تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إنّ في الإسلام اختلافاً شاسعاً في المستويات المعرفية بين العلم الإلهي وعلم الإنسان إذ لا يمكن المقارنة بينهما إطلاقاً، فالله تعالى في النظرية الإسلامية هو أصل العلم والمعرفة وهو وحده العالم المطلق العلم الذي وسع علمه كل شئ بينما علم الإنسان محدود ونسبي؛ وهذا الإقرار باختلاف المستويات المعرفية الذي يسنده الإيمان بالغيب من شأنه أن يمنع من ظهور قاعدة علمانية محورها الإنسان الذي لم يؤت من العلم إلا شيئاً قليلاً كما هو الشأن في النظرية الغربية

3 - تجانس المصادر المعرفية:

تتجانس المصادر المعرفية في النظرية الإسلامية لإنجاز وحدة الحقيقة، فالكون مصدر للحقيقة، والوحي مصدر للحقيقة المطلقة، والعقل وسيلة لتفسير كل منهما. وكامتداد لهذه الوحدة فإنّ احتمال التناقض بين الوحي والعقل الخالص والكون "عالم الحس" أمر يستحيل وجوده، إذ أنّ وحدة الحقيقة-في الفكر الإسلامي- تنبع من وحدة الألوهية المطلقة، فالعلاقة على هذا تكاملية لا تنافسية بين الوحي والكون والعقل الخالص، ذلك أنّ الوحي بوصفه منطلقاً للمعرفة يحتَّم التكامل والتطابق مع جوهر الكون والطبيعة والإنسان ويقوم بتوجيه تلك المعارف؛ وأي تعارض أو تناقض لا بد أن يكون عجزاً في الأداة، سواء كان ذلك في أدوات فهم معارف الوحي والاستنباط منها أو في أدوات تحصيل معارف الكون والطبيعة والإنسان؛ فمعارف الوحي تتكامل مع معارف الكون والطبيعة والإنسان.

د- مباحث نظرية المعرفة:

ومن المعلوم أنّ الدارس لنظرية المعرفة يجد أنّ أبحاث الفلاسفة في صياغتهم لهذه النظرية قد دارت في ثلاثة مباحث هي:

1 - مبحث إمكان المعرفة:

وهو مبحث يعني بالإجابة على تساؤل:"هل في وسع الإنسان أن يعرف شيئاً؟.

2 - مبحث طبيعة المعرفة:

وهو مبحث يهتم بتحديد العلاقة بين الإنسان والأشياء، كما يهتم ببيان وتفسير عملية المعرفة، وبيان علاقة المعرفة بالوجود، والمعرفة بين الفطرية والاكتساب، ومعايير صدق الحقيقة.

3 - مبحث مصادر المعرفة:

والمصادر هي ما تتولد وتستمد منه المعرفة معطياتها ويعتبر من أكثر المباحث أهمية في نظرية المعرفة للقائلين بإمكان المعرفة.

وفيما يلي نناقش هذه المباحث الفلسفية من خلال نظريتي المعرفة الإسلامية والغربية:-

أولاً:إمكان المعرفة بين نظرية المعرفة الإسلامية والغربية:

1 - إمكان المعرفة في نظرية المعرفة الغربية:

إنّ نظرية المعرفة الغربية في دراستها لإمكان المعرفة قد اختلفت باختلاف المنهج الفلسفي ورغم قولها بإمكان المعرفة ووجود الأشياء وجوداً حقيقياً وبقدرة الإنسان على معرفتها إلا أنها قد انقسمت إلى اتجاهين هما:

1 - 1 إمكان المعرفة عند أنصار الفلسفة العقلية والمثالية

من ملامح قضية إمكان المعرفة في الفلسفة العقلية والمثالية الآتي:

أ- اعترف المثاليون بالواقع الموضوعي للشيء المعروف إلاّ أنهم جعلوا الفعالية للذات العارفة أو العقل، أي جعلوا للإدراكات العقلية موضوعية أعلى من موضوعية الإدراكات الحسية.

ب- شك أنصار الفلسفة العقلية والمثالية –لصالح العقل- شكاً معرفياً في الوجود المادي الخارجي وهذا الشك – عندهم - وسيلة وطريق يوصل إلى اليقين وهذا المنهج سلكه ديكارت ودافيدهيوم اللذين أسمياه بالشك العلمي

1 - 2 إمكان المعرفة عند أنصار الفلسفة التجريبية:

من ملامح قضية إمكان المعرفة في الفلسفة التجريبية الآتي:

أ- تعترف الفلسفة التجريبية بوجود واقع خارجي هو مصدر للمعطيات الحسية بمعنى أنّ الذي يحدد حقيقة الأشياء هو واقع في الخارج وليس الذهن المدرك لها وذلك عكس الاتجاه السابق تماماً.

ب- ذهب جون لوك إلى أنّ المعرفة الإنسانية مأخوذة من التجربة الحسية والخبرة فحسب وترى الماركسية أيضاً أنّ معرفتنا بقوانين الطبيعة التي تبرهن على صحتها التجربة والتطبيق العلمي هي معرفة صحيحة لها معنى الحقيقة الموضوعية. والتطبيق العلمي عندها هو العمل

2 - إمكان المعرفة في نظرية المعرفة الإسلامية:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير