ـ[أبو العالية]ــــــــ[30 Aug 2007, 12:53 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
4_ (25) بَقِيُّ بن مَخْلَد ين يزيد، أبو عبد الرحمن الأندلسي القرطبي الحافظ. (201 – 276 هـ)
1_ مجاب الدعوة، وقصة من شواهد ذلك:
قال السيوطي رحمه الله عنه: (مجاب الدعوة) (31)
قال مقيده غفر الله له:
ومن شواهد ذلك من روائع القصص العجيبة، ما أورده ياقوت في معجم الأدباء عنه (2/ 749)
قال:
جاءت امرأة إلى بقي بن مخلد؛ فقالت: إن ابني قد أسره الروم، ولا أقدر على مال أكثر من دُوَيْرِةٍ ولا أقدر على بيعها؛ فلو أشرت إلى من يفديه بشيء؛ فإنه ليس لي ليل ولا نهار، ولا نوم ولا قرار، فقال: انصرفي حتى أنظر في أمره إن شاء الله، وأطرق الشيخ وحرَّك شفيته.
قال: ولبثنا مدَّة؛ فجاءت المرأة ومعها ابنها؛ فأخذت تدعو له وتقول: قد رجع سالماً، وله حديث يُحدِّثك به؛ فقال الشاب:
كنتُ في يدي بعض ملوك الروم، مع جماعة من الأسارى، وكان له إنسان يستخدمنا كل يوم، يخرجنا إلى الصحراء للخدمة، ثُمَّ يردنا وعلينا قيودنا؛ فبَيْنَا نحن نجئ من العمل مع صاحبه، الذي كان يحفظنا، إذ انفتح القيدُ من رجليَّ ووقع على الأرض، ووصف اليوم والساعة؛ فوافق الوقت الذي جاءت المرأة، ودعاء الشيخ.
قال: فنهض إلى الذي كان يحفظني، وصاح علي: كسرتَ القيد؟
فقلت: لا، إلا أنَّه سقط من رجلي.
قال: فتحيَّر، وأخبر صاحبه، وأحضر الحدَّاد، وقيَّدوني؛ فلما مشيت خطوات سقط القيد من رجليَّ؛ فتحيَّروا في أمري، ودعوا رهبانهم؛ فقالوا لي: أَلَك والدة؟
قلت: لهم نعم.
فقالوا: وافق دعاؤها الإجابة.
وقالوا: أطلقك الله، ولا يمكننا تقييدك؛ فزوَّدُوني، وأصحبوني إلى ناحية المسلمين) أهـ
وفي القصة جملة من الفوائد، ولكلٍّ عقله وتأمله، والدِّلالة كافية في الإشارة على أصل القصة.
2_ الثناء على تفسيره:
قال السيوطي رحمه الله عنه: (قال ابن حزم: أقطع أنه لم يُؤَلَّف في الإسلام مثل تفسيره، ولا تفسير ابن جرير، ولا غيره.) (31)
قال مقيده غفر الله له:
وهذا ثَنَاءٌ عَاطرٌ، أثنى عليه أيضاً الحافظ الذهبي رحمه الله في السير (13/ 285) فقال: (صاحب التفسير والمسند، الَّلذَيْنِ لا نظيرَ لهما)
وقال السيوطي رحمه الله في طبقاته: (وليس لأحد مثل مسنده، ولا تفسيره)
وتتابع العلماء من قديم هذه المقولة؛ فهي عند: اليافعي في (مرآة الجنان)، والصفدي في (الوافي بالوفيات) وعند الكتَّاني في (الرسالة المستطرفة) وغيرهم كثير.
وأصل هذه القولة من كتب ابن حزم تجدها في رسالته في فضل الأندلس (2/ 178) كما أفاد محقق معجم الأدباء (2/ 747)
ولكن لا يزال هذا التفسير النفيس مفقوداً؛ فأسألُ الله عز وجل أنْ يُقيِّض له عالماً، قوياً، ماهراً بأصول التحقيق، خِرِّيتاً بالبحث والتَّنْقيب؛ فينفع الإسلام المسلمين.
وهناك مختصر له، اختصره ابن أخي رفيع الصائغ قال عنه الداودي (1/ 253): (اختصر مسند بقي، وتفسيره، وجوَّد) وكذا لم يصلنا هذا المختصر.
وتفسير بقي؛ يرويه ابن عبد البر، عن شيخه أحمد بن عبد الله بن محمد الباجي، عن أبيه عن عبد الله بن يونس بن محمد المرادي القبري عن بقي به. (قاله الطرهوني في رسالته المفسرون في غرب أفريقيا)
والله أعلم
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[30 Aug 2007, 02:57 م]ـ
طرح جميل وشيق .. بارك الله فيكم أخي أبا العالية ..
آمل أن تواصل بمثل هذا الأسلوب البديع ..
وأظن أنك بهذه الطريقة في تناول مثل هذا الكتاب تسجل سبقاً علمياً رائقاً ..
وفقك الله لكل خير ...
ـ[أبو العالية]ــــــــ[02 Sep 2007, 02:43 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
5_ (25) الحسن بن محمد بن حبيب بن أيوب، أبو القاسم النَّيْسابوري، الواعظ، المفسر. (406هـ)
1_ التحوَّل المذهبي:
قال السيوطي رحمه الله عنه: (قال السَّمعاني كان كرَّاميَّ المذهب، ثم تحول شافعياً) (35)
قال مقيده غفر الله له:
فيه مسائل:
الأولى: التَّحوُّل المذهبي.
الناس فيه طرفان ووسط:
أ. فطرف يأخذه؛ لتأييد مذهبه بأن فلان تحوَّل إليه.
ب. وطرف يمنع هذا بالمرَّة، بل يراه من الإثم والخروج عن جادة المذهب، مما دفع بعضهم إلى القول: (المنتقل يُعزَّر)!
¥