى عليهما السلام، يقصد به البعث بين يدي الساعة، ما يعني أنهما سيأتيان في جو صراع عنيف مع الكفر، وخطر شديد عليهما يستدعي السلام عليهما؟.
أسئلة برسم التدبر .. والله الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[24 Aug 2007, 11:43 ص]ـ
بارك الله فيك
لو تدبرنا آيات القرآن التى تناولت لفظ الحياة لوجدنا أمامنا ثلاثة أقسام
الأول " ولكم فى القصاص حياة .. "و" الذى خلق الموت والحياة .. " فهذه تتناول عموم اللفظ باطلاق دون تخصيص لمحل أو نوع اوتحديد أجل
الثانى:آيات تحدد للحياة قسما ثانيا لاسبيل الى علمه الا خبرا صادقا فى كتاب الله كحياة عصى موسى وحياة دبت فى أجزاء ميتة مقطعة من طيور ذبحها الخليل ثم دعاها فأتته تسعى وكالقرية التى أحياها الله بعد موتها فهذه حيوات وراء الحياة بعد الموت. وحياة البرزخ لمن ماتوا من الجن والانس ,ناهيك عن حياة القرآن التى ليست كمثلها حياة
والثالث ذلك النوع من الحياة التى تحل لأجل فى محل هو مكان لها تستقر فيه الى حين وهذه هى حياة الخلق
حياة يحيى الذى هو بشر تجرى عليه الأقدار.ولا مجال لتخصيص حياته بشيئ لم يقم به دليل واضح من قرآن أو سنة
ولو كان الفعل المضارع يموت يفيد المستقبل اذن هو مستقبل لكل من يقرأه فيكون أجله نفخة الصور الأولى وهو مالم يقل به أحد
وأري أن الاسم انما سماه الله كذلك -والله أعلم - تحقيقا لسبب دعاء زكريا الرسول حيث سأل ربه وليا يرث العلم والشرع فى زمن الموالى ولم يعد هناك من أحد يحمل هذه الأمانة ولذلك كان يحيى الرسول هو من أحيا الشرع من الضياع وحيى به وحيى له وان كان وحده وتكالبت عليه قوى البغى ولكن الله نجاه فكان "يحيى "اسما على مسمى حق وكان "سلام عليه يوم ولد ويوم يموت .. ",لأنه يموت كما قدر الله " ويوم يبعث حيا"ردا على ظن أعدائه أنه كان على غير الحق وحاولوا قتله بهذه الفرية ,
الأمر الأخر "مصدقا بكلمة من الله " دأب المفسرين على تفسير الكلمة هنا عيسى ,ولاأرى ذلك حيث أنها كلمة تميز بتصديقها أما عيسى -كلمة الله القاها الى مريم - فصدق بها كثيرون وأمه القرآن منهم بحمد الله.