تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

علم بها وإن لم يسموها باسمها المعاصر.

2 - تاريخ نظرية المعرفة في الفكر الغربي:

أما الفلاسفة الغربيون فقد كانت نظرية المعرفة مبثوثة لديهم في أبحاث الوجود إلى أن جاء جون لوك "1632 - 1704" فكتب " مقاله في الذهن البشري Essay Concerning Human Understanding” المطبوع عام 1690م ليكون أول محاولة لفهم المعرفة البشرية وتحليل الفكر الإنساني وعملياته" وإن كان قد سبقه " ديكارت في نظرية فطرية المعرفة. ثم جاءت محاولة فريير في القرن التاسع عشر ففصل بحث المعرفة عن بحث الوجود. ثم اتخذت نظرية المعرفة وضعها المستقل لتبحث في العلاقة بين الذات العارفة" الإنسان" والموضوع المدروس والنظر في حدود المعرفة البشرية وقيمتها وطبيعتها ومصادرها. فصارت نظرية المعرفة بذلك تخدم علمي الإنطلوجيا "نظرية الوجود" والإكسيولوجيا " نظرية القيم".

ج-الملامح العامة لنظريتي المعرفة الغربية والإسلامية:

هنالك ملامح عامة لكلا النظريتين الغربية والإسلامية حيث أنّ من الملاحظ أنّ لكل نظرية من هاتين النظريتين خصائص ومميزات تختلف اختلافاً جوهرياً عن خصائص ومميزات الأخرى.

أولاً: مميزات نظرية المعرفة الغربية:

تتميز نظرية المعرفة الغربية عموماً بمميزات هي:

1 - غلبة الفلسفة التجريبية الحسية:

انتهى الأمر في نهاية المطاف بعد صراع مرير بين الكنيسة والعلماء بغلبة العلم ثم انقسم العلماء بين تيارين فلسفيين هما:

- المادية التجريبية.

- المثالية العقلية.

وبعد تنافس التيارين انتهى الأمر بغلبة الفلسفة التجريبية وذلك للتطور الهائل في العلوم الطبيعية التي تخبر عن الواقع المشاهد وهي علوم الفيزياء والكيمياء وغيرها ثم لحقت بها العلوم الاجتماعية والإنسانية التي اقتفت أثرها في المنهج رغم الاختلاف الجوهري بين طبائع كل. وبذلك تم حصر المعرفة على عالم الشَّهادة الحسي دون عالم الغيب الذي طريق العلم به هو الوحي.

2 - تمحور المعرفة حول الإنسان:

أضحى الافتراض الأساس في نموذج المعرفة الغربية الحديثة هو أنه يمكن الوصول إلى الحقيقة النهائية من خلال المعرفة المتمحورة حول الإنسان فقط عن طريق التجربة؛ إذ أنّ المعرفة –عندهم- لا تتعدى عالم المادة والحس بعد أن صار الوحي بكافة معطياته الغيبية غير منظور إليه في العصر الحديث

3 - تبعية نظرية الوجود لنظرية المعرفة

أصبحت السِّمة الجوهرية للفلسفة الغربية بعد عصر النهضة هي إقامة دعائم الوجود على أسس معرفية محورها إنسانية المعرفة والمذهب التجريبي أو المذهب المادي، وهذه القضية قد خلقت علاقة إعتمادية بين علم الوجود ونظرية المعرفة، وصار علم الوجود تابعاً لنظرية المعرفة بمعنى أنّ الوجود هو ما يمكن معرفته بالحس دون سواه وذلك عكس نظرية المعرفة الإسلامية التي تتبع المعرفة فيها للوجود. وقد أدى هذا الاتجاه إلى تأليه الإنسان والطبيعة. كما أدى إلى عجز هذه الفلسفة عن الإجابة على التساؤلات الفلسفية النهائية المتعلقة بالإله والإنسان والحياة والمبدأ والمصير، وهي أسئلة عقيدية لا تستطيع أي معرفة بشرية الإجابة عليها بصفة نهائية وإنما الذي يستطيع تقديم الأجوبة هو الوحي الإلهي وقد تم إبعاده من صياغة نظرية المعرفة الغربية.

ثانياً: مميزات نظرية المعرفة الإسلامية:

إنّ لنظرية المعرفة الإسلامية مميزات تختلف بها اختلافاً جوهرياً عن نظرية المعرفة الغربية ولها ارتباطات متداخلة تكوَّن شبكة كلية ونظرة شاملة للوجود أو رؤية للعالم “ World View” وهذه المميزات هي:

1 - تبعية نظرية المعرفة لنظرية الوجود:

إنّ نظرية المعرفة الإسلامية تابعة لنظرية الوجود، ويمثِّل توحيد الإله محوراً لهذه النظرية، فهي تنطلق – إذن- من مبدأ التوحيد، والتفكير الإسلامي عموماً يعتمد على الربط بين الوجود والمعرفة من خلال النبوة التي هي الطريق الوحيد للمعرفة الغيبية. ولذا فإنّ ما هو موجود لا يتعلق وجوده بمعرفة الإنسان له أو عدمها وذلك خلافاً للنظربة الغربية ومن هنا كانت تبعية نظرية المعرفة في الإسلام لنظرية الوجود.

2 - محدودية العلم الإنساني:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير