ـ[أم الأشبال]ــــــــ[22 May 2009, 09:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
لقد استفدت مما كتب جزاكم الله خيرا.
والقراءات لا تخرج عن وصفين: متواترة أو شاذة، وهذا بغض النظر عن المصطلحات العلمية التي يطلقها العلماء على القراءة المقبولة (مستفيضة، مشهورة، قراءة العامة ... الخ).
وما تراه من الآحاد، والموضوع، والمدرج، فإنه من أثر تقسيمات علماء الحديث، ولا فائدة علمية أو عملية له في علم القراءة.
وإنا إذ أطرح هذه الفكرة بإيجاز؛ أحب أن ألفت نظر إخواني إلى هذه المسألة، وهي تداخل معلومات العلوم فيما بينها، متى تتفق في العلمين، ومتى تتمايز عن بعضهما، وكيف يمكننا أن نخلص من هذا التداخل بالتعرف على ما نحتاج في هذا العلم وذاك، وما لا نحتاج لكي نًلمَّ بأصول كلِّ علم، ويكون عندنا القدرة على الاستيعاب.
إن التقسيم الذي تبناه العلماء وشابه تقاسيم علم الحديث،
قد نعلم به الرواية التي يجوز أن نقرأ بها في الصلاة.
وقد نعلم به الرواية التي يجوز العمل بها (الأحكام)
فالرواية الشاذة لايجوز القراءة بها في الصلاة، لكن استدل بها العلماء عند استنباطهم للأحكام.
فهذا التقسيم لا يخلو من فائدة.
وقد فكرت في أمر لا أدري هل حصل أم لا قبلا وهو أنه لو وجدت قراءات للفظة مشورة وآحاد وشاذة، وكانت المشهورة دالة على حكم والشاذة على آخر فمن نقدم، طبعا هذا أمر على وجه الافتراض.
إن العلماء عندما دونوا العلوم في السابق راعوا في وجهة نظري التكامل بين العلوم وسعوا لخدمة الهدف الأسمى وهو خدمة الدين وحماية بيضته والدفاع عنه، وهذا معلوم، ويظهر أنهم راعوا هذا الضابط، وعلم الحديث من علوم الآلة وضعه العلماء لخدمة علوم الشريعة وحفظ الدين، فلا ضير إن استفاد منه أهل العلم كل في موقعه متى احتاج.
والله أعلم وأحكم.
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[23 May 2009, 07:13 ص]ـ
أحسن الله إليكم يا شيخ، ونفعنا بعلمكم.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[24 May 2009, 05:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
وقد فكرت في أمر لا أدري هل حصل أم لا قبلا وهو أنه لو وجدت قراءات للفظة مشورة وآحاد وشاذة، وكانت المشهورة دالة على حكم والشاذة على آخر فمن نقدم، طبعا هذا أمر على وجه الافتراض.
والله أعلم وأحكم.
للفائدة:
المرء يقول كلمة تبقى في ذمته، وقد بحثت لأجد التالي:
إن الرأي الراجح والله أعلم – هو جواز صحة الاحتجاج بالقراءات الشاذة وذلك لأن ما يرويه الصحابي إما أن يكون قرآنًا أو يكون خبرًا وهذا الأخير إما سمعه من الرسول عليه الصلاة والسلام أو هو قول له فإن كان قرآنًا صُير إليه.
إن الفروق بين القراءات المتواترة والشاذة تكون في التعدد في الصور اللفظية ووجوه المعاني وغيرهما.
يقول ابن عبدالبر (الاحتجاج بما ليس في مصحف عثمان قال به جمهور العلماء ويجري عندهم مجرى خبر الواحد في العمل به دون القطع".
ويفهم من كلام هذا الإمام أن الشافعية يقبلون القراءة البيانية ويعملون بها إذا صح سندها ولم يكن لها خبر يعارضها أو قياس.
مثال:
قوله تعالى {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238]، في قراءة عائشة وابن عباس وجماعة: ((والصلاة الوسطى هي صلاة العصر)) [65، ص15] و [25، ج2 ص240].
وبناء على ورود القراءة الشاذة في الآية اختلف العلماء في المعنى المراد بالصلاة الوسطى، فذهب الجمهور إلى أنها صلاة العصر مستندين إلى القراءة الشاذة والبعض الآخر منهم ذهب كذلك إلا أنه لم يستند إلى القراءة بل استند إلى الأحاديث الصحيحة التي جاءت ببيان ذلك كالأحناف والشافعية كقوله عليه الصلاة والسلام "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارًا".
وذهب المالكية إلى أنها صلاة الصبح واحتجوا بما جاء بعدها من نهاية الآية "وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ" فقالوا كونها قرنت بالقنوت ولم يثبت إلا لصلاة الفجر فدل على أن المراد بها صلاة الصبح، ولم يحتجوا بالقراءة الشاذة، فدل هذا على أن للقراءة الشاذة أثر على الأحكام الفقهية.
وروي أنها جاءت في مصحف عائشة " والصلاة الوسطى وصلاة العصر "
فقال أهل العلم أن العطف هنا عطف صفة، لا عطف ذات، وهذا التأويل لابد منه لوقوع هذه القراءة المحتملة في مقابل النصوص الصريحة الصحيحة من السنة النبوية.
فهذه القراءة من المتشابه.
وقد اتفق العلماء على أن الصلاة الوسطى آكد الصلوات الخمس، واختلفوا في تعيننها.
فالقراءة المتواترة مطلقة لا تحدد صلاة معينة.
والقراءة الشاذة دلت على أنها صلاة العصر.
واجتهد العلماء للتوفيق بين الأحاديث والقراءات.
وقد ذهب جمهور العلماء من الصحابة ومن بعدهم إلى أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر.
وقد قدمت الآية الشاذة على المتواترة، لأنها وضحت المعنى، مع ملاحظة أنة لا تضاد بين القراءتين.
ينظر:
أثر اختلاف القراءات في الأحكام الفقهية. د. عبدالله الدوسري.
القراءات الشاذة: أحكامها وآثارها.
د. إدريس حامد محمد
المصدر: جامعة الملك سعود، عمادة البحث العلمي، مركز بحوث كلية التربية، رقم (201)، 1424هـ-2003م
http://www.alukah.net/articles/1/51.aspx
والله أعلم وأحكم.
¥