تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

5 - هي الإطار الفكري الصريح الذي يربط بين الوقائع والمفاهيم والفروض والقوانين ولا يصرح به إلا بعد تحققه بالشواهد التجريبية، ولكنها تظل فرضاً واسعاً متضمناً إن لم يتح لها هذا التحقُّق.

6 - هي بحكم اشتقاقها من اليونانية " Theoria " تعني التأمل، فليست – إذن- نتيجة مباشرة من معطيات الواقع؛ ولذلك فهي لا تنبثق من تلقاء ذاتها نتيجة للبحث التجريبي بل تأتي بوصفها حلولاً عقلية لمشكلات مثارة. كما أنّها تقدِّم من قبل ذلك الأساس الذي ينبغي أن تحدد بمقتضاه الأسئلة التي يجاب عنها. وتفترض حلول النظرية نسقاً متآزراً -من الوجهة المنطقية -من شأنه أن يجعل الوقائع العلمية وسائر العناصر والخطوات جزءاً من المعرفة العلمية المقبولة.ولهذا تعد النظرية لوناً من ألوان الخيال الملائم.

7 - من الفلاسفة من اعتبر النظرية مرادفاَ للفظ "نسق" الذي هو "مجموعة من القضايا المرتبة في نظام معيَّن بعضها مقدمات لا يبرهن عليها في النسق ذاته، وبعضها الآخر يكون نتائج مستنبطة من هذه المقدمات"

2 - مهمة النظرية:

تختلف نظرة العلماء وفلاسفة العلم إلى مهمة النظرية على النحو الآتي:

1 - من الفلاسفة من يقصِّر مهمتها على مجرد الوصف بينما التفسير-عندهم- شيء آخر لا تستهدفه النظرية.

2 - هناك من يرى أن تقدُّم المعرفة العلمية رهين بالتفسير لأنه يعين على التنبؤ بسلوك الأشياء التي عرفت من قبل.

غير أنه ما دامت النظرية مطلب المنهج العلمي فلابد أن تستوعب مهامه جميعاً من وصف أو تفسير أو تنبؤ أو تحكُّم"

3 - مفهوم المعرفة:

كان لعلماء الإسلام تعريفات متعددة للمعرفة تفرِّق بينها وبين العلم الذي يجتمع معها في أنّ كلا الأمرين إدراك للأشياء؛ إلا أن المعرفة –عندهم - إدراك مسبوق بجهل بخلاف العلم. "

1 - ويقول الراغب الأصفهاني " إنّ المعرفة تقال فيما تدرك آثاره وإن لم تدرك ذاته والعلم لا يقال إلا فيما يدرك ذاته ولهذا يقال فلان يعرف الله ولا يقال يعلم الله لما كانت معرفته تعالى ليست إلا بمعرفة آثاره دون معرفة ذاته. وأيضاً فالمعرفة تقال فيما يعلم وجوده وجنسه وكيفيته وعلته ولهذا يقال الله تعالى عالم بكذا ولا يقال عارف به لما كان العرفان يستعمل في العلم القاصر"

2 - ويعرَّف المعاصرون المعرفة بأنّها:كل اعتقاد جازم سواء طابق الواقع أم لم يطابقه. ويتضح من التعريف أنّ كل علم معرفة وليست كل معرفة علماً أي أنّ العلم جزء من المعرفة وليس العكس. و من هنا يظهر الفرق بين العلم الذي هو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع، وبين المعرفة التي هي الاعتقاد الجازم سواء طابق الواقع أم لم يطابقه، وهكذا تترقى المعرفة عند متلقيها لتصبح علماَ عندما يقوم الدليل على مطابقة الاعتقاد الجازم للواقع الذي هو موضوع الاعتقاد

على ضوء تعريفنا لمعنى النظرية ومعنى المعرفة يتضح لنا أنّ مفهوم نظرية المعرفة يعني:" دراسة منهجية منظمة أو بحث في المعرفة من حيث أصلها وماهيتها وإمكانها وطرق الوصول إليها وطبيعتها وحدودها وقيمتها، أي بحث في المشكلات الناشئة عن العلاقة بين الذات العارفة "الإنسان" والموضوع المعروف "الأشياء". والبحث عن درجة التشابه بين التصور الذهني والواقع الخارجي. ومدى خدمة هذا التصور لنظرية الوجود ومن ثم فهي دراسة محورية لا مجرد دراسة وصفية "

ب- خلاصة لتاريخ نظرية المعرفة:

1 - تاريخ نظرية المعرفة في الفكر الإسلامي:

كان لعلماء المسلمين – فلاسفة ومتكلمين- السبق في إفراد بحث المعرفة بالدراسة بصورة مستقلة فكتبوا أبحاثاً في العلم والمعرفة نذكر منها: دراسة القاضي عبد الجبار بن أحمد "ت451هـ" الذي كتب في "النظر والمعارف" حيث تحدَّث عن حد النظر والعلم والمعرفة وطرقها وحقيقتها، وطرق معرفة صحة النظر ودرجات المعرفة من الشك إلى الظن إلى اليقين، وتحدّث عن الدليل العقلي أما الإمام الباقلاني "ت403" فقد قدَّم لكتابه "التمهيد" بـ "العلم وأقسامه وطرقه" وكذلك أفرد البغدادي الفصل الأول من كتابه " أصول الدين" لبيان الحقائق والعلوم وإثباتها وطرق تحصيلها وأقسامها. أما الرازي فإنه يجعله الركن الأول من كتابه " المحصل" في العلم والنظر" ويجعل الإيجي الموقف الأول من كتابه " المواقف" في العلم والنظر. وكذلك الأشعري في مقالاته وغيرهم. ومعنى هذا أنّ علماء المسلمين كانوا على

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير