تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2_ وقال ابن طاهر: وسمعت أصحابنا بِهَرَاة يقولون:

لَمَّا قَدِم السلطان (ألبُ أرسلان) هَرَاة في بعض قَدَماته اجتمع مشايخُ البلد ورؤساؤه، ودخلوا على الشيخ أبي إسماعيل الأنصاري، وسلَّموا عليه.

وقالوا: قد ورد السلطان، ونحن على عَزْم أن نخرج ونسلِّم عليه؛ فأحببنا أن نبدأ بالسلام على الشيخِ الإمام! ثم نخرج إلى هناك. وكانوا قد تواطأوا على أنْ حملوا معهم صنمًا من الصُّفْر صغيرًا، وجعلوه في المحراب تحت سجَّادة الشيخ، وخرجوا وخرج الشيخ من ذلك الموضع إلى خلوته.

ودخلوا على السلطان واستغاثوا من الأنصاري!

وقالوا له: إنه مُجَسِّم!!

فإنه يترك في محرابه صنمًا، ويقول: إنَّ اللّه عز وجل على صورته. وإنْ يبعث السلطان الآن يجد الصنم في قبلة مسجده.

فعظُم ذلك على السلطان، وبعث غلامًا ومعه جماعة، ودخلوا الدَّار، وقصدوا المحراب، وأخذوا الصنم من تحت السجَّادة، ورجع الغلام بالصنم؛ فوضعه بين يدي السلطان؛ فبعث السلطان بغِلْمَان، وأحضروا الأَنصاري: فلما دخل رأى مشايخ البلد جلوسًا، ورأى ذلك الصنم بين يدي السلطان مطروحًا، والسلطان قد اشتدَّ غضْبه.

فقال له: ما هذا؟

قال: هذا صَنمٌ يُعمل من الصُّفْر شِبه اللُّعبة.

فقال: لستُ عن هذا أسألك.

فقال: فعن ماذا يسأل السلطان.؟

قال: إنَّ هؤلاء يزعمون أنك تعبد هذا الصنم! وأنت تقول: إن اللّه عز وجل على صورته؛ فقال الأنصاري: سجانك هذا بهتان عظيم. بصوتٍ جَهوري وصَوْلة.

فوقع في قلب السلطان أنهم كذبوا عليه؛ فأمِر به فأخرجَ إلى داره مُكرَمًا. وقال لهم: اصْدُقُوني القصة، أو أفعل بكم وأفعل، وذكر تهديدًا عظيماً.

فقالوا: نحنُ في يد هذا الرجل في بَلِيَّةِ من استيلائه علينا بالعامة، وأردنا أن نقطع شرَّه عنا؛ فأمر بهم، ووكَّل بكلِّ واحدٍ منهم، ولَمْ يرجع إلى منزله حتى كتب خطَّه بمبلغ عظيم من المال يُؤدِّيه إلى خزانة السلطان جنَايَة، وسَلِموا بأرواحهم بعد الهوان العظيم. (الذيل 1/ 125)

وما أروع كلام العالم الذهبي، فكلماته ذهبية رحمه الله إذ يقول في السير:

(ينبغي للمسلم أن يستعيذ من الفتن، ولا يَشْغب بذكر غريب المذاهب لا في الأصول ولا في الفروع؛ فما رأيت الحركة في ذلك تحصل خيراً، بل تثير شراً وعداوة ومقتاً للصلحاء والعباد من الفريقين، فتمسَّك بالسنة، والزم الصمت، ولا تخض فيما لا يعنيك، وما أشكل عليك فردَّه إلى الله ورسوله، وقف وقل: الله ورسوله أعلم)

في هذا القدر كفاية، وفي سيرته رحمه الله فوائد ونكت عالية. ولكن هذه غرفة من بحر. فرحمه الله رحمة واسعة.

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[16 Feb 2009, 08:17 ص]ـ

وما أروع كلام العالم الذهبي، فكلماته ذهبية رحمه الله إذ يقول في السير:

(ينبغي للمسلم أن يستعيذ من الفتن، ولا يَشْغب بذكر غريب المذاهب لا في الأصول ولا في الفروع؛ فما رأيت الحركة في ذلك تحصل خيراً، بل تثير شراً وعداوة ومقتاً للصلحاء والعباد من الفريقين، فتمسَّك بالسنة، والزم الصمت، ولا تخض فيما لا يعنيك، وما أشكل عليك فردَّه إلى الله ورسوله، وقف وقل: الله ورسوله أعلم)

.

موضوع جدير بالرفع والتذكير، رفع الله قدر كاتبه، وبارك فيه

ـ[أبو سلمان أنورصالح]ــــــــ[16 Feb 2009, 10:29 ص]ـ

حفظك الله ياشيخ أريد أن أحصل على المشاركة السابقة التي شاركت فيها بكتب في البفسير الموضوعي والله يرعاك

ـ[أبو سلمان أنورصالح]ــــــــ[16 Feb 2009, 10:30 ص]ـ

حفظك الله ياشيخ أريد أن أحصل على المشاركة السابقة التي شاركت فيها بكتب في التفسير الموضوعي والله يرعاك

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير