2_ (13) أحمد بن محمد أحمد بن بُرْد الأندلسي، أبو حفص الكاتب (بعد 440 هـ)
1_ مفاخرة لطيفة:
قال السيوطي رحمه الله عنه: (وله رسالة في المفاخرة بين السيف والقلم؛ وهو أوَّل من سبق إلى القول في ذلك بالأندلس) (21)
قال مقيده غفر الله له:
فائدة في الأوَّلِيَّات؛ تُضمُّ إلى نظائرها من كتب الأوائل.
وهناك رسالة مشابهة لها أنشأها القَلْقَشنْدي رحمه الله في صبح الأعشى (14/ 231 ط: دار الكتب المصرية 1340هـ) للمقرِّ الزَّيني أبي يزيد الدَّوادار الظاهري، في شهور سنة أربع وتسعين وسبع مئة، ووَسَمَها بـ: (حِلْيةُ الفَضْلِ وزِينَةُ الكَرَمِ، فِي المُفاخَرةِ بَيْن السَّيْفِ والقَلَمِ)
وهي لطيفة ظريفة، مليحة شريفة، جاء في مطلعها:
(الحمدُ للهِ الذي أعزَّ السَّيفَ، وشَرَّف القَلَم، وأفردَهُما بِرُتَب العَلْيَاءِ؛ فَقَرن لهما بَيْن المجدِ والكََرَم، وسَاوَى بَيْنَهما في القِسْمَةِ؛ فهَذا للحُكْمِ، وهَذا للحِكَم.) إلخ. فانظرها هناك لا حرمت الخير والفائدة.
(والكتاب جدير بالنظر والمطالعة، سيما قبيل النوم؛ ففيه نفائس راااائقة جداً، (قد تطير فرحاً، أو تبيت سهراناً من لذَّتها)، ولكن إِبْرِ القلم، وحضِّر الكاغد، واستعن بالله؛ فقد أصبح عندك كناش الفوائد)
(فائدة): انظر أنواع الأقلام وشرفها في التِّبيان في أقسام القرآن. لابن قيم الجوزية رحمه الله (128)
وهذه أرجوزة لطيفة، كتبها الشيخ الحبيب (حبيب القلب) المفضال موسى بن هجَّاد الزهراني حفظه الله، عن أنواع القلم سمعتها منه قديماً فقال:
قف وسطر درراً بالقلم ... واشكر الرحمن مولى النعم
فلرب العرش خير ظاهر ... علم الإنسان ما لم يعلم
قد قضى الله بأمر أزلا ... كتبت أقدارنا بالقلم
ومداد جف في اللوح بما ... تقتضي الأقدار منذ القدم
خلق الأقلام للإنسان في ... حكمة بالغة في الحكم
قلم التاريخ والوحي وما ... قد يراه نائم في الحلم
وكذا التكليف والتوقيع عن ... ربنا البارئ عظيم الحكم
بيد الأعلام من أهل التقى ... من لهم شأن رفيع القمم
وكذا التوقيع عن ذي سلطة ... من أولي الرأي رعاة الذمم
وحساب المال والدخل له ... قلم أكرم بذاك القلم
ان رعى مولاه حقا بالغا ... لم يخن أو ينبري في الظلم
والشهادات العظيمات لها ... قلم يرفعها بالحكم
غير أنَّا في زمان فسدت ... فيه أحوال فهذا كلمي
انبرى في وقتنا شرذمة ... يدعون الخير بين الأمم
قد طغت أقلامهم ويل لهم ... ألبسوا الحق لباس التهم
قلم يطعن في إسلامنا ... فادع بالكسر لذاك القلم
ضل من يدعوا إلى دنيا الهوى ... أوقرت أذانهم بالصمم
هم يريدون سفورا فاضحا ... ويذلون شموخ القمم
صوروا المرأة معبوداً لهم ... وتنادوا لحياة الرمم
ليت شعري أين سيف باتر ... ينزل الرأس حذاء القدم
أين منا درة الفاروق إذ ... أنها فيها شفاء السقم
تخرج الجن من الرأس وقد ... تجلب الموت إذا لم يفهم
ربنا قيض لهم محتسبا ... يدحر البغي بنور القلم
رابط الأرجوزة من صفحة الشيخ ( http://saaid.net/wahat/mhajjad/q/1.htm)
ـ[النجدية]ــــــــ[29 Aug 2007, 12:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا ...
اللهم زد لنا هذه الفوائد، و بها بارك!!
ـ[أبو العالية]ــــــــ[29 Aug 2007, 06:17 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
3_ (22) إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل، أبو عثمان الصابوني النَّيْسَابُوري (هـ)
1_ المجالس الطويلة في التفسير:
قال السيوطي رحمه الله عنه: (يُضرَب به المثلَ في كثرة العبادة، والعِلْمِ، والذَّكاء، والزُّهد، والحفظ، أقام شهراً في تفسير آية) (26)
قال مقيده غفر الله له:
وهذا أمر مشهور عند كبار العلماء والمفسرين وحُذَّاقهم؛ فقد كان لبعضهم مجالس طويلة جداً في التفسير، ومن جملة ذلك:
1_ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
قال عنه تلميذه الذهبي رحمه الله: (وشرع من أول القرآن؛ فكان يُوْرِدُ من حفظه في المجلس نحو كراسين أو أكثر، وبقي يُفسِّر في سورة نوحٍ عدة سنين أيام الجمع!) ذيل طبقات الحنابلة (2/ 388)
ناهيك عن سعة كلامه في تفسير آية تبلغ الكراريس والمجلدات الكثيرة؛ فرحمه الله وبرَّد ضجيعه، وحشرنا معه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. آمين.
2_ موسى بن سيَّار الأُسْوَاري رحمه الله:
قال الجاحظ عنه: (فابتدأ لهم في تفسير سورة البقرة؛ فما خَتمَ القرآن حتَّى مات؛ لأنَّه كان حافظاً للسِّير، ولوجوهِ التَّأويلات؛ فكان ربَّما فسَّر آيةً واحدة في عِدَّة أسابيع) البيان والتبيين (1/ 108)
3_ وهذا أنموذجٌ حسنٌ في سِعَة علم أبي عثمان رحمه الله، وطول باعه في التفسير، كما كان له طول باع في علم الحديث، وعلم العقيدة، والأخير له ميزة، ذكرها عنه ابن عساكر في ترجمته العظيمة الحسنة فقال: (كنتُ أتردد وأنا بمكة في المذاهب؛ فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: عليك باعتقاد أبي عثمان الصابوني) انظر: البداية والنهاية 12/ 76 عن حاشية الطبقات.
¥