تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مرهف]ــــــــ[06 Feb 2010, 09:06 م]ـ

نعم يا أخي الكريم أبا سعد الغامدي، الحكمة في ذلك أن دلالات الآيات القرآنية تستوعب كل ما يستجد من العلوم لتصبح هذه العلوم شارحة ومبينة للقرآن إما تصريحا أو تلويحا بحسب طرق الاستدلال، وسعة مدارك العقل المبنية على العلم، فالقرآن الكريم - كما يقول الدكتور فتحي الدريني -: (جم المدارك عميق الدلالات يبلغ العقل الإنساني المتفهم منها ما تسعفه طاقته العلمية والثقافية التي بلغها عصره بما يدبر أمر الأمة في شتى مناحي حياتها، ... وقد جرى على لسان السلف الصالح قولهم: "لن تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوهاً" ليحمل النص القرآني اجتهاداً بالرأي إبان تطبيقه على الوجه الذي يحقق للأمة مصالحها الجدية الحقيقية المعتبرة مما يكون للخبرة العلمية مكان في تقويمها شريطة أن لا يكون ذلك النص قداستكره النص القرآني على حمله عليه) [انظر: منهج الطبري في التفسير د. فتحي الدريني مجلة التراث العربي.].

فلو جاء النص القرآني دالاً على قضية بعينها مباشرة لجمد النص عليها ولم يستوعب غيرها وما يستجد فيها، ولما وجدنا له هذه اللذة من التدبر والاستنباط والحركة العلمية التي تميز بها المسلمون من المرونة والجدة والجدية والله أعلم.

ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[06 Feb 2010, 10:19 م]ـ

شكراً لكم أخي الدكتور مرهف وأسأل الله لكم التوفيق فيما توصلتم إليه بنظركم العلمي التخصصي ولعلي أميل إلى ماذهبتم إليه ... وفعلا أرى ضرورة تحديد دلالة مصطلح الإعجاز العلمي في القرآن .. تحديدا علمياً بحيث يكون جامعاً لجميع النصوص الدالة على الحقائق العلمية في الكون ومشتملاته ووضعها في الإطار الذي دل عليه السياق وعدم بترها عن مسار ورودها وما سيقت له وأن يكون عاصماً من دخول ماليس منه فيه حقيقة مراعيا للاحترازات التي شكلت مانعا من اعتباره لدى الجمهور من المانعين له كقسيم للاعجاز البياني المشتمل عليه في الحقيقة وشريطة أن يكون الحاكمون فيه هم أهل الاختصاص في الدراسات القرآنية وعلوم القرآن والأصول

كما نحن بشوق لرؤية ما توصلتم إليه في رسالتكم والتي أرجو أن تكون قد أضافت جديدا أو أسهمت تحقيقا في هذا المجال الهام من علوم القرآن والشريعة الإسلامية وإن شاء الله سأعرض لكم دراستي في هذا المجال إذ وضعتها كدلالات شاهدة على ربانية هذا الكتاب وظواهرها في البيان الرباني وموجبات تلك الربانية ((منهج القرآن الكريم في بيان حقيقة ربانيته وأثرها في بناء شخصية المسلم وتحديد معالمها))

ملحوظة اسم الدكتور عدنان محمد زرزور وليس ((محمد))

أما العبارة التي استوقفتكم أخي الكريم من كلام الدكتور عدنان ... فليس سياقها المؤمنين به ((صحابته الكرام)) وإنما المدعون للإيمان به ((من أرسل لدعوتهم)) من باب حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون أتريدون أن يكذب الله ورسوله ومن باب مأنت مبلغا مقالة لاتدركها عقولهم إلا كانت لبعضهم فتنة إذ لايمكن أن تكون البراهين ودلالاتها لديهم من خارج المألوف والمعروف وحاشا أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم- من ذلك، ومن البدهي أن أستاذنا مما لايخفى عليه ذلك بدلالة أن مقتضيات الإيمان التصديق بالغيب أدركوا كنههه أم لم يدركوا حيثياته المادية

ـ[مرهف]ــــــــ[08 Feb 2010, 12:05 ص]ـ

أخي الحبيب طارق نفع الله بك:

أعتذر عن الخطأ في كتابة اسم العلامة الفاضل الدكتور عدنان محمد زرزور ولعل سبب ذلك انشغالي بكلامه النافع وسبق الكتابة في الاسم، وأشكرك على هذا التنبيه، وكم سعدت بما تفضلتم به عن بحثكم وبانتظار الانتفاع بما فيه.

أما بخصوص العبارة التي تعقبتم بها عليَّ فحاشا الدكتور أن ينتقص في سلف الأمة شيئاً ولكني وجدت هذا التعليل من عدد ممن يكتب في هذا الاتجاه ويتكرر كثيرا في مناسبات متعددة ولا أجده مقنعاً، فهل كان الإسراء والمعراج مما يعقله المشركون، وهل كان الإخبار بفتوح البلدان في وقت حصار الأحزاب مما يعقله المنافقون، وهل ذكر أيام خلق السموات والأرض مما يعقله هؤلاء وهؤلاء ...

إن أثر علي رضي الله عنه (حدثوا الناس بما يعقلون أتريدون أن يكذب الله ورسوله) الموقف عليه كما أورده البخاري في (باب من خص قوما بعلم دون قوم كراهية أن لا يفهموه) قاعدة عامة لا تنطبق على كل كلام وحال، والذي أراه بفهمي القاصرأن هذا ليس محله في أمور العقائد وتصحيح التصورات التي تبني عقلية المسلم وعقيدته وشخصيته، كما أنه ليس محلها في بيان الأحكام الشرعية، وإنما محلها في المتشابه كما قال العيني في شرح البخاري، أو يكون محلها في الأمور الغيبية المستقبلية التي قد يخشى من ذكرها افتتان بعض ضعاف النفوس والعقول، كما صح عن أبي هريرة حفظت عن النبي وعائين فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته لقطع مني هذا البلعوم)، ولذلك كان ابن عباس يخفي أشياء لا يحدثها لعامة الناس وكان يحدث بها أهل العلم كما ذكر ذلك الإمام السخاوي في المقاصد الحسنة، وكان هذا ما يفعله ابن مسعود رضي الله عنه كما في مقدمة صحيح مسلم عن ابن مسعود قال: (ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة).

وأما ما يتعلق بكروية الأرض وما شابه ذلك فإنها ليس من أصول العقائد، وليست من الأحكام الشرعية، ولا من المتشابه وليس في التصريح بها -بالنص- فائدة عظيمة، ولكن فيها تحريك لعقول المسلمين وفتح مدارك العقول والحث على الاستكشاف، كما فتح لهم القرآن أفاق التفكر في قوله تعالى ((والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون))،وغيرها من الآيات الكونية ولكن في خلق الإنسان من نظفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاماً ثم كسا العظام لحماً ثم أنشأه خلقاً آخر، فقد فصل فيه القرآن وكان من الغيب الذي لا يدركه العقل وقتها وصدق به المسلمون، وكذلك صرح القرآن بأن اللبن يخرج من بين فرث ودم وكان مما لا يتصوره المسلمون ولا غيرهم والله أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير