ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 May 2009, 12:32 ص]ـ
ب ـ الأخبار الخارجية الواهية:-
والحق أن بعض زنادقة أهل الكتاب قد كانوا بعيدي النظر في الطعن على القرآن وإظهاره بالمظهر الخرافي؛ فوضعوا أقوالاً في الكونيات تخالف الطبيعة من جهة ولم يقل بها القرآن من جهة أخرى، فالتقطها القصاص ورواة الأخبار _ وهم حطاب ليل_ فدخلت إلى التفسير، وهذا يكشف عن عظم الكيد والخبث، وقد تسرب هذا السم إلى التفسير والحديث؛ فحاربه العلماء حتى لا يتلوث هذا الدين الطاهر، ومن هذه الإسرائيليات في هذا المضمار ما يتعلق بعمر الدنيا وبدء الخلق وأسرار الوجود وأسباب الكائنات وتعليل بعض الظواهر الكونية تعليلاً خرافياً باطلاً، ومن ذلك: ابتلاع الحوت للشمس عندها غروبها، وأن الشمس قد وكل بها تسعة أملاك يرمونها بالثلج ولولا ذلك ما أتت على شيء إلا أحرقته، وأن الأرض على الماء والماء على صخرة والصخرة على ظهر حوت يلتقي طرفاه بالعرش، وأن المجرة التي في السماء هي لعاب حية تحت العرش، وغير ذلك من هذه الخرافات التي لا أصل لها، ومن المفارقات العجيبة أن هنالك كثيراً من المواقع في الانترنت التابعة لأهل الكتاب تحاول التقاط هذه الإسرائيليات من التفاسير فإذا وجدتها احتفت بها احتفاء عظيماً وحذفت وأضافت ثم نسبتها إلى المفسر أولاً ثم حاولت وتحايلت حتى نسبتها إلى القرآن العظيم نفسه؛ وهم أحق بها لأنها منهم اجتلبت وعنهم أخذت.
ولا أستبعد أن هذا الأسلوب لا يزال قائماً إلى اليوم،وما الذي يمنع أن بعض محبي الشهرة ممن ينتسبون إلى العلم في الغرب يلتقط بعض الإشارات القرآنية ثم يخرج علينا بنظرية ثم نلهث نحن خلفها ونقول هذا ما دل عليه القرآن منذ زمن ....
ولا أظن نظرية الانفجار العظيم إلا مستوحاة من القرآن الكريم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 May 2009, 12:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا دكتور جمال الدين على هذا البحث القيم وجعله في موازين حسناتك.
وأرجو أن لا يضيق صدرك بملاحظاتي وقد لا تكون صحيحة.
ويكفي أني برهنت على أنني قد قرأت البحث كله،لأن مثله في الغالب تصعب قرأته على النت لطوله.
ولعل لي وقفات أخرى مع هذا البحث الذي أرجو الله أن ينفع به كاتبه وقارئه.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[13 May 2009, 01:48 م]ـ
[ QUOTE= د. جمال الدين عبد العزيز;79065] ب/ مراعاة مستوى العلم البشري:
ومن أمثلة ذلك أيضاً تفسير الإمام محمد عبده والشيخ عبد الرحمن الكواكبي للسجيل الذي تحمله الطير الأبابيل بأنه نوع من جراثيم الجدري أو الحصبة؛ وأن هذه الطيور من جنس البعوض والذباب.
ومن ذلك أيضاً تفسير الإمام محمد عبده للملائكة بأنها هي النواميس والأسباب الطبيعية أو القوى الطبيعية، وسجود الملائكة لآدم (الإنسان) عبارة عن تسخير هذه القُوَى له حيث أنه ينتفع في ترقية الكون بمعرفة سنن الله تعالى في ذلك. أما إبليس واستكباره عن السجود ـ عند الإمام محمد عبده ـ فهو تمثيل لعجز الإنسان عن إخضاع روح الشر.
ويُفسِّر الإمام محمد عبده (النفَّاثات) في قوله تعالى: (وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) بأنها النمامون المقطِّعون لروابط الألفة المُحرقون لها بما يلقون عليها من ضرام نمائمهم، وإنما جاءت العبارة كما في الآية، لأن الله جَلَّ شأنه أراد أن يشبههم بأولئك السحرة المشعوذين، الذين إذا أرادوا أن يحلوا عقدة المحبة بين المرء وزوجه - مثلاً - فيما يُوهمون به العامة عقدوا عقدة ثم نفثوا فيها وحَلُّوها؛ ليكون ذلك حلاً للعقد التي بين الزوجين. والنميمة تشبه أن تكون ضرباً من السحر؛ لأنها تحوِّل ما بين الصديقين من محبة إلى عداوة بوسيلة خفية كاذبة، والنميمة تُضَلِّل وجدان الصديقين كما يضلل الليل مَن يسير فيه بظلمته، ولهذا ذكر (النفَّاثات) عقب ذكر الغاسق. ومن أجل هذا المعنى العجيب ذهب الإمام محمد عبده إلى إنكار الأحاديث الصحيحة التي جاء فيها سحر لبيد بن الأعصم للنبي صلى الله عليه وسلم.
QUOTE]
وفقك الله يا شيخنا الفاضل على هذا الطرح القرآني الجميل، والذي تتضح من خلاله العلمية وسلامة المنهج ووضوحه، وفقك الله لكل خير.
ولكن عندي استفسار: لماذا نسمي من ينكر الأحاديث الصحيحة الثابتة عن عمد دون طعن في أسانيدها أو متونها، ودون معارضة لها بأدلة أخرى، لماذا نسميه بعد كل ذلك إماما؟.
هل من ينكر الثوابت الأساسية عند الأمة الإسلامية من سجود الملائكة لأدم السجود المعروف عند العرب، والذي ورد في كتاب الله تعالى في غير ما آية بلفظ السجود هل يستحق مثل ذلك أن يسمى مأموما فضلا عن إمام؟
لا أفهم ممن حسنت نيته واتضح له الحق كشيخنا الفاضل أن يذكر مثل هذه الأمور الخطيرة عن شخص ثم يسميه إماما؟
إن الاختلاف في التفسير - كغيره من العلوم - أمر وارد، ولا يشنع على المخالف فيه لكن ليس في القطعيات، والمحكمات، والمتفق عليه.
حفظكم الله وجزاكم عنا خيرا بهذه المعلومات القيمة والمفيدة.
¥