ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[28 Sep 2007, 08:37 م]ـ
خامسا: في أيات الذاريات يقول: وما ذكر الله الجن هنا إلا لتنبيه المشركين بأن الجن غير خارجين عن العبودية لله تعالى.
وقد حكى الله عن الجن في سورة الجن فقال قائلهم (وإنه كان يقول سفيهنا على الله شططا).
وتقديم الجن في الذكر في قوله (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) للاهتمام بهذا الخبر الغريب عند المشركين الذين كانوا يعبدون الجن، ليعلموا أن الجن عباد الله تعالى، فهو نظير قوله (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون).
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[28 Sep 2007, 08:43 م]ـ
وعند قوله تعالى (فليس بمعجز في الأرض) يقول: ومعنى (فليس بمعجز في الأرض) أنه لا ينجو من عقاب الله على عدم إجابته داعيه، فمفعول (معجز) مقدر دل عليه المضاف إليه في قوله (داعي الله) أي فليس بمعجز الله، وقال في سورة الجن (أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا) وهو نفي لأن يكون يعجز طالبه، أي ناجيا من قدرة الله عليه. والكلام كناية عن المؤاخذة بالعقاب.
والمقصود من قوله (في الأرض) تعميم الجهات فجرى على أسلوب استعمال الكلام العربي وإلا فإن مكان الجن غير معين.
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[28 Sep 2007, 08:45 م]ـ
ويقول: واختلفوا في جزاء الجن على الإحسان فقال أبو حنيفة: ليس للجن ثواب إلا أن يجاروا من عذاب النار ثم يقال لهم كونوا ترابا مثل البهائم، وقال مالك والشافعي وابن أبي ليلى والضحاك: كما يجازون على الإساءة يجازون على الإحسان فيدخلون الجنة. وحكى الفخر أن مناظرة جرت في هذه المسألة بين أبي حنيفة ومالك ولم أره لغيره.
وهذه مسألة لا جدوى لها ولا يجب على المسلم اعتقاد شيء منها سوى أن العالم إذا مرت بها الآيات يتعين عليه فهمها.
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[28 Sep 2007, 08:46 م]ـ
ويقول: وحكاية الله هذا عن الجن تقرير لما قالوه فيدل على أن للجن إدراكا للمعاني وعلى أن ما تدل عليه أدلة العقل من الإلهيات واجب على الجن اعتقاده لأن مناط التكليف بالإلهيات العقلية هو الإدراك، وأنه يجب اعتقاد المدركات إذا توجهت مداركهم إليها أو إذا نبهوا إليها كما دلت عليه قصة إبليس. وهؤلاء قد نبهوا إليها بصرفهم إلى استماع القرآن وهم قد نبهوا قومهم إليها بإبلاغ ما سمعوه من القرآن وعلى حسب هذا المعنى يترتب الجزاء بالعقاب كما قال تعالى) لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين (، وقال في خطاب الشيطان) لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين (، فأما فروع الشريعة فغير لائقة بجنس الجن. وظاهر الآية أن هؤلاء الذين بلغتهم دعوة القرآن مؤاخذون إذا لم يعملوا بها وأنهم يعذبون.
ـ[أحمد عطا عمر]ــــــــ[28 Sep 2007, 10:15 م]ـ
أشكر أخي الكريم أبا احمد على ما تكرم به من نقول من كتب التفسير ولكنه لم يجبني على سؤالي المحدد أرجو أن تكون الإجابة محددة في حل الإشكال فقط وأنا لا أريد تفسيرا للآية فكتب التفسير كثيرة والبحث فيها ميسور إن شاء الله. ولكن لم يمر علي كلاما من العلماء السابقين في التوفيق بين الآيتين ولعلنا نجد جوابا مقنعا عند أساتذتنا الكرام بجواب من السابقين أو بفتح من رب العالمين.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[30 Sep 2007, 06:21 ص]ـ
سمعت القول التالى من أحد العلماء " وحملها الانسان " تعنى أن الانسان ممن عرضت عليه الأمانة.وعلى ذلك ففى قوله " إنا عرضنا الأمانة على .... " محذوف مقدر هو -أهل - ويكون المقصود أهل السموات من الملائكة وأهل الأرض من الانس وأهل الجبال من الجن.و على اعتماد أن الأمانة هى السيادة على الأرض وعمارتها فقد صلح لها الانسان. والوجوه الأخرى لإحتمالات الأمانة لم يقطع بقوتها.
وسؤالك يا أخ أحمد فى محله تماما لو كانت الأمانة هى العقل أو الاختيار أو التكليف فلايمكن القول أن الجن ليس فيهم أى منها.وأقول يختلف الانس عن الجن فى أمرين الأول عمارة الأرض. والثانى كون الانس أعقد فى التكوين حيث يزيدون على الجن بكون فيهم تراب وماء.هذان هما الفرقان.أما كلاهما له قلب ويعقل ومكلف بالعبادة وسيحاسب ويدخل الجنة أو النار.فهل أحد هذين الفرقين يكون هو الأمانة فى الآية؟!
¥