تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

4 - سؤالي إنما هو دعوة للتفكر في كتاب الله وهذا واضح جداً من العنوان ونص الموضوع

أختي كان من كلامك

و لا نقحم فكرنا في أمور لا يترتب عليها عمل، أو فائدة، فأي عمل يترتب على معرفتي لعدد فتية أصحاب الكهف -يا رعاكم المولى -؟؟

قد أجبت على بعض كلامك من أنه ليس له أهمية وليس له فائدة

أما عن كلامك لا يترتب عليه عمل فإنك ربما تقصدين لا يترتب عليه حكم شرعي ربما

أما عن معرفة عددهم فهذا لا يتأتى إلا بالقراءة والترديد والتدبر وقراءة التفاسير وهذا كله يؤدي إلى عمل ولكن ليس عمل الجوارح بل عمل القلب

أختي كان من كلامك

كيف يخطر في بال أحدنا محاولة معرفة عدد أهل الكهف؛ و الله تبارك و تعالى قال في محكم كتابه: (سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم، و يقولون خمسة سادسهم كلبهم، رجما بالغيب و يقولون سبعة و ثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل ... ) الآية (الكهف: 22)

وكما وعدتك قبل قليل بذكر قول الشيخ محمد رحمه الله ولمعرفة معنى هذه الآية ولكي يخطر في بالنا معرفة عدد أهل الكهف, سأنقل كلام الشيخ محمد من تفسيره

(سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاءً ظَاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً) (الكهف:22)

سيقولون ثلاثة، أربعة، خمسة: اي أن البعض سيقول: بعضهم ثلاثة رابعهم كلبهم،

ويقول البعض الآخر: خمسة سادسهم كلبهم، ويقول البعض الثالث: سبعة وثامنهم كلبهم.

أو قد يُقصد معنى آخر وهو أنهم سيترددون؛ مرة يقولون: ثلاثة، ومرة يقولون: خمسة،

ومرة يقولون: سبعة. وكلاهما محتمل ولا يتنافيان.

قال الله تعالى: {رَجْماً بِالْغَيْبِ} قاله في الذين قالوا: {ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ} و {خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ}،

كلا القولين قال الله تعالى إنهم قالوه: {رَجْماً بِالْغَيْبِ} أي راجمين بالغيب، وليس عندهم يقين.

(وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) ولم يقل: رجماً بالغيب، بل سكت سبحانه وتعالى، وهذا يدل على أن عددهم سبعة وثامنهم كلبهم، لأن الله عندما أبطل القولين الأولين، وسكت عن الثالث صار الثالث صواباً ,

نظيره قوله تبارك وتعالى في المشركين إذا فعلوا فاحشة: {وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا} هذا واحد {وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا} هذا اثنان, قال الله تعالى {قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (28) سورة الأعراف , فأبطل قولهم: {وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا} وسكت عن عن الأول؛ فدل على أن الأول {وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا} صحيح ,

وهنا لما قال: {رَجْماً بِالْغَيْبِ} في القولين الأولين , وسكت عن الثالث دل على أنهم سبعة وثامنهم كلبهم.

(قُلْ رَبِّي أَعْلَم بِعِدَّتِهِمْ) يعني إذا حصل نزاع فقل للناس: {ْ رَبِّي أَعْلَم بِعِدَّتِهِمْ} وهل أعلمنا الله بعدتهم؟

الجواب: نعم؛ أعلمنا بأنهم سبعة وثامنهم كلبهم، يعني فإذا كان الله أعلم بعدتهم فالواجب أن نرجع إلى ما أعلمنا الله به، ونقول جازمين بأن عدتهم سبعة وثامنهم كلبهم.

(مَا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ) أي ما يعلمهم قبل إعلام الله أنهم سبعة وثامنهم كلبهم إلاَّ قليل.

(فَلا تُمَارِ فِيهِمْ) أي لا تجادل في شأنهم، في زمانهم، في مكانهم، في مآلهم.

(فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاءً ظَاهِراً) أي لا يصل إلى القلب لأنه إذا وصل الجدال إلى القلب اشتد المجادل, وغضب وانتفخت أوداجه وتأثر , لكن لما لم للجدال فيهم كبير فائدة قال الله تعالى (فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاءً ظَاهِراً) يعني إلا مراءً على اللسان لا يصل إلى القلب.

والله أعلم

ـ[النجدية]ــــــــ[07 Sep 2007, 10:07 ص]ـ

بسم الله ...

جزاكم الرحمن خيرا أستاذنا الفاضل الكريم (صالح بن عبد الله) على هذا التسديد الطيب!!

و إنني و الله أشكر لكم صبركم على زلات طلاب العلم، فأنا طالبة علم سأبقى هكذا في حياتي، إلى أن أُغيَّب تحت الثرى ... و كلي فخر بهذا!!

تعلمنا منكم دقة التدبر في كلام الله تعالى، تقدس و تنزه عن أي نقيصة ... بارك الله بكم.

ولكن أستاذنا رجعت إلى تفسير ابن عاشورفي هذه الآية؛ فأورد -رحمه الله- العبارة التالية:

" ... أبهم على عموم الناس الإعلام بذلك لحكمة، و هي أن تتعود الأمة بترك الاشتغال فيما ليست منه فائدة للدين أو للناس، و دل علم الاستقبال على أن الناس لا يزالون يخوضون في ذلك " ج15، ص291، طبعة دار سحنون.

و يقول الأستاذ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله-: " ... أما المماراة المبنية على الجهل و الرجم بالغيب أو التي لا فائدة فيها: إما أن يكون الخصم معاندا أو تكون المسألة لا أهمية فيها و لا تحصل فائدة دينية بمعرفتها، كعدد أصحاب الكهف و نحو ذلك؛ فإن في كثرة المناقشات فيها و البحوث المتسلسلة؛ تضييعا للزمان و تأثيرا في مودة القلوب بغير فائدة."ج 5، ص955، طبعة دار ابن الجوزي (1422ه)

و يقول ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره: " .. (فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهر) أي سهلا هينا، فإن الأمر في معرفة ذلك لا يترتب عليه كبير فائدة".المجلد 3، ص108،مكتبة دار الفيحاء، و مكتبة دار السلام-ط2، سنة1418ه.

فكيف أفهم كلام هؤلاء العلماء رحمهم الله في ضوء ما ذكرنا -يا رعاكم الرحمن -؟؟

أستاذنا الفاضل أعتذر إن خرجت عن مقصدكم في هذه الزاوية، و لكنني طالبة علم، و أحتاج التسديد منكم -أساتذتي -و من سواكم لذلك؟؟!!

و إنني و الله لا أطلب من هذا جدالا أو مفاخرة ... و العياذ بالله ... بل نحن نبحث عن الحق ...... و كما علمتمونا: (الحق أحق أن يتبع) ..

و أسأل الله أن يلهمكم الصبر على أسئلتي!!

و دمتم في رعاية ربي و حفظه!!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير