القرآن غيّرني: كنت معجبًا جدًا بالغرب وحضارته وفي يوم من الأيام كانت جدتي معي في سيارتي فأخذت أحدثها عن حضارة الغرب وتقدمهم فتلت عليّ قوله تعالى من سورة الروم (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7)) فأيقنتُ أن لا شيء يعدل الإيمان.
(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ (37) ق) ولم يقل (إستمع) لأن إلقاء السمع أي يرسل سمعه ولا يمسكه وإن لم يقصد السماع، أي تحصل الذكرى لمن له سمع، وهو تعريض بتمثيل المشركين بمن ليس له قلب وبمن لا يلقي سمعه. (إبن عاشور)
قد تسلّف أيادي بيضاء لبعض الناس وتبذل جهدًا محمودًا في سوقها حتى إذا استقرت في أيديهم نظروا إياك جامدين أو ودّعوك بكلمات باردة ثم ولوا عند مدبرين! هل يغضبك هذا المسلك؟ هكذا صنعوا قبلًا مع ربك وربهم فقال (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) سبأ). (محمد الغزالي)
لو رأيتك رجلًا يقرأ جريدة من أولها إلى آخرها ثم لما فرغ سألتموه ما أخبارها؟ قال لا أدري! لم أحاول أن أتفهم معناها، فما تقولون فيه؟! أما تنكرون عليه؟! فكيف لا تنكرون على من يعكف على المصحف حتى يتم الختمة وقد خرج منها بمثل ما دخل فيها ما فهم من معانيها شيئًا؟! من أين جاءت هذه المصيبة؟ وكيف حُرِمَ المسلمون من قرآنهم وهو بين أيديهم وملء أنظارهم وأسماعهم؟!. (علي الطنطاوي)
(قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ (33) يوسف) من احتمل الهوان والأذى في طاعة الله على الكرامة والعز في معصية الله – كما فعل يوسف عليه السلام وغيره من الأنبياء والصالحين – كانت العاقبة له في الدنيا والآخرة وكل ما حصل له من الأذى قد انقلب نعيمًا وسرورًا كما أن ما يحصل لأرباب الذنوب ينقلب حزنًا وثبورًا. (إبن تيمية)
مع الأسماء الحسنى (المبين) جل جلاله: الذي أبان لعباده الأدلة في الآفاق وفي الأنفس على وجوده ووحدانيته وهو المبين سبحانه الذي أظهر الحق للخلق وأبانه لهم على ألسنة رسله وفي كتبه التي أعظمها القرآن الذي وصفه الله بأني (مبين) و (تبيان) وكل هذا الذي يثمر في قلب المؤمن طمأنينة على قيام الحجة في الفطرة وفي الوحي المنزل.
في الأعراف (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا (143) الأعراف) وفي الصحيحين "إذا قام أحدكم يصلي فإن الله قبل وجهه"، جبلٌ في لحظة يندم وعين حتى اللحظة لم تبك! إن خشوع صلاتك في استشعار معنى أن (الله) بينك وبين قِبلتك. (د. عصام العويد)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 Oct 2010, 11:06 ص]ـ
إذا رأيت الرجل يتناقض في مواقفه وآرائه فاعلم أنه لا ينطلق من قاعدة صلبة أو رؤية واضحة وإنما يعيش لحظته وتتحكم به الظروف المحيطة. تأمل قوله سبحانه (فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ (5) ق) ثم تدبر ما بعدها من آيات تجد عجبًا. (أ. د. ناصر العمر)
ما أعظم أثر التدبر! أحد العلمانيين وباقتراح من أحد العلماء يقرأ القرآن قرآءة تدبرية في ظرف أسبوع فيقرر بعدها التراجع عما كان يحمله من أفكار منحرفة! إنه أسلوب عظيم يمكن سلوكه مه كل من يحمل فكرًا منحرفًا. أليس الله يصفه بأنه هدى وشفاء؟
تدبر عملي: (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ (45) البقرة) كان عالم القصيم في وقته الشيخ عمر ابن سليم رحمه الله إذا أصيب بمصيبة فإنه يستعين عليها بكثرة الصلاة وقد يترك التدريس بين العشاءين ويفزع إلى صلاته من المغرب إلى العشاء.
(لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ (11) النور) هذه الجملة جاءت في أول آية من الآيات التي نزلت في قصة الإفك، الذي يجدد طرحها أهل إفك آخرون هذه الأيام ممن كذبوا القرآن الذي برّأها. وصدق الله (بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ) فكم كان لهذا الحدث من أثر في يقظة الأمة وتبصيرها بحقيقة القوم وغيرها من الحكم. (د. محمد الربيعة).
قال الكاتب والشاعر النصراني أمين تخلة: "كلما قرأت لقرآن قلت لنفسي: ويحك إنجي، فإنك على النصرانية! " إنتهى. وصدق الله إذ يقول (وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51) القصص)
حقيقٌ بمن منّ الله عليهم بشيء من العلم أن يكونوا أسرع الناس انقيادًا للحق وأبعد الناس عن الباطل، ولهذا شدد الله الذمّ بمخالفة هذين الأمرين على أهل العلم كقوله (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ (44) النساء). (السعدي).
قال عبد الله بن واقد" لا تجد سيء الملكة إلا وجدته مختالًا فخورًا وتلا (وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا (36) النساء) ولا عاقّا إلا وجدته جبارًا شقيًا وتلا (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) مريم).
مع الأسماء الحسنى (الحسيب) جل جلاله: بمعنى الكافي عبده همومه وغمومه وأخص من ذلك أنه الحسيب للمتوكلين وهو الذي يحفظ أعمال عباده ويحاسبهم إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشرّ. الحاسب لعباده فرحم الله عبدًا حاسب نفسه قبل أن تُحاسَب وأن تتذكر لحظة يبهت فيها أهل الإجرام حين يوضع الكتاب الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة!
¥