تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ينبغي أن نركز على الهدى المنهاجي عند علمائنا الأقدمون، سواء في التفاسير أو في غير التفاسير، يجب أن نبحث وننقب عن الهدى الذي يمكن أن نستفيد منه اليوم، ويدلنا الدلالة الصحيحة على كيف ننهض من جديد، وكيف نعود من جديد إلى الصراط المستقيم.

ويجب التركيز على الهدى المنهاجي في معالجة أدواء الحاضر، وأخص الذين يبحثون ويفكرون والذين يجتمعون على الخير .. كل الذين يحملون هم الأمة ويعملون على معالجته، يجب أن يعالجه على ضوء ما استخلصه من القرآن الكريم، فلا ينبغي أن نعالجه أدواء الأمة بما هو غربي أو شرقي، يجب أن نعالج أدواءنا بالهدى القرآني الذي هو من عند الله. أما الفهوم والحلول البشرية لا تستطيع ان تعالج العلاج الشافي، لأنهم لا يعلمون كل شيء، لا يعلمون الغد، ولا يعلمون الحاضر ولا الماضي، أما الله جل جلاله الذي يعلم السر وأخفى " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير". فالدراسات والبحوث والمؤتمرات يجب أن تركز على هذا الأمر.

وكذلك الأمر في علاقتنا بالمستقبل، إذا استشرفنا المستقبل نستشره على ضوء الهدى المنهاجي، استنبطاناه من كتاب الله عز وجل، لنبني غدنا على أساس متين، موصولا بحاضرنا وماضينا، لا قطيعة فيه، لأن هذه الأمة عزها في دينها، فإذا فرطت فيه ضاع عزها كما نرى اليوم، وإن ما نراه اليوم من التشتت والضعف ما هي إلا نتائج لغياب هذا الهدى.

نحن الآن لا نعلم الأمة القرآن، التعليم اليوم لا يجاوز أربعة أحزاب فقط وتعطى في المرحلة الابتدائية حيث الطفل لا يستطيع أن يستفيد شيأ من هذا الذي نتحدث عنه، فهل ستة وخمسون حزبا ليست من القرآن؟ هل يوجد شيء أهم في حياة الأمة من القرآن حتى نقدمه على القرآن؟ هل يوجد؟ لا وجود له. يجب أن يصبح القرآن هو الأساس في التعليم وفي بناء الشخصية في الأمة. هذه حقيقة، وحقيقة نعلنها، هذا عين الحق الذي يجب أن يتبع، وماذا بعد الحق إلا الضلال.

هذا الاستشراف يجب أن يتعاون عليه التعليم بالدرجة الأولى، والبحث العلمي، والإعلام، ومؤسسات المجتمع المدني بصفة عامة، لنتجه جميعا اتجاه قبلة واحدة هي التركيز على القرآن الكريم واستفادة ما يمكن الاستفادة منه.

فالإدلاج الإدلاج وعند الصباح يحمد القوم السرى.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير