تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

7_ (45) عبد الله بن محمد بن علي، ابن متَّ، شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري الهروي (396هـ _481هـ)

صاحب كتاب (ذم الكلام)

1_: الإمامة في التفسير:

قال السيوطي رحمه الله عنه: (قال عبد الغافر: كان إماماً في التفسير) (46)

قال مقيده غفر الله له:

ومن شواهد إمامته في التفسير رحمه الله ما يلي:

1_ أنه قال عن نفسه: إذا ذكرت التفسير؛ فإنما أذكره من مئة وسبعة تفاسير.

2_ سُئِل يوماً عن تفسير آية؛ فأنشد أربع مئة بيت من شعر الجاهليين، في كل بيت منها لغة في تلك الآية. (ذيل طبقات الحنابلة 1/ 132 ط: العبيكان)

3_ مكث في تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ) ثلاث مئة ستين مجلساً. (الذيل 1/ 132)

4_ قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله عنه: وكان الشيخ رحمه اللّه آيةٌ في التفسير، وحفظ الحديث ومعرفته، ومعرفة اللغة والأدب. وكان يُفَسِّر القراَن في مجلس التذكير.

فذكر الكُتْبِيُّ في تاريخه: أن الشيخ لما رجع من محنته الأولى، ابتدأ في تفسير القراَن؛ ففسَّره في مجالس التذكير، سنة ست وثلاثين، وفي سنة سبع وثلاثين افتتح القرآن يُفسِّره ثانيًا في مجالس التذكير.

قال: وكان الغالبُ على مجلسه القول في الشرع، إلى أن بلغ إلى قوله عزَّ وَجَل: (والَذِينَ آمَنُوا أَشَذ حُبًّا للّه). فافتتح تجريد المجالس في الحقيقة، وأنفق على هذه الآية من عمره مدة مديدة، وبنى عليها مجالس كثيرة.) (الذيل 1/ 131).

وشيخه في التفسير: يحيى بن عمار السجزي، أكمل التفسير كلَّه على المنبر، وشرع بختمة ثانية، فتوفي عند سورة القيامة رحمه الله (طبقات الحنابلة لأبي يعلى حاشية 3/ 458)

2_ أفاعيل داء الحسد، وغوائل التعصب والتفنن بالباطل:

قال السيوطي رحمه الله عنه: (قال عبد الغافر: قائماً بنصر السنة والدِّين، من غير مداهنة ولا مراقبة لسلطان ولا غيره، وقد تعرضوا بسبب إلى إهلاكه مراراً؛ فكفاه الله شرهم) (46 _ 47)

قال مقيده غفر الله له:

الحسدُ داءٌ عظيم، وقلبُ صاحبه مريضٌ جدُّ مريض، وما فتئ أطباء المِلَّة يحذِّرون منه أشد تحذير، ويوصفون الدواء لمن رام صلاح قلبه، وقليل ما هم.

وإذا وقع الحسد بين الأقران فتَكَ، وظَلم، وتعدَّى، وإذا أحبَّ الله عبده بصَّره رُشْد نفسه قبل وفاته؛ فتراه يُعْلِن توبته، ويَنشُر أوبته لله العلي الخبير.

هذا وإن من أشد ما يكون من الحسن؛ ما يقع بين العلماء، ومن يطالع السير يجد عجباً، ومن الكتب اللطيفة في هذا الباب، كتاب (تحاسد العلماء) الشيخ عبد الله بن حسين الوجان فهو ممتمع في بابه.

ومما ذكره أصحاب السِّير في ما تعرَّض له شيخ الإسلام حقاً ما يلي:

1_ قال ابن رجب عن ابن طاهر:

وسمعتُ أحمد بن أَمِيْرجَه القلانسي خادم الأنصاري يقول: حضرتُ مع الشيخ للسَّلام على الوزير أبي علي الطوسي، وكان أصحابه كلفوه بالخروج إليه، وذلك بعد المحنة، ورجوعه من بلخ،؛ فلما دخل عليه أكرمه وبَجَّلَه، وكان في العسكر أئمة من الفريقين في ذلك اليوم، وقد علموا أنه يحضر؛ فاتفقوا جميعًا على أن يسألوه عن مسألة بين يدي الوزير؛ فإن أجاب بما يُجِيب به بِهَرَاة سقط من عين الوزير، وإن لَمْ يُجب سقط من عيون أصحابه وأهل مذهبه؛ فلما دخل واستقرَّ به المجلس، انتَدب له رجلٌ من أصحاب الشافعي، يُعرف بالعلوي الدَّبُّوسي، فقال: يأذن الشيخُ الإمامُ في أنْ أسأل مسألةً؟

فقال: سَلْ.

فقال: لِمَ تَلعَنُ أبا الحسن الأشعري؟

فسكت، وأطرق الوزير لِمَا عَلِمَ من جوابه.

فلمَّا كان بعد ساعة، قال له الوزير: أَجِبْهُ.

فقال: لا أعرف الأشعري. وإِنما أَلْعنُ من لَمْ يعتقد أن اللّه عز وجل في السِّماء، وأنَّ القرآن في المصحف، وأنَّ النَّبِيَّ اليوم نبي. ثم قام وانصرف.

فلم يُمكِن أحدٌ أن يتكلم بكلمة من هَيْبته وصَلابته وصَولَته.

فقال الوزير للسائل ومن معه: هذا أردتم؟!

كُنَّا نسمع أنه يذكر هذا بِهَرَاة؛ فاجتهدتم حتى سمعناه بآذاننا، ما عسى أن أفعل به.

ثُمَّ بعث خلفه خِلْعًا وصِلَة فلم يقبلها.

وخرج من فَوْرِه إلى هَرَاة ولَمْ يلبث.) (الذيل 1/ 124)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير