كما أؤكد هنا أنني كنت مبهورا و معجبا باستنتاجات النظرية الخاصة بالرقم 19 عند د. رشاد خليفة، و كنت أبحث عن كتاباته في أواخر السبعينات و أوائل الثمانينات من القرن الماضي، و أجد وقتها في قراءتها متعة ما بعدها متعة، لأنها نظرية واضحة و من السهل فهم تحليلها و أدلتها و تقبل نتائجها ... و هي من النمظريات الواردة في كتابات الأخ جلغوم نفسه ... إلا أن الدكتور رشاد خليفة سامحه الله، و غفر لنا و له، زاغ عن النهج العلمي حين بدأ يعتمد على حسابات نظريته ليتكلم عن الغيبيات و التنبؤ بها، و وصل به الأمر إلى تحديد تاريخ قيام الساعة باعتماد استنتاجاته العددية تلك ... عندها لم أعد أهتم بهذه النظريات، و أفضل عدم الخوض فيها ...
و هذه فتوى من موقع إسلام أون لاين. نت ـ إسألوا أهل الذكر في الموضوع:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?pagename=IslamOnline-Arabic-Ask_Scholar/FatwaA/FatwaA&cid=1122528600996
....
و بما أن هذا الموضوع الشائك قد ورد في هذا الملتقى الخاص بتفسير كتاب الله، فلا بأس من بسط القول فيه، لأستفيد و أفيد
... و الله الملهم للصواب ...
...
و للأمانة العلمية ـ و الشهادة لله ـ أقول أنني وجدت الجواب الشافي للكثير من الأسئلة التي كانت تحيرني في هذا الموضع، و كنت أرغب في عرضها عن الباحثين المهتمين بهذه العمليات الحسابية و أطلب منهم التفضل و التكرم بإيضاحها و بيانها حتى يتيسر فهمها و قبولها بيسر ... أقول: وجدت الجواب الشافي هذا في حوار سبق أن تم بين الشيخ رضا أحمد صمدي و الأستاذ عبد الله جلغوم على صفحات موقع www.muslim .net ... بالرابط:
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=163015
و عنوان محتواه الصفحات هو: إلى الشيخ رضا , أفتنا في الإعجاز العددي في القرآن؟!
... موضوع هذا الحوار، كما سيقف عليه القارئ المهتم، فتوى صادرة عن الشيخ رضا في الموضوع، و تدخّل و مناقشة من طرف الأستاذ جلغوم ... و هو حوار طويل جد مفيد في الموضوع ...
و رغم قناعتي التامة بأقوال الشيخ رضا في الموضوع، و تأييدي المطلق لها ... فإنني أؤكد هنا أنه لم يسبق لي قبل قراءتي لهذه الفتوى و مناقشتها ـ خلال هذا الأسبوع ـ أن سمعت بهذا الشيخ رضا أحمد صمدي أو هذا الموقع، و أنني إنما وصلت إليه عن طريق البحث عن كتابات الأستاذ جلغوم لقراءتها و محاولة فهم مضمونها ... و ذلك عملا بنصيحته لي بقراءة كتاباته ...
و بالرجوع إلى بداية مداخلتي هذه أقول، و بالله التوفيق:
كما أنني استبشرت خيرا بنصيحة الأستاذ جلغوم الموجهة إلي، و هي بنصها و و فصها، و لا بأس من التذكير بها:" [ليتك تقرآ مشاركتي بعنوان: ترتيب سور القرآن توقيفي والدليل سورة القلم: فقد أوردت فيها ظاهرة رياضية في ترتيب سور القرآن تنطبق على جميع الأعداد] " ...
إستبشرت بها خيرا، لأن الأستاذ جلغوم يؤكد فيها أنها:" ظاهرة رياضية في ترتيب سور القرآن تنطبق على جميع الأعداد] " ... و كنت أظن أن المقصود بالأعداد هنا هي الأعداد المتواترة و المعروفة عند أصحاب العدد و هي: المدني الأول و المدني الأخير و المكي و الكوفي و البصري و الشامي ... و بأن هذه النظرية ستصح على سور جميع الأعداد كيفما كان عدد آيها، دون تأثسر للفرق المتواتر في ما يخص عدد آي هذه السور في الأعداد الستة المصطلح على صحة سندها و تم الإجماع عليها عند علماء العدد ...
و ما إن قرأت مدخل النظرية و وقفت على بداية أسسها حتى وجدت التحليل مغايرا لما كنت اتوقع ... و السبب كما سأحاول بسطه في ما سيأتي من جداول، هو أن الباحث يعتمد حتى في نظريته هاته على نفس العدد الوحيد المعتمد عنده و هو العدد الكوفي ... و بهذا تبقى هذه النظرية ـ كأخواتها عند الباحث ـ لا تبرهن لا من قريب و لا من بعيد على أنها صحيحة في كل القراءات و في كل الأعداد كما و صفها و قدمها صاحبها ...
و لتبسيط العرض و إظهار مكوناته جليا، حتى تكون واضحة لا لبس فيها، أقدم في الجدول أدناه، لائحة السور 28 المعتمدة في هذه النظرية في استخراج أسس النظرية، و هي السور ذات الحروف المقطعة في النصف الأول من القرآن باعتبار عدد السور 114 في المصحف الشريف و يشار إلى نصفها في النظرية بالعدد 57 ...
¥