تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والساكن من النون والميم طوله كطول كل ساكن من رخو أو متوسط، وكل رخو أو متوسط زمنه أطول من زمن الساكن الشديد، كما هو مُحَس، وقد بين ذلك العلماء (انظر شرح الشافية للجارَبُرْدي 1/ 341 - 342، وجهد المقل 144). ولا فرق بين الرخو والمتوسط في ذلك؛ لاستوائهما في جريان الصوت، وإن فرَق بينهما الْمَرْعَشي.

والنون المخفاة نون لم يبق منها إلا الغنة، وهي في هذه الحال ساكنة، فحقها أن يكون طولها طول الساكنة، ولكنهم مكَّنوها قليلاً، أو تراخوا في نطقها - لبيانها بعد أن زال الجزء اللساني من نطقها، ويحذِّر الشيوخ من المبالغة في هذا التمكين أو التراخي (انظر الإقناع لابن الباذِش 1/ 259، وجهد المقل 203 - 204).

وخلاصة هذا من الناحية العملية أن غنة الْمُخْفَى أقصر من غنة المشدد مدغَمًا أو غير مدغم. ويشيع كثيرًا المبالغة في غنة الْمُخْفَى، وتسويتها بغنة المشدد.

وما شاع أيضًا من تقدير الغنة بحركتين - لا يصح؛ لأسباب منها ما شرحته هنا، ومنها أن غنة المشدد أطول من مقدار حركتين بلا شك، وأن الحركات لتقدير المدود لا لتقدير الغنن، ولهذا مزيد بيان ليس هذا محله.

هل تفخم الغنة؟

غنة النون المخفاة بقية النون كما علمت، والنون من حروف الترقيق، لا من أحرف التفخيم. وما شاع من تفخيمها عند أحرف التفخيم سببه تهيئة مخرج الحرف التالي لها عند النطق بها، وهذا فهم متأخر جدًّا غير سديد لحقيقة الإخفاء. أشار إليه محمد مكي نصر (المتوفى سنة 1305) إشارة خفيفة، في نهاية القول المفيد ص 125، ووسَّعه الْمَارِغْني (المتوفى سنة 1349=1931)، في النجوم الطوالع ص 214، وأخذه منهما الشيخ المرصفي (المتوفى سنة 1341=1989)، في هداية القاري 1/ 184 - 185.

وأما التفخيم نفسه عند أحرف التفخيم فمفقود في كتب المتقدمين والمتأخرين، فيما أعلم، وما ذكره إلا اثنان من المعاصرين، هما الشيخ عثمان سليمان مراد (المتوفى سنة 1382=1962)، في نظمه المسمى: السلسبيل الشافي، والشيخ إبراهيم شحاثة السَّمَنُّودي (المتوفى سنة 1430=2008) في نظمه المسمى: لآلئ البيان، ونُقل عنهما.

وخلاصة هذا من الناحية العملية أن الغنة مرققة في كل حال.

ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[14 Jun 2009, 12:49 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

المسألة الأولى: مقادير المدود

5 - وإما قياس للمقادير بحركة الإصبع قبضًا أو بسطًا، وهذا شيء محدَث، لا يرتفع عن أول القرن الرابع عشر الهجري، فيما حقق الأستاذ الدكتور الشيخ أيمن سويد - وهو صحيح فيما بدا لي - وحركة الإصبع تختلف باختلاف الأشخاص والأسنان والأحوال، فلا تصلح ميزانًا زمنيًّا للمدود.

ويشيع كثيرًا الزيادة على المقادير المطلوبة، والمبالغة في المدود، فيَظُن من يسمع المصيبَ الضابطَ للمقادير أنه نقَصَها ولم يُوَفِّها، وهو إنما أعطاها حقها بلا زيادة.

. [/ align][/B]

السلام عليكم

أستاذنا الكريم جزاكم الله خيرا علي هذا البحث. إلا أني أري أن ما قاله د/ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ مبالغ فيه

فالإشارة بالإصبع إنما هو من باب التقريب فلعل معرفة التعريف يسرع بالطالب فى حصول المقصود 0

وإن عدنا إلى عهد الصحابة لم يصطلحوا لا على مقدار ألف وألفين، ولا على حركة وحركتين، وحديث ابن مسعود خير شاهد وقد قرأها عمليا ومد "للفقرآء" كما لم يرد عنه ولا عن غيره من الصحابة أ ى شي في هذا الباب – ثم بدأ عصر التدوين فهذا من لوازم التأليف والكتابة 0

وقال مكي في كتابه (تمكين المدات) ص23: (والتقدير عندنا للمد بالألفات إنما هو تقريب للمبتدئين.) ا. هـ

حتي قضية الإصبع مذكورة في القدم وذكرها العلامة ابن الجزري في منجد المقرئين حيث قال: .. ويديه عن العبث إلا أن يشير إلي القارئ بأصابعه إلي المد والوقف والوصل وغير ذلك ... ) ص14

وقوله (بأصابعه) لخير دليل علي الجواز بالإشارة بالأصابع.

وقال النويري في شرحه للطيبة هذه العبارة إلا أنه لم يذكر الإصبع وذكر (اليد) ثم قال: وغيره مما مضي عليه السلف .. ) ا. هـ 29

فهذه الأشياء مما مضي عليه السلف الصالح.

وأعتقد أن الشيخ أيمن سويد جانبه الصواب في التعليق علي هذا الأمر.

ولي وقفة أخري ـ إن شاء الله ـ مع هذا البحث.

نسأل الله الإخلاص في القول والعمل.آمين

والسلام عليكم

ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[14 Jun 2009, 12:11 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

المسألة الأخرى: الغنة

وما شاع أيضًا من تقدير الغنة بحركتين - لا يصح؛ لأسباب منها ما شرحته هنا، ومنها أن غنة المشدد أطول من مقدار حركتين بلا شك، وأن الحركات لتقدير المدود لا لتقدير الغنن، ولهذا مزيد بيان ليس هذا محله.

. [/ align][/B]

سيدي الفاضل الكل يعلم أن مقدار حركتي المد والغنة مختلفان إنما هذا من باب التشبيه، وقد قرّبها العلامة ابن الجزري والداني وشبها الغنة بحروف المد في المقدار مع علمهما باختلاف الزمن حقيقة ولكن الكل من باب التقريب.قال في التمهيد: الغنة التي في النون والتنوين أشبهت المد في الواو والياء لكن ينبغي التحذير عن المبالغة في التراخي) ا. هـ انظر نهاية القول المفيد

وبحق لا يجب أن نقف أمام هذه الأشياء ونحدث بلبلة في أمر يسير مثل هذه الأمثلة. والله أعلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير