1 ـ ما جاء في قوله ـ تعالى ـ: فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ فَلَمَّا رَأى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا رَأى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ الأنعام:76 ـ 78 حيث قام أصحاب هذا الاختراع بتلوين كلمة: "ربي" في المواطن الثلاث!!!!
2 ـ ما جاء في قوله ـ تعالى ـ: قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْء [الأنعام: 164] حيث كتبت كلمة "رَبًّا" بالأحمر!!
وأقول: إن هذه الآية نظيرتها ما في قول موسى ـ عليه السلام ـ لقومه عند ما طلبوا أن يجعل لهم إلها كما لمن مروا عليهم إلها فقال لهم: أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا [الأعراف: 140] قال ابن جرير في تفسير الآية الأُولى: أَسِوى الله أطلب سيدا يسودني!!
وقال عن الثانية: أسوَى الله ألتمسكم إلها وأجعل لكم معبودا تعبدونه، والله الذي هو خالقكم!!
3 ـ ما جاء في قوله ـ تعالى ـ: وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ [يوسف: 23].
فكلمة: "ربي" ههنا ـ أيضا ـ لا تدل على المعبود بحق، وإنما المراد بها العزيز؛ قال ابن كثير في تفسيره: يخبر ـ تعالى ـ عن امرأة العزيز التي كان يوسف في بيتها بمصر ـ وقد أوصاها زوجها به وبإكرامه ـ فراودته عن نفسه؛ أي: حاولته على نفسه، ودعته إليها. وذلك أنها أحبته حبا شديدا لجماله وحسنه وبهائه، فحملها ذلك على أن تجملت له وغلقت عليه الأبواب، ودعته إلى نفسها وقالت: هيت لك. فامتنع من ذلك أشد الامتناع، وقال: معاذ الله! إنه ربي أحسن مثواي. وكانوا يطلقون الرب على السيد، والكبير؛ أي: إن بعلكِ ربي أحسن مثواي؛ أي: منزلي وأحسن إلي، فلا أقابله بالفاحشة في أهله. إنه لا يفلح الظالمون؛ قال ذلك مجاهد، والسدي، ومحمد بن إسحاق، وغيرهم.
4 ـ ما جاء في قوله ـ تعالى ـ: وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا الفرقان: 60 فكلمة الرحمن الثانية لا تدل على الإله الحق فإنها جاءت في سياق الإنكار، ولكنهم كتبوها بالأحمر، ولنستمع إلى ما قاله المفسرون:
قال القرطبي: "وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ" أي: لله ـ تعالى. "قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ!! " على جهة الإنكار والتعجب، أي: ما نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة، ..
وقال البيضاوي: وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن!! لأنهم ما كانوا يطلقونه على الله، أو لأنهم ظنوا أنه أراد به غيره، ولذلك قالوا: أنسجد لما تأمرنا!! أي: للذي تأمرناه ...
وقال ابن كثير: قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا والظاهر أن إنكارهم هذا إنما هو جحود وعناد وتعنت في كفرهم فإنه قد وجد في أشعارهم في الجاهلية تسمية الله تعالى بالرحمن.
وقال ـ أيضا ـ: قالوا وما الرحمن؟ أي: لا نعرفه ولا نقر به أنسجد لما تأمرنا!! أي: لمجرد قولك.
3 ـ ما جاء على لسان فرعون في عناده لموسى وجحوده لوجود الرب الحق: قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِين الشعراء: 23 فإن كلمة: "رب" هنا لا تدل على الرب الحق، ولكنهم كتبوها بالأحمر، ولنقرأ ـ أيضا ـ ما قاله المفسرون:
قال ابن جرير: قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِين يقول: وأي شيء رب العالمين؟
وكذلك الأمر بالنسبة لكلمة "ربكما" في قوله ـ تعالى ـ: قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى طه: 49.
ـ قال ابن كثير في تفسيره: يقول ـ تعالى ـ مخبرا عن فرعون أنه قال لموسى منكرا وجود الصانع الخالق إله كل شيء وربه ومليكه؛ قال: فمن ربكما يا موسى؟ أي: الذي بعثك وأرسلك من هو؟ فإني لا أعرفه، وما علمت لكم من إله غيري.
ـ وقال الشوكاني: أى: قال فرعون لهما: فمن ربكما!!؟ فأضاف الرب إليهما ولم يضفه إلى نفسه لعدم تصديقه لهما ولجحده للربوبية.
¥